يكفيني ذاتي ، وكتبي ، وعالمي طبيباً ومداويا لجراحي ..
الجزء الثاني ..
تلك هو المسار الذي عليك تتمسكي به ، ولا تلتفي إلى الوراء .. تلك البداية الحقيقية لولادة ذات أنتِ من يبلورها في ضوء أوجاعك ، وواقع أسرتك ، وطعنات بعضا منها ما زال ينزف ..
لا جدال ماضينا الذي أجهدنا ، وأرهقنا له تأثير في حياتنا ، والآنية التي نعيشها ، لكن يبقى لنا دور في تجاوز الكثير الذي إن بقينا كما كنا أسرنا ، وجعلنا نراوح بين أفكار نجترهـا لا نجد إجابة ولا ترتيب لها لسبب بسيط هو أن ذواتنا العديدة داخلنا حصرناها في الماضي ، وفي واقع أحيانا لا دور لنا فيه كعلاقة الأبوين المتوترة التي تنعكس علينا أو إعاقة إلهية لا نقدر التغيير فيها أو شيء كنا نرغب فيه فأعقنا منه كنوع دراسة نطمح فيها ليس لعجز فينا ، وإنما لمتغيرات عائدة للمحسوبية وليس لقدراتنا !! .
** أبي ... أمي .. يا ليتني صبياً ..
العلاقة بين الزوجين تحكمها علاقة حب ، ومشاركة ن وحقوق متبادلة ، وفي حالات لا نجد إلا علاقة تسيرها ورقة كتب عليها تزوج فلان بفلانه ، فأنجبوا أطفالا ، وعليهم البقاء من أجلهم أو لأنها ابنة عمه .. بينما يصيبنا الدوار حين نرى أن علاقة الأم أو الأب مع الأولاد في أتم روعتها ، أو الأب لا يتفانى في منح أولاده كل شيء .. إذا أدركنا أن حب الأب لأطفاله حب مسيّـر فيه لا خيار له فيه عرفنا لماذا التناقض .. فتلك أولاده مهما كانت والدتهم .. ومهما كان عديم القناعة بها .. أما العلاقة المستقرة ، والهادئة بين الزوجين فتتطلب حبا نحن من نختاره ، لسنا مسيرين فيه ، وهو أقوى لأن دافعه ذاتي ، ومكتسب أما حب الأولاد فأشبه بلون بشرتنا .. قدر لا نقدر على الفكاك منه لا خيار لنا .. تلك أطفالنا علينا تقبلهم ، وتحمل مسؤوليتهم فهم امتداد لنا ، وجزء منا .. أما الزوجـة أو الزوج للزوجة فما لم يكن التقارب ، والتآلف طبيعيا فعلينا نتوقع حياة يملأها النزعات ن والمشاجرات ، وضحاياها الأطفال !! لذا ما أصعب المقارنة بالآخرين من صديقاتنا أو قريباتنا حين نرى الحواجز مكسورة بين البنت ، وأمها ، والأب وأبيه .. هنا تتملكنا الحيرة ، ولن يجدي التذمر ، والألم ، فأنفنا مهما كان أعوجا سيبقى كما هو .. إذن المخرج عقلا منحه الله لنا ن وطاقة معطلة تحتاج صرفها في تغيير واقعنا ، والوقف على النزف مهما كان حارقاً لنشعر بأننا مختلفين ، متفردين ، ومن الألم ، والتوجع نصل إلى نقطة التكيف ، وتحمل الوخز لنقف بعدها ، ونحن نحمل بعض الجراح كبعض أعضائنا .. كإصبع سادس في يدنا اليمنى لنطلق عليه ألم الماضي ، طفولة الوجع ، الطموح المعاق .. لنلتف في كل الاتجاهات ، ولنهزَّ داخلنا ، وبصوت عالِ بعد أن نعيد ترتيب جراحاتنا .. من أسرتنا إلى خارجها ... ونعود ثانية نقلبها ، نواجهها دون خوف .. دون توجس .. حتى نستنفذ كل الخيارات ، كل المحاولات ... بعدها نصل إلى قناعة ، وقرار أن مشكلتنا الأولى أو جرحنا الأول واجهناه .. حاولنا تغييره ... إن تبدل أو تغيير فذا ما نريد ، وإن بقي الحال على ما هو عليه .. فمع الذات سنكون صادقين ، وواضحين لأن ما نملكه فعلناه ، استنفذناه ، حتى استنزفنا .. لحظتها ندرك تلك الجراح بطريقة أخرى .. نراها في واقعها صغيرة ، ونرى الأفكار التي تغتالنا دوما تجاهها قد توقفت أو قلَّ لسعها على ذواتنا ..
** مشكلتي ليس لها حل رغم أنه مستحيل ..
المستحيل أن نبدل الصبح بالمساء .. أو أعيد جدتي إلى مرحلة الصبا مهما عبث فيها ألف جراح تجميل ، ومها طوّقت بألف كوفيرة بارعـة في تصفيف الشعر ، وطبقات الماكياج ، والحمرة !! المستحيل نحن من نخلقه لنتكيء عليه ، فنخدر ذوالتنا ، ويكون زاوية نعزو عليها كسر خوفنا ، وإنعتاقنـا من الدائرة التي تلف بنـا .. فتحدث لنا إعراضا نفسية ، نلتهي بهـا .. وتكون مبررا لنا أما ذاتانا ، والآخرين ... !!
** تجاوزتي العشرين أو تعيشين في أخرها .. كل أجهزتنا في هذا السن اكتملت ، وأخطائنا نحن من يتحملها ، ولا تزر وازرت وزر أخرى ..!!
حتى نمو ذكائنا وصل إلى نهايته في النمو .. كل الأدوات متوفرة ، والظروف الكل يمر فيها الشمس هي الشمس تشرق صباحا ، وتغيب مساء ، هنا السؤال ... من أجل أن نكسر المستحيل الذي في داخلنا .. من أجل أن نثق أكثر في قدرتنا ، ... من أجل أن نفعل طاقة في ذاتنا مكبوتة ، ومعطلـة محاطة بأفكارنا المشوشة تارة والمبالغ فيها تارة أخرى ، وماضِ يأسرنا ، وكأنه قدر لا نقدر على ممارسة المحاولة ، وحتى لو فعلنا انكسرنا من الخطوة الأولى ، أو بقينا لا نقبل إلا بالتحسن الواضح ، والتبدل المحسوس ..
** هنـــــــــا والـــــــلآن ..
ليكن منهجك ، ومنطلقك من اللحظة الحالية .. بعد أن تستنزفي ما تبقى ماضيك ، وأفكارك ، ومخاوفك فاكتبي بتلقائية ، ولا تصححي ، ولا تراجعي ما كتبتي .. اكتبي دون ملل ،
الجزء الرابع ..
** تلك التجربة سببت لي نضجا لكن لا أثق بأحد ؟!!
|