بنت الحسب والنسب .. مجنناني ياجدعاااان
بنت الحسب والنسب .. مجنناني ياجدعاااان
استُنفذتْ جميع الاحتمالات لإخراج " الكلاكيع إللي جوايا " ولم تأتي بنتيجة . بدأتُ بتجربة الكتابة ، ولكن مالبثتُ أن وجدتُ نفسي متسمّرة أمام الورقة ، لا أعلم مايجب كتابته للتعبير عن شعوري بالقنبلة الموقوتة التي تنتظر الأنفجار في أي لحظة ، تسمّرتُ حتى ظننتُ بقلمي جاهلاً لايعرف الكتابة ، وأخرقاً يهذي يميناً ويساراً لا يعرف الرسم . و بعد أن فقدتُ الأمل في الكلمات لإنقاذي ، لجأتُ للبكاء " صديقي الصدوق في لحظات حزني " فهو _ بالنسبة لي _ من أسهل الوسائل لإطلاق نيران القلب والتخلص منها من خلال دمعاتي . فاأخذتُ أنظر للورقة والقلم في يأس شديد أحاول استدعاء دموعي لنبدأ " حفلة البكاء " ، ولكن هيهات هيهات ، وكأن " الكُلكيعة هانم " ترفض راحتي ، وتتعمد إيذائي واستفزازي . فحتى البكاء أسهل وسائلي عجزتُ عن استخدامه . وهاهنا ياتاريخ سجّل المرة الأولى التي تخونني فيها قدراتي " الخارقة " على البكاء .
ياإلهي ، تحَوَلتْ لحظتي بلا كلمات ودموع ، إذاً ما تبقى لي .. ؟؟
فجأة ، قطعت أمي أفكاري ومحاولاتي التي باءت بالفشل لإعادة السلام إلى نفسي ، وذلك حين طرقت باب حجرتي لتستأذن الدخول ، حتى تسأل إن كنتُ أنوي تناول طعام العشاء معهم أم لا ، في الحقيقة أنا لم أكن أشعر بشيء وقتها ، لا جوع ولا شبَع ، فقد كنت أشبه بالفاقدة لأي إحساس أو مشاعر " إلا طبعاً إحساسي بنيران الكُلكيعة إياها ، بنت الحسب والنسب " . خرجت أمي من حجرتي وأغلقَتْ الباب بغضب ، وذلك بسبب إجابتي المذبذبة لها ، فاأنا لا أعلم إن كنت جائعة أم لا ، وبالتالي لم تكن إجابتي شافية لها . تذكرتُ أنني كنتُ أشعر بالجوع من حوالي الساعتين أو أكثر ولم أتناول أي شيء حينها ، فعلمتُ أنه من الواجب علّي أن أذهب لتناول الطعام معهم .
قررتُ تناول الطعام " وياريتني ماقررت "
كانت سُفرة الطعام تحتوي على أصناف معينة ، عندما رأيتها لم أشعر بالرضى والأكتفاء ، بل إعترتني نوبة " إنفتاح شهية " مفاجآة ، فذهبتُ إلى مطبخنا لأجلب أصناف أكثر من البرّاد إضيفها على السُفرة ، علاوة على " ماج " الشاي ، أو بالأحرى ماج السُكّر الذي إحتوى على الشاي " ده طبعاً كان من نتيجة الأكتئاب وعمايلو " .
تخيلوا معي هذا المشهد ..
ماج شاي ، طعام على السُفرة ، بشر عاديون جداً متجمعون لتناول الطعام ، بالأضافة إلى وحش كاسر ينقضّ على الطعام بشكل مفزع ، وكأنها النهاية " طبعاً أنا مكسوفة جداً أقولكم إن المقصود بالوحش هنا هو ، إحم إحم ، أنا " . المهم ، إنتهى وقتُ الإلتهام بسلام " دون قضم أو إبتلاع أي جزء من أي بشر " وشعرتُ بعدها براحة لابأس بها ، ثم قررتُ إخراج ماتبقى في نفسي من ضيق عن طريق بعض الأعمال الشاقة في المنزل ، من غسيل وطبيخ وتنفيض ، والذي منه ، وكان الإنتصار " و هزمت الكُلكيعة المجنناني يا جدعااااان ، ونمت بعديها ، وحلمت كمان " .
رانيا
|