28-11-2002, 02:56 AM
|
#3
|
عـضو أسـاسـي
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 1264
|
تاريخ التسجيل : 03 2002
|
أخر زيارة : 04-09-2004 (02:03 PM)
|
المشاركات :
1,332 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
.تعدد الاتجاهات والمدارس
لاشك أن معرفة الأسباب المؤدية للأمراض النفسية والعقلية مسألة بالغة الأهمية، ولا سيما في عصر تزداد فيه هذه الأمراض تفاقماً وانتشاراً، ولذلك فليس غريباً أن يمتلىء التراث السيكولوجي بالعديد من الفروض والاتجاهات والمدارس التي تفسر هذه الأمراض، والتي حاد بعضها عن جادة الحقيقة حين وضع سبباً واحداً واعتبره السبب الحقيقي الوحيد لتفسير تلك الأمراض، كالعامل الوراثي أو العضوي أو النفسي، فهناك من يرجع هذه الأمراض إلى: 1 ـ العوامل الوراثية.
2 ـ العوامل الاجتماعية أو الحضارية أو الثقافية.
3 ـ العوامل الأسرية.
4 ـ العوامل النفسية.
5 ـ العوامل البيوفسيولوجية، أي العوامل الحيوية والفسيولوجية، أي التي ترجع إلى علم وظائف الأعضاء.
ولقد أدى البحث في هذه القضية إلى انقسام العلماء إلى معسكرين رئيسيين: * معسكر يؤيد الوراثة ويزعم أن الاستعدادات المرضية تنتقل من الأباء والأجداد عبر الجينات (genes) أي ناقلات الوراثة التي تنتقل من الأباء والأجداد إلى الذرية وإلى الفرد وحجتهم في ذلك ما لاحظوه من تشابه في هذه الأمراض بين الأباء والأبناء ثم الأقارب عامة.
* وإذا كان هناك فريق من العلماء ينكرون أثر الوراثة إلاّ أنه من المقطوع به أنها تؤثر في صفات أساسية في الشخصية مثل طول القامة والوزن ولون البشرة ولون العينين وشكل الشعر.
* أما دعاة البيئة فيذهبون إلى القول بأن الأمراض النفسية والعقلية ترجع إلى عوامل بيئية، من بينها ما يلقاه الفرد منذ نعومة أظافره، من فشل وإحباط وحرمان لإشباع حاجاته المادية والنفسية والاجتماعية. وما يتعرض له من مواقف الصراع الدامي والمنافسة الشديدة والقسوة والعنف والعقاب ويركز هذا الاتجاه على خبرات الطفولة المبكرة، وذلك لأن جذور الشخصية الأولى توضع خلال هذه الفترة، ولذلك تترك خبرات الطفولة بصماتها الواضحة على بقية مراحل العمر ويرى أصحاب هذا الاتجاه أن لأسلوب معاملة الأسرة للطفل دوراً كبيراً في مدى تمتعه بالصحة النفسية والعقلية والتكيف النفسي أو إصابته بالأمراض والعقد.
ولقد دلت بحوث ميدانية كثيرة عن أن الطفل إذا تعرض للنبذ والطرد وعدم القبول من قبل الآباء. وإذا تلقى مزيداً من القسوة والعنف والزجر في المعاملة وإذا تعرض للإهمال والحرمان من العطف والحب والدفء، والحنان شب مريضاً نفسياً.
الاتجاه المتعدد العوامل في تفسير الأمراض النفسية.
والواقع أن كلا الاتجاهين يجنح إلى المغالات والتطرف. ولقد كشفت الدراسات الحديثة أن الاتجاه المقبول في تفسير الأمراض النفسية والعقلية هو ما يعرف باسم الاتجاه المتعدد العوامل. ومؤداه أن المرض النفسي لا يرجع إلى عامل واحد بعينه، وراثياً كان أم بيئياً، وإنما يرجع إلى تضافر مجموعة من العوامل النفسية والاجتماعية والوراثية أو الكيميائية أو الخبرات الولادية التي يتعرض لها الطفل حال ولادته الصعبة. وإلى تفاعل هذه العوامل بعضها مع بعض. ومؤدى هذا الاتجاه أن العوامل الوراثية تؤثر وتتأثر بالعوامل البيئة حيث كشفت أحدث الدراسات أن الإشعاع النووي يؤثر في الجينات وهي عامل وراثي. بل إن الإنسان لا يسقط صريع المرض بين لحظة وأخرى، وإنما يلزم لتضافر العوامل الوراثية والبيئية فترة من الامتداد الزمني في عمر الإنسان
.تعدد الاتجاهات والمدارس
|
|
|