31-01-2010, 11:35 AM
|
#4
|
عضـو مُـبـدع
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 19539
|
تاريخ التسجيل : 03 2007
|
أخر زيارة : 12-05-2014 (09:59 AM)
|
المشاركات :
421 [
+
] |
التقييم : 21
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
الخوف من الله
إن الخوف المرضي أو (الخُواف)، هو الخشية من (الوهم)، أما (الخوف) من الشيء الحقيقي فلا يعتبر حالة مرضية. من هنا يكون الخوف من الله تعالى مطلوباً وحقيقياً وفي مجاله الصحيح.. فالله تعالى هوالقوة القادرة المسيطرة على الكون والإنسان.
فهو خالقنا ومصورنا ومنشئنا وبارينا، وهو الذي يمدنا بالوجود والحياة والنعم.. وفي أي لحظة من اللحظات، تنحسر عنا رحمته وعنايته، فسيصبح وجودنا عدماً، وحياتنا سراباً..
وهو سبحانه وتعالى يذكرنا بنعمه ورحمته المتتابعة، ويهددنا بإمكانية سلب هذه النعم إن إقتضت ذلك حكمته ومشيئته، في لحظة واحدة..
يقول تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}( ).
{وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ}( ).
1ـ إن عينك التي تعتز بها، وتنظر بها الأشياء، لست أنت صاحب القرار في استمرار وجودها وعملها.. يقول تعالى:
{وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ}( ).
2ـ وهذه الأرض التي نعيش فوقها وتقدم لنا مختلف النعم والخدمات، وهذا الغلاف الجوي الذي يقينا نيازك السماء، وشهبها الخارقة، لا يرتبط بقدرتنا ولا إرادتنا، إن ذلك كله بيد الله.. يقول تعالى:
{أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمْ الأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنْ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ}( ).
3ـ ان ثلاثة أرباع الكرة الأرضية التي نعيش على وجهها مغمورة بمياه المحيطات العميقة، والبحار المتموجة.. وما الذي يمنع زحف طوفان المحيطات، وأمواج البحار علينا، إلا إرادة الله..
{وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلاَ صَرِيخَ لَهُمْ وَلاَ هُمْ يُنقَذُونَ}( ).
4ـ ان وجودنا وحياتنا مرتبطة بمشيئة الله تعالى، وإذا اقتضت مشيئته أن لا نكون فسوف يتبخر وجودنا في أقل من لحظة..
{إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا}( ).
هذا بعض قليل من مظاهر احتياجنا لرحمة الله تعالى في دار الدنيا.. أما بعد مغادرة الحياة الدنيا، وانتقالنا إلى الآخرة، فهناك يكون الاحتياج والانقطاع والارتباط برحمة الله ومشيئته أظهر وأجلى وأوضح..
هناك حيث الوحدة والوحشة والحساب والعقاب..
يا رحمة الله الواسعة.. ويلنا ان لم تدركنا رحمته تعالى وعنايته..
هناك يتمنى الإنسان لو أنه كان عدما غير موجود:
{إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَالَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا}( ).
وهناك يهرب الإنسان من عائلته وأقربائه وأصدقائه، ويكون همه نجاة نفسه:
{فَإِذَا جَاءَتْ الصَّاخَّةُ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ أُوْلَئِكَ هُمْ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ}( ).
إذن هنا الخوف الحقيقي.
إن أية قوة يمكن أن يخشاها الإنسان في الحياة ويهابها لا تساوي ذرة أمام قوة الله تعالى.
وكل الأخطار التي يخافها الإنسان ويحذرها في الدنيا، ليست شيئاً أمام أخطار الآخرة ومصاعبها.
فلماذا نخاف من القوى الزائفة؟
أليس الأصح والأولى أن نخاف من القوة الحقيقية المهيمنة وهي قوة الله تعالى؟
ولماذا نتهيب المشاكل الصغيرة والحقيرة، ونتجاهل تلك الأخطار الكبيرة المصيرية، التي تنتظرنا في الآخرة؟.
مسكين هو الإنسان ينخدع وتنطلي عليه الأمور، ويبتلي بقصر النظر.. رغم التذكيرات المتكررة له من قبل السماء..
إن الله تعالى يذكرنا بهذه الحقيقة في آيات كثيرة..
يقول تعالى:
{إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}( ).
{وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ}( ).
{فَلاَ تَخْشَوْا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ}( )
{أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ}( )
صفحة 17
|
|
|