01-02-2010, 06:04 PM
|
#2
|
عضـو مُـبـدع
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 29256
|
تاريخ التسجيل : 12 2009
|
أخر زيارة : 15-02-2010 (11:47 AM)
|
المشاركات :
457 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
وقد وقفت على كلام في غاية الروعة للشيخ محمد بن صالح المنجد - حفظه الله - يلخص كلذلك فيقول بعد طرح السؤال :
حصل لهاكثير من المصائب فأصابها اليأس من الحياة ، وتسأل عن الحل ؟؟؟
ابتليت منذفترة ببعض الآلام الجسدية التي زاد من حدتها بلاء " السحر " الذي كدر علي حياتيوتقدم سني مع عدم الزواج !! أكاد أشعر باليأس والإحباط ، فحياتي في شقاء ، وليسفيها شيء من مظاهر التوفيق أو النجاح ، ولا أقوم بواجباتي الدينية كما ينبغي ، فلاأنا ارتحت في الدنيا ، ولا أنا أشعر بحلاوة الإيمان .
فكيف أقوى على الاستمرار فيحياتي ؟؟؟
الحمد لله ،،،
أختي السائلة : من خلال كلامك وعرضك للمشكلةالقائمة لديك يتبين لنا أمور هامة لابد أن تؤخذ بعين الاعتبار منها :
أولاً : أن عندك من الخير ما لا يقدَّر بثمن ، وعلى رأس هذا الخير : الإسلام ، فهذه نعمةعظمى ومنة كبرى منَّ الله بها على كل مسلم ، مهما حصل له من البلاء والهم والغموالاكتئاب فلا بد له أن يتذكر أنه مسلم ، وأن الله يحب من عباده أن يكونوا مسلمينمع غناه عنهم وعدم ضره لو كفروا ، ولو وقعت منه بعض المنكرات ، فبقاؤه في دائرةالإسلام من نعم الله العظيمة عليه .
وتصوري - أختنا الفاضلة - أن لديك منالدنيا أجمل ما فيها : المال ، والمكانة ، والزوج ، والأولاد ، والبيت الهادئالمستقر ، والثقافة ، والسعادة تملأ حياتك ، وكل ما تمنيتيه فهو موجود لديك ، ولكنذلك كله مع اعتناقكِ لليهودية ، أو النصرانية ، أو البوذية ، أو أنك تقدسين بقرة ،كملايين من الناس ، أو أنك تعبدين فأراً ، أو الشمس ، أو أي مخلوق آخر ، أو أنك منالحيارى التائهين : فهل سيكون ذلك خير أم ما أنت عليه من الهموم والغموم مع الإسلام؟! .
وثانيها : السنَّة :
وتخيلي - أختنا الفاضلة - لو أنك تنتسبينإلى الإسلام ولكن على منهج غير قويم ، تصوري أنك شيعية رافضية تعتقدين أن القرآنمحرّف ناقص وتقدِّسين عليّاً ، وتسبين الصحابة – رضوان الله عليهم جميعاً - ،وتكفِّرين عمومهم ، وتتعبدين الله بلعن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ، وتتهمين أمالمؤمنين عائشة بالزنا - كما هو حال الملايين ممن ينتسب للإسلام والإسلام منهم براء - ؟!
أو تصوري أنك ممن ينتسب إلى الإسلام ويعتقد أن الأولياء في قبورهمينفعون ويضرون ، فيدعونهم ، ويستغيثون بهم ، ويذبحون لهم ، ويقدمون لهم القرابين ،وهذا لا شك أنه الكفر الصريح .
وهذه إشارة إلى فرقتين من بين اثنتين وسبعينفرقة تنتسب إلى الإسلام كلها في النار إلا واحدة كما أخبر بذلك الذي لا ينطق عنالهوى عليه الصلاة والسلام .
أيهما أحب إليك ؟ أن تكون الدنيا وما فيها منمتاع تحت قدميك مع هذا الضلال والانحراف أم تكوني مسلمة سنية وفطرة وتوحيد مع كثيرمن الهموم والمتاعب ؟ .
ثالثها : واحمدي الله تعالى على الهداية للصلاةوالتوفيق للعمل الصالح :
فإن كثيراً من الناس يعدُّ نفسه مسلماً سنيّاً ،ولكنه لا يصلي ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( العَهدُ الذِي بَينَنَاوَبَينَهُمُ الصَّلاةُ ، فَمَن تَرَكَهَا فَقَد كَفَرَ ) رواه الترمذي ( 2621 ) والنسائي ( 463 ) وابن ماجه ( 1079 ) ، وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " .
ومن التوفيق للعمل الصالح : حب الله ورسوله والصحابة كما ذكرت ذلك فيرسالتكِ ، وقد ثبت عن نبينا عليه الصلاة والسلام قوله : ( ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِوَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ : مَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّإِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّالِلَّهِ ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُاللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ ) رواه البخاري ( 16 ) ومسلم ( 43 ) .
وكذلك فإن حب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من أعظمالقربات التي حُرم منها أكثر البشر ، فقد صحَّ عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : " ( المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ ) رواه البخاري ( 6169 ) ومسلم ( 2640 ) من حديث عبدالله بن مسعود ، ورواه مسلم ( 2639 ) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه .
فهذه الخيرات العظيمة التي لا تستبدل واحدة منها بالدنيا وما فيها منالملذات والنعيم ، وفي الواقع أنتِ لا تشعرين بقيمتها الحقيقية ؛ لأنك لم تجربيفقدها يوماً ولم تري شيئاً من ثمارها في الدنيا إلا القليل .
أختنا الفاضلة :
إننا لا نقلِّل من حجم المشكلة التي تعانين منها ، ولكن تضخيم الأمور قديجعل من مشكلة واحدة مشكلات متعددة ، وأنت عندك في الواقع مشكلات متعددة ، فكيف لوضخمتِ كل واحدة منها حتى أصبحت عدة مشكلات ؟! .
إن النظر إلى المشكلات منزاوية واحدة يُورث الهم والغم والاكتئاب ، وإن كانت صغيرة تعظم في نظر صاحبها حتىيرى أن هموم الدنيا كلها على كاهله ، ولا يمكن أن تكون هنالك مشكلة لدى مسلم ليسفيها إلا الشر المحض ، وفي أكثر الأحيان يكون الخير في المصيبة أضعاف السوء الذيفيها .
أولاً : هل تعلمين أن الله يبتلي المؤمنة لأنه يحبها ويحب الخير لها، ففي الصحيح عن نبينا عليه الصلاة والسلام ( مَنْ يُرِد الله بِهِ خَيْراً يُصِبْمِنْهُ ) رواه البخاري ( 5321 ) .
فأي فضل أعظم من أن يغسل الله عبده الذييحبه من الذنوب أولاً بأول ، بالبلاء والمصائب ليلقاه يوم يلقاه نقيّاً لا ذنب عليه، فتكون الفرحة عنده عظيمة ، ويعلم حينها أن البلاء الذي كان به من أعظم نعَم اللهعليه .
والنبي صلوات الله وسلامه عليه يقول : ( يَوَدُّ أَهْلُ الْعَافِيَةِيَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يُعْطَى أَهْلُ الْبَلَاءِ الثَّوَابَ لَوْ أَنَّجُلُودَهُمْ كَانَتْ قُرِضَتْ فِي الدُّنْيَا بِالْمَقَارِيضِ ) . رواه الترمذي ( 2402 ) ، وحسَّنه الألباني في " صحيح الترمذي " .
فجددي نظرتك أختي الكريمةللحياة التي تعيشين ، وللمصائب التي تعانين ، وأحسني الظن بربك ، فهو أحكم الحاكمينسبحانه .
حاولي أختي قدر استطاعتك أن تنظري للجانب الطيب الجميل لكل مشكلةتعانينها : نفسيَّة كانت أو ماديَّة ، فمثلاً :
تأخر الزواج :
كم منالفتيات تأخر سن الزواج بالنسبة لهن فكان ذلك لهن خير عظيم .
فهذه امرأةبلغت الأربعين من العمر ، تزوجت أخواتها وتزوج إخوانها ، وتوفي والداها ، وبقيت فيالبيت وحدها ، وهي ذات دين وصلاح ، قالت لها امرأة : أعانك الله على هذه الوحدة ،بقيتِ وحدك بعدما ذهب كل أهلك ، وجعلتْ تصبِّرها ، فردت بجواب يعجز عنه كثير منالخاصة لو كانوا مكانها ، وصعقت المستمعات بإجابتها ، قالت : ومن قال لكِ إنني أعيشوحدي ؟ أبداً ؛ أنا ما عشتُ يوماً إلا مع من أحب ! فهو معي في الليل والنهار ، لايفارقني طرفة عين ، أناجيه في الأوقات الفاضلة ، إنه ربي .
يتبع
|
|
|