عرض مشاركة واحدة
قديم 09-02-2010, 10:20 AM   #1
باحث عن نفسي
عضو نشط


الصورة الرمزية باحث عن نفسي
باحث عن نفسي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28830
 تاريخ التسجيل :  09 2009
 أخر زيارة : 28-07-2017 (12:31 PM)
 المشاركات : 247 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
أتوسل عزائكم.. هنا نعي متجدد..



أحياناً نجد أن هناك أمور لا يجب أن نصرح بها حول مشاكلنا الخاصة، وخصوصاً إذا كانت هذه الأمور تتعلق بنا مع أسرنا، لكني في الحقيقة لم أجد أحد أستطيع أن أحدثه بشكل خاص ويكون بعيد عن أسرتي وحافظ لأسراري..
فاسمحوا لي أن أحدثكم عن آخر عملية قتل تعرضت لها، مستغلاً وضعي كمتستر خلف اسم مستعار مجهول.

أعزائي.. برغم تجنبي للزيارات العائلية والإختلاط بالناس وخصوصاً الأقارب، والذين يجدون أنه من حقهم السؤال عن أدق تفاصيل حياتي، مما يجعلني أتجه لأدوات التجميل "المعنوية" عند لقائهم هرباً من لوم أو استصغار أو شفقة.
إلا أنني وجدت نفسي مضطراً لذلك عندما اسطحبت والدي لزيارة عمي الراقد على السرير الأبيض هذه الأيام في أحد مستشفيات مدينتي الرياض.
وحتى أضعكم في الصورة بشكل أكثر وقبل أن أشرع بإخبار ما حدث دعوني أعطيكم بعض المعلومات عن محيطي الأسري، عمي هذا الذي نزوره هو الأخ الأصغر لوالدي ويحمل درجة الدكتوراه، والدي طبيب متقاعد، ووالدتي تحمل مؤهلاً دراسياً عالياً، لديهما من الأولاد ثلاثة، الأكبر يحمل شهادة جامعية في تخصص مهم ولديه وظيفة كبيرة بأحد القطاعات، الثاني يحمل درجة الماجستير ولديه أهمية في مجاله، وأنا ثالثهم ويليني ثلاث من البنات، اثنتين انهوا تحصيلهم العلمي حتى الجامعي ومتزوجات، والثالثة تخطوا خطواتها الأولى في الجامعة.
فأنا إذاً نقطتهم السوداء التي تشذ عن بياضهم، ولست أوافق على هذا الوصف فربما لدي ما يميزني أيضاً، لكن هذا ما أحس به ممن حولي.

بعد هذا التقديم دعوني أعود للأهم، حيث أثناء زيارتنا لعمي توافد بعض الأصحاب وأفراد الأسرة، ومن ضمن من أتوا كان كبير الأسرة التي أنتمي لها، وعادة في نجد أكبر أعضاء الأسرة عمراً يحظى باحترام الجميع وما إلى ذلك وبالمقابل يرى أن من دوره السؤال عن كل شيء، ربما من باب المجاملة.
قام هذا الشخص بسؤال والدي عن أبنائه وأعمالهم وأوضاعهم، وكان رد والدي بأن ابنه الكبير يحمل شهادة كذا وفي وظيفة كبرى في كذا، ثم تحدث عن الآخر وامتدحة بفخر، وبعدها تحدث عن أخواتي البنات.
فسأله الرجل عني شخصياً حيث لم يتحدث عني، حينها وصفني والدي بالنص بلهجتنا العامية "هذا مبنشر!!" وهذا طبعاً في حظوري وحظور الكثير من الأشخاص.
ولمن لا يعرف معنى هذه الكلمة، فهي تعني الرجل الذي توقف على جانب الطريق بسبب عطل في إيطار سيارته.

ما قتلني هو أن يقول وصف "ليس لطيف" كهذا عني أمام غرباء، قتلني أن والدي لم يكترث بي، ولا بنظرة الناس لي، قتلني أنه قال عني ما قال في إيطار مقارنة.

فماذا أفعل يا والدي؟ وانت من بدأت في تحطيمي منذ كنت طفل حتى الآن، كنت تستهزأ بتلعثمي يوم أن كنت صغير وتضحك بمتعة مع أخوتي الأكبر مني، ولازلت تفعل ولكن بأساليب مختلفة.
كيف تريد أن تتشرف بشخص مثلي؟ وانت الذي قتلتني صغيراً، وكلما بدأت حياة تبعث فيني تعود لقتلي.
لماذا جعلتني هكذا؟ ابتعد عنك عندما أريد أن أبكي، أتسول أحظان الناس الغرباء، حتى وإن كان ما أتسوله بضع كلمات تعزية في منتدياتٍ ما.


لوالدي بعد الله أفضال علي، ولا أريد أن أعبر عنه بهذه السلبية، لكن ما حصل صعب، ليتني لم أذهب لزيارة عمي أمس، الذي لم أذهب له إلا محاولة لشيئين رضى الله ثم رضى والدي.




اللهم أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وكذلك والديَّ واخوتي وجميع أهلي والمسلمين أجمعيــن.
آميــــن

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس