عرض مشاركة واحدة
قديم 30-11-2002, 04:11 AM   #13
shrani
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية shrani
shrani غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 727
 تاريخ التسجيل :  09 2001
 أخر زيارة : 22-06-2014 (09:55 AM)
 المشاركات : 3,190 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


يعتقد معظم الناس في العالم المتقدم أن الثقة بالنفس هي المفتاح الذي سيفتح الأبواب المغلقة على أرواحهم، وقد نشر أكثر من 2000 كتاب للقراء طرقا لتحسين الثقة بالنفس، وفي الاعلانات الشخصية في الصحف وفي برامج الدردشة التلفزيونية والكتب المساعدة وفي علم النفس والعلاج النفسي وفي المؤتمرات الاكاديمية ومؤسسات التعليم المحلية، هنالك سعي محموم وراء الثقة بالنفس وكأنها اليد الخفية التي ستحرر المجتمع من الاجرام والإدمان على المخدرات والانحراف والاكتئاب، أي من كل شيء يجعل الانسان تعيساً يقول نيكولاس ايملر استاذ علم النفس الاجتماعي في مدرسة لندن للاقتصاد افكار قليلة فقط في العلوم الانسانية استطاعت ان تحقق مستوى الاهتمام الذي حظيت به فكرة الثقة بالنفس فهو يشير الى ان هناك اكثر من ألف ورقة بحث اكاديمية تتناول موضوع الثقة بالنفس لكن الفكرة نفسها لها أسس مهزوزة وعلى نحو غريب، فإن صناعة الثقة بالنفس بأكملها، وبدءا من المشعوذين والعطارين وحتى المعالجين النفسانيين الجيدين، مبنية على وهم كبير، والوهم هذا يتمثل في القول بوجود اساس علمي معين لكل هذه المزاعم في حين ان الحقيقة غير ذلك ان رفع مستوى الثقة بالنفس ليس له تأثير على التحصيل العلمي ولاتأثير له على ميول الاجرام او العنصرية او حتى الادمان على المخدرات، وفي حالات الانتحار او محاولة الانتحار، يبدو ان ضعف الثقة بالنفس هو مجرد عامل ثانوي يقول إيملر ان الثقة بالنفس هي ظاهرة سطحية لاتثير الاهتمام كثيرا ولها نتائج ملموسة قليلة جدا وكان ايملر قد أجرى مراجعة لجميع البحوث التي تتناول الموضوع لصالح مؤسسة جوزيف راونتري، وقد جاءت ورقة البحث التي اعدها تحت عنوان تكاليف وأسباب ضعف الثقة بالنفس بنتائج صاعقة، فهي تنسف الفكرة وتكشف المدى الذي بلغه ضخ الاموال العامة في بريطانيا والولايات المتحدة على برامج للثقة بالنفس عديمة الفائدة اجتماعيا، وكان من المفروض ان تجعل ورقة البحث تلك الناس يعيدون التفكير في الموضوع، ولكن ذلك لم يحدث، والسبب في ذلك هو ان فكرة الثقة بالنفس كعلاج اجتماعي وشخصي قد برهنت على جاذبيتها في عالم مشوش مخلخل الجذور وتكمن جذور هذه الفكرة، التي باتت مذهبا حياتيا في الوقت الحاضر، في الثورة الصناعية، فقبل ان تطغى الثورة الصناعية على العالم، لم يكن هناك اي معنى لفكرة دراسة او حتى الاهتمام بالذات الفردية وقد كان الناس جزءا من نظام ديني واجتماعي، وعملت اعمالهم وحياتهم كجوانب في ذلك النظام، لكن الثورة الصناعية اوجدت انماط حياة متخصصة فصلت الناس عن بعضهم البعض وكان معنى العلمانية المصاحبة هو ان على الفرد أن يبحث عن الخلاص داخل نفسه وهذا قاد مباشرة إلى الفكرة القائلة بان النفس يجب أن تُدرَس ويعتنى بها ثم يتم تقديرها ومنذ أن ظهرت مبادىء علم النفس في عام 1890 والمحاولات مستمرة لتعريف الثقة بالنفس ولكن التعريفات كلها ظلت قاصرة على أن تعكس حقيقة هذه الظاهرة ولايزال الباحثون غير قادرين على الجزم فيما إذا كانت الثقة بالنفس شيئاً إدراكياً أم عاطفياً، أي بمعنى آخر هل هي شيء تدركه أم تشعر به؟ غير أن معظم التعريفات للثقة بالنفس ربطتها بالنجاح على كافة الاصعدة وبالصحة الجيدة، بل ان مقدمة البرامج الحوارية التلفزيونية الامريكية الشهيرة أوبرا وينفري بلغ بها الامر ان تقول إن الاشخاص الذين يحبون انفسهم بحق لا يخرجون ويحاولون قتال الآخرين ويبدو أنها لم تسمع بأدولف هتلر أو ماوتسي تونغ أو جوزيف ستالين، الذين هم طغاة كانوا يتمتعون بثقة عالية بأنفسهم، أو انها لم تسمع بموجات الجرائم التي يرتكبها تلامذة المدارس في بريطانيا وأمريكا صحيح أن هؤلاء الاشخاص ربما كانوا يفتقرون لأشياء كثيرة، ولكن الأمر المؤكد هو أن الثقة بالنفس لم تكن واحداً منها


























/*/*/*/*/
سلة مهملات الشراني


 

رد مع اقتباس