14-02-2010, 02:43 AM
|
#8
|
خبيرة في الرقية الشرعيه والحجامه
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 29716
|
تاريخ التسجيل : 02 2010
|
أخر زيارة : 18-03-2011 (12:11 AM)
|
المشاركات :
777 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
وعلى الإنسان أن يكف صبيانه عن الخروج بداية الليل حفظاً لهم من الشياطين، ففي الصحيحين عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا استجنح الليل، فكفوا صبيانكم، فإن الشياطين حينئذ تنتشر، فإذا ذهب ساعة من العشاء فخلوهم".
وعليك بإغلاق الأبواب، وتغطية الآنية والأسقية ليلاً، ففي مسلم عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "غطوا الإناء، وأوكوا السقاء، وأغلقوا وأطفئوا السراج، فإن الشيطان لا يحل سقاءً، ولا يفتح باباً، ولا يكشف إناءً، فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عوداً، ويذكر اسم الله عليه فليفعل، فإن الفويسقة تضرم على أهل البيت بيتهم". [ الفويسقة : الفأرة].
واحذرأن تنام، وفي يدك رائحة دسم اللحم، ففي الترمذي وأبي داود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الشيطان حساس لحاس فاحذروه على أنفسكم، من بات وفي يديه ريح غَمَر فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه".
وإذا استيقظت من نومك فاستنثر بعد الاستنشاق ثلاثاً، ففي الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا استيقظ أحدكم فليستنثر ثلاث مرات فإن الشيطان يبيت على خياشيمه".
وعليك بالمداومة على ما ورد من ذكر يحرز من الشيطان، ففي الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به، إلا أحد عمل أكثر من ذلك".
وفي الصحيحين في قصة أبي هريرة عندما وُكل بحفظ الطعام ( صدقة رمضان ) وفيه.. فقال ـ أي الشيطان ـ : إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال معك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "صدق وهو كذوب ذاك شيطان".
وفي مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة".
وعليك بما ورد في السنة من أذكار الطعام والنوم والاستيقاظ منه، وأذكار الجماع، وأذكار دخول الخلاء، وأذكار الدخول والخروج من المنزل، فإن كل ذلك يقيك من الشيطان، والمداومة على ذكر الله حصن حصين من الشيطان.
ففي الترمذي وأحمد عن الحارث الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بها، ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها..." الحديث. وفيه " وآمركم أن تذكروا الله، فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعاً، حتى إذا أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله".
والله أعلم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد قال الله تعالى: (ويوم يحشرهم جميعاً يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم) [الأنعام: 128].
وقد ذكر علماء التفسير أن استمتاع الجن بالإنس يكون بعبادتهم إياهم بالذبائح، والنذور، والدعاء وأن استمتاع الإنس بالجن يكون بقضاء الجن لحوائج الإنس التي يطلبونها منهم، وإخبارهم ببعض المغيبات التي يطلع عليها الجن في بعض الجهات النائية، أو يسترقونها من السمع، أو يختلقون ذلك ويكذبونه وهو الأكثر، قال الإمام ابن كثير: قال الحسن: وما كان استمتاع بعضهم ببعض، إلا أن الجن أمرت، وعملت الإنس.. وقال ابن جريج: كان الرجل في الجاهلية ينزل الأرض فيقول: أعوذ بكبير هذا الوادي، فذلك استمتاعهم، فاعتذروا به يوم القيامة، وأما استمتاع الجن بالإنس، فإنه كان فيما ذكر: ما ينال الجن من الإنس من تعظيمهم إياهم في استعانتهم بهم، فيقولون: قد سدنا الإنس والجن.أهـ. تفسير ابن كثير 2/238.
وما أحسن ما ذكره الإمام ابن تيمية من التفصيل في أحوال الإنس مع الجن، إذ يقول: والمقصود هنا أن الجن مع الإنس على أحوال:
- فمن كان من الإنس يأمر الجن بما أمر الله به ورسوله من عبادة الله وحده وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، ويأمر الإنس بذلك، فهذا من أفضل أولياء الله تعالى، وهو في ذلك من خلفاء الرسول ونوابه.
- ومن كان يستعمل الجن في أمور مباحة له، فهو كمن استعمل الإنس في أمور مباحة له، وهذا كأن يأمرهم بما يجب عليهم وينهاهم عما حُرِّم عليهم، ويستعملهم في مباحات له، فيكون بمنزلة الملوك الذين يفعلون ذلك.. إلخ.
- ومن كان يستعمل الجن فيما ينهى الله عنه ورسوله، إما في الشرك، وإما في قتل معصوم الدم، أو في العدوان عليهم بغير القتل، كتمريضه وإنسائه العلم وغير ذلك من الظلم، وإما في فاحشة كجلب من يطلب منه الفاحشة، فهذا قد استعان بهم على الإثم والعدوان، ثم إن استعان بهم على الكفر فهو كافر، وإن استعان بهم على المعاصي فهو عاص: إما فاسق، وإما مذنب غير فاسق.. انظر: مجموع الفتاوى (11/307، 308) وبناءً على ما تقدم نقول وبالله التوفيق: إن المدعي تسخير الجنّ إما أن يكون كاذباً في دعواه، ولا يقدر على ذلك، وإنما يدعي ما يّدعيه لأجل ترهيب بعض الناس وإخافتهم أو للحصول على منافع منهم كالأموال وغيرها بالشعوذة ونحوها.. وإما أن يكون يسخر الجنّ فعلاً، وعندئذ ينظر:
1- إن استخدمهم في طاعة مثل: أن يكون له صاحب من الجن مؤمن يأخذ عنه العلم، فيستخدمه في تبليغ الشرع لنظرائه من الجن، أو في المعونة على أمور مطلوبة شرعاً، فإنه يكون أمراً محموداً أو مطلوباً، وهو من الدعوة إلى الله ـ عز وجل ـ والجن حضروا النبي صلى الله عليه وسلم، وقرأ عليهم القرآن، وولَّوا إلى قومهم منذرين، والجن منهم الصلحاء، والعباد، والزهاد، والعلماء، لأن المنذر لابد أن يكون عالماً بما ينذر عابداً. انظر فتاوى الشيخ ابن عثيمين في العقيدة (1/290، 291)، ولكن هذا قليل جداً.
2- وإن استخدمهم في أمور مباحة، فهذا جائز بشرط أن تكون الوسيلة مباحة، فإن كانت محرمة، فهو محرم، مثل أن لا يخدمه الجني إلا أن يشرك بالله، كأن يذبح للجني، ويركع له، أو يسجد ونحو ذلك.
3- وإن استخدمهم في أمور محرمة كنهب أموال الناس وترويعهم فهذا محرم، وإن كانت الوسيلة محرمة أو شركاً، فهو محرم، أو شرك بحسب الحال، وأكثر الذين يتعاملون مع الجن ويسخرونهم لخدمتهم في الواقع بعيدون عن الهدى، حائدون عن الصراط، مقارفون للكبائر، تاركون للصلوات أو مضيعون لها، مجاورون للأقذار والنجاسات، كذابون أفاكون دجالون، يبتزون الأموال، ويتعاطون السحر ويتعاملون به، مع أن السحر كفر، ويستخدمون الطلاسم، والكلمات غير المعروفة ولا المفهومة، ومنهم من يذبح للجن القرابين، أو يستنجي باللبن كما يأمره الجن إلى غير ذلك من الأمور المكفرة، ومن كان كذلك فإنه يجب الحذر منه، وعدم الذهاب إليه لأنه دجال، والواجب على أهل الدعوة والصلاح أن ينهوا هؤلاء وأمثالهم عن المنكر، وأن يقوموا بنصحهم وتوجيههم، فإن رجعوا إلى الحق وابتعدوا عن المنكر فحسن، وإلا وجب رفع أمرهم إلى من يستطيع منعهم وكف شرهم.
والله أعلم
|
|
|