14-02-2010, 08:00 PM
|
#3
|
عضو دائم ( لديه حصانه )
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 27460
|
تاريخ التسجيل : 04 2009
|
أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
|
المشاركات :
950 [
+
] |
التقييم : 50
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
معنى الاستعاذة
كلمات الاستعاذة غير لفظ الجلالة هي :
1- أعوذ :
ومعنى أعوذ بالله : أي أمتنع به وأعتصم به وألجأ إليه ، ومصدره العوذ والعياذ والمعاذ وغالب استعماله في المستعاذ به ..
ومنه قوله r لقد عذت بمعاذ .
[ قاله لما أوتى بالجونية امرأة من بني الجون رواه أحمد 3/ 498 وسنده صحيح ] .
وأصل اللفظة من اللجأ إلى الشيء والاقتراب منه ..
ومن كلام العرب : أطيب اللحم عوذه : أي الذي قد عاذ بالعظم واتصل به .. وقولهم : ناقة عائذ : يعوذ بها ولدها .
فالاستعاذة هي الالتجاء إلى الله تعالى والالتصاق بجنابه من شر كل ذي شر .. والعياذة تكون لدفع الشر ، واللياذ لطلب وجلب الخير ، كما قال المتنبي :
يا من ألـوذ به فيـما أؤمــله ** ومـن أعوذ به ممن أحـاذره
لا يجبر الناس عظما أنت كاسره ** ولا يهيضون عظما أنت جابره
ومعنى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أي أستجير بجناب الله من الشيطان الرجيم أن يضرني في ديني أو دنياي أو يصدني عن فعل ما أمرت به أو يحثني على فعل ما نهيت عنه فإن الشيطان لا يكفه عن الإنسان إلا الله ..
ولهذا أمر تعالى بمصانعة شيطان الإنس ومداراته بإسداء الجميل إليه ليرده طبعه عما هو فيه من الأذى وأمر بالاستعاذة به من شيطان الجن لأنه لا يقبل رشوة ولا يؤثر فيه جميل لأنه شرير بالطبع ولا يكفه عنك إلا الذي خلقه .
2- باء الاستعانة في لفظ الجلالة :
الباء المصاحبة للفظ الجلالة من قولنا : أعوذ بالله ، هي باء الاستعانة أي استعين بالله في إعاذتي من الشيطان الرجيم .
قال الشيخ ابن عثيمين : الاستعاذة من الأمور الخفية لا تكون إلا بالله لأنه لا يقدر عليها إلا الله كالاستعاذة من الشياطين ..
والاستعاذة من الأمور الحسية تكون بالله وبغيره ، بشرط أن يكون المستعاذ به قادرا على الاستعاذة ، أما إذا كان غير قادرا فلا ..
فلو استعاذ الإنسان بصاحب القبر من شخص تسور عليه بيته فهذا شرك !
ولولا اعتقاد هذا المستعيذ بأمر خفي سري يعتقده في هذا القبر ما فعل ..
ولو استعاذ هذا الرجل بجاره حين قفز عليه السارق جاز فعله ..
ولهذا جاء في حديث الصحيحين لما ذكر ما ذكر من الفتن قال : من وجد معاذا فليعذ به .
[ الحديث في الصحيحين رواه البخاري 3601 ومسلم 2886 عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ: ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي ومن يشرف لها تستشرفه ومن وجد ملجأ أو معاذا فليعذ به ] .
والاستغاثة الخفية أو الحسية نفس حكم الاستعاذة .. اهـ
3- السميع العليم :
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله – في شرح بلوغ المرام (2/49) :
السميع :أي المتصف بالسمع ، وسمع الله تبارك وتعالى نوعان : سمع إجابة وسمع إدراك ، وهو في هذا يشمل الأمرين جميعاً ..
العليم :أي ذو العلم .. وعلم الله تبارك وتعالى محيط بكل شيء جملة وتفصيلاً سابقاًولاحقاً وحاضراً وهو من صفات الكمال .. وإنما ذكر هذان الاسمان لأن السميع بمعنى المجيب مناسب لقولك : أعوذ .. والعليم كذلك مناسب لقولك : أعوذ لأن ما من معيذ إلا وعنده علم كيف يعيذ .
وقال ابن القيم في إغاثة اللهفان :
قوله : ) فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم ( أتى بالألف واللام في : السميع العليم .. لمزيد التأكيد والتعريف والتخصيص لأن سياق ذلك بعد إنكاره سبحانه على الذين شكوا في سمعه لقولهم وعلمه بهم ..
كما جاء في الصحيحين[ البخاري 7521 في كتاب التوحيد ومسلم 2775]من حديث ابن مسعودقال : اجتمع عند البيت ثلاثة نفر قرشيان وثقفي أو ثقفيان وقرشي كثير شحم بطونهم قليل فقه قلوبهم فقالوا : أترون الله يسمع ما نقول ؟
فقال أحدهم : يسمع إن جهرنا ولا يسمع إن أخفينا فقال الآخر : إن سمع بعضه سمع كله فأنزل الله عز وجل : ) وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ* وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (فصلت-23
فجاء التوكيد في قوله : إنه هو السميع العليم في سياق هذا الإنكار : أي هو وحده الذي له كمال قوة السمع وإحاطة العلم لا كما يظن به الجاهلون أنه لا يسمع إن أخفوا وأنه لا يعلم كثيرا مما يعملون ..
وأيضا فإن السياق هاهنا لإثبات صفات كماله وأدلة ثبوتها وآيات ربوبيته وشواهد توحيده .. فأتى بأداة التعريف الدالة على أن من أسمائه السميع العليم كما جاءت الأسماء الحسنى كلها معرفة .
وما جاء بلفظ : سميع عليم : جاء في سياق وعيد المشركين وإخوانهم من الشياطين ووعد المستعيذ بأن له ربا يسمع ويعلم وآلهة المشركين التي عبدوها من دونه ليس لهم أعين يبصرون بها ولا آذان يسمعون بها فإنه سميع عليم وآلهتهم لا تسمع ولا تبصر ولا تعلم فكيف تسوونها به في العبادة فعلمت أنه لا يليق بهذا السياق غير التنكير كما لا يليق بذلك غير التعريف . والله أعلم بأسرار كلامه .
4- من الشيطان الرجيم :
الشيطانفي لغة العرب مشتق من شطن إذا بعد فهو بعيد بطبعه عن طباع البشر وبعيد بفسقه عن كل خير ..
وقيل مشتق من شاط لأنه مخلوق من نار ومنهم من يقول كلاهما صحيح في المعنى ولكن الأول أصح وعليه يدل كلام العرب ..
قال أمية بن أبي الصلت في ذكر ما أوتي سليمان عليه السلام :
أيما شاطٍ عصاه عكاه ثم يلقى في السجن والأغلال .
فقال أيما شاطٍ ولم يقل أيما شائط ، وقال النابغة الذبياني :
نأت بسعاد عنك نوى شطون فبانت والفؤاد بها رهين .
يقول : بعدت بها طريق بعيدة .
وقال سيبويه : العرب تقول تشيطن فلان إذا فَعل فِعل الشياطين ولو كان من شاط لقالوا تشيط فالشيطان مشتق من البعد على الصحيح ولهذا يسمون كل من تمرد من جني وإنسي وحيوان شيطاناً .
قال الله تعالى : ) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا (الأنعام-112
وروي في المسند عن أبي ذر رضي الله عنه قال ، قال رسول الله r : يا أبا ذر تعوذ بالله من شياطين الإنس والجن ! فقلت : أو للإنس شياطين ؟ قال : نعم .[ رواه أحمد 5 / 178 وفيه عبيد بن الخشخاش وثقه ابن حبان ولينه بعضهم ]
الرجيم :فعيل بمعنى مفعول أي أنه مرجوم مطرود عن الخير كما قال تعالى : ) وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ (
وقيل : رجيم بمعنى راجم لأنه يرجم بالوساوس . والأول أشهر وأصح .
· فائدة :
ويلاحظ أنه لم يستعذ بشيطان من الشياطين وإنما استعاذ بالشيطان الأكبر بدليل وصفه بالرجيم وهي نص في الشيطان صاحب القصة مع نبي الله آدم عليه السلام فأفاد هذا الاستعاذة من الجنة عموما وشياطين الإنس والجن لأنهم تبع لوليهم الأكبر إبليس.
5- همزه ونفخه ونفثه :
وقد جاء في آخر الحديث من تفسير النبي r عند أحمد ومن تفسير عمرو بن مرة راوي الحديث عند ابن ماجة أن همزه : المؤتة ( وهي الخنقة التي تأتي للمجنون والمصروع ) ونفخه : الكبر ، ونفثه : الشعر .
وقال تعالى : ) وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (المؤمنون-97
والهمزات : جمع همزة كتمرات وتمرة وأصل الهمز الدفع ..
قال أبو عبيد عن الكسائي : همزته ولمزته ولهزته ونهزته إذا دفعته ..
والتحقيق : أنه دفع بنخز وغمز يشبه الطعن فهو دفع خاص ..
فهمزات الشياطين : دفعهم الوساوس والإغواء إلى القلب ..
قال ابن عباس والحسن : نزغاتهم ووساوسهم . وفسرت همزاتهم بنفخهم ونفثهم وهذا قول مجاهد وفسرت بخنقهم وهو الموتة التي تشبه الجنون ..
وظاهر الحديث أن الهمز نوع غير النفخ والنفث وقد يقال وهو الأظهر أن همزات الشياطين إذا أفردت دخل فيها جميع إصاباتهم لابن آدم وإذا قرنت بالنفخ والنفث كانت نوعا خاصا كنظائر ذلك .
...
|
|
|