هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في علاج السحر المدفون
هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في علاج السحر المدفون
إذا ابتلي المسلم بالسحر ، وعلم علـته ، وكان سحره خارجياً في (( بئر )) ، في (( قبر )) ؛ وفزع إلى القرآن ، مُستشفياً به ، فعوَّذ نفسه بالمعوذات ، ورقى نفسه بالرقى الشرعية ؛ ومع ذلك لم تصرف عنه الرقى الشرعية هذه البلية ؛ بل لم تغن عنه شيئاً ـ فما كان شفاؤه على اللَّه حتماً مقضياً ـ فما الذي ينبغي له إذن(؟)
ولكي نجيب على السؤال الجواب الصحيح ؛ لا بُدَّ من النظر في هدي المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم في ذلك.
* هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في علاج السحر المدفون:
فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عندما عانى من السحر ما عانى ؛ لم يكن يعلم أنه مسحور ، إلا أنه يعلم أن أمراً ما قد حَزَبَهُ ، وألمَّ به ؛ فهو يجد منه ما يجد ، ففزع صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى الدعاء ، وألح فيه ، قالت عائشة رضي الله عنها : (( لكنه دعا ودعا . . ))(1).
وهذا النص جمع أمرين اثنين:
* أنه : (( دعا )).
* وأنه : (( ألح في دعائه )).
فلما كان الدعاء ، وعضده بالإلحاح ؛ كانت الإجابة أن اللَّه أفتى نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم في مسألته ؛ فعلم علته ، وعلم مكانها ، فكان أن سعى لاستخراجه ، ـ ولم يجلس في بيته ، أو مسجده ؛ يرتل القرآن ترتيلاً ـ وأخذ نفراً من أصحابه ـ أيضاً ـ ؛ فأتى البئر حتى استخرجه ثم نزل القرآن وجاءت المعوذتان ؛ فكان كلما قرأ آية انحلت عقدة حتى أتى على آخر آية فكأنما نشط من عقال.
* فوائد الحديث:
ففي حديث عائشة رضي الله عنها من الفوائد:
* أنه : (( دعا )).
* أنه : (( ألح )).
* أنه : (( سعى )).
* أنه : (( استخرج )).
وفي حديث غيرها:
* أنه : (( في عُقَدٍ )).
* وأنه : (( نفث عليه )).
فتحققت بالنفث : (( الممازجة والمخالطة )) ؛ فكانت العافية : (( فكأنما نُشِطَ من عقال ))(2).
فكأنما هذه جاءت بعد النفث لا قبله يا رعاك اللَّه(
إذن : ( دعا ، ألح ، سعى ، استخرج ، نفث ) ؛ هذه خمسة أفعال فعلها رسول اللَّه صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى شفاه اللَّه ؛ ـ وهو من هو ـ ولم يقتصر على القرآن ، والقرآن يتنزل عليه .. فماذا فعلت أنت باللَّهِ رَبِّكَ (؟)
* تـداووا:
|