نفساني - عرض مشاركة واحدة

18-02-2010, 02:01 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبدالله

ماتقول اذا عندما سُحر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يخيل اليه انه فعل ولم يفعل وكثير من الاعراض التي تظهر على المسحور ؟؟

وما تقول في قوله تعالى (اتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان....الى قوله (يعلمون الناس السحر )من الذي تلا ومن الذي علم الناس السحر ,,
ام ستقول عن طريق الوسواس ؟؟

اختي أم عبد الله أشكرك على تواصلك المستمر مع مواضيعي ورغم اختلافي معك في كثير من الأمور إلا أن أسئلتك تثير إعجابي وتستفزني علميا للبحث والتنقيب عن ما فيه الخير وأعتقد أن القارئ سوف يستفيد بحوارنا

مداخلتك تضمنت عدة محاور وقد يطول الكلام إن أردت الإجابة عنها باستفاضة لكنني سوف أقتصر على بعض النقاط الهامة

(قصة سحر الرسول صلى الله عليه وسلم قد نفرد لها موضوعا خاصة لأهميتها)

سوف أكتفي بالإجابة على سؤالك الثاني المتعلق بالآية الكريمة:
{ واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان }

من الذي تلى؟

ومن الذي علم الناس؟

***********************
قبل الجواب لا بد من توطئة مهمة عن بعض خصال اليهود:
يخبرنا القرآن الكريم أن اليهود قوم احترفوا الكذب والتزوير والبهتان فاتهموا الأنبياء والرسل بالسحر والجنون والكذب وحاربوهم وقاتلوهم (فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ(87)) وأنهم وراء كل الشرور التي تعاني منها البشرية ولم يكتفوا بذلك بل اتخذوا الملائكة أعداء لهم أيضا كما يوضح لنا القرآن الكريم ذلك وكما جاء في سياق سورة البقرة

قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ(97)مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ(98) وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ(99)أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ(100)وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ(101)وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ(102) (البقرة)

والآن نرج إلى الآية الكريمة التي نتدارسها:
{ واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان }
المعنى أن اليهود اتبعوا وصدقوا ما تكذبه "الشياطين" (سوف نوضح لاحقا معنى "الشياطين") على ملك سليمان وما تكذبه وتفتريه على ما أُنزلَ على الملكين
والزعم أن الملكين يعلمان السحر للناس هو من افتراء "الشياطين ".
فاليهود كما أسلفنا معروف عنهم الافتراء والكذب فهم لم يكتفوا بالافتراء على ملك سليمان، بل بلغ بهم الحقد ةالافتراء حتى على ما أنزل على الملكين، فالملكان لا يمكن أن يُنزل عليهما السحر لأن السحر كفر، والملائكة معصومون، ولأنه لا يليق بالله إنزاله، ولا يضاف إليه، لأن الله يبطله...

يقول لنا أهل اللغة أن "ما" حرف نفي، وبهذا تكون الجملة معطوفة على {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَـٰنُ }، ذلك لأن سحرة اليهود فيما ذُُُكر كانت تزعم أن الله أنزل السحر على لسان جبريل وميكائيل إلى سليمان بن داود فنفى الله ذلك وأكذبها وأخبر نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم أن جبريل وميكائيل لم ينزلا بسحر قط، وبرأ سليمان مما نحلوه من السحر، فأخبرهم أن السحر من عمل "الشياطين"...
وقد روى الطبري بسنده في تفسيره عن ابن عباس القول بالنفي فقال :(حدثني محمد بن سعد، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: وَما أُنْزِلَ عَلَى المَلَكَيْنِ بِبابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ فإنه يقول: لم ينزل الله السحر)

ولنوضح ما المقصود بالشياطين التي في هذه الآية
الذي أميل إليه أنهم شياطين الإنس: أي ناس تمردوا وكفروا وأتوا بالفظائع الخفية ... يعني شياطين الإنس المضللون من أهل الحيل والسحرة والشعوذة كما يقولون فلان من شياطين العَرب...
وقيل أيضا أن الشياطين هم أحبار اليهود فإنهم لم يزالوا يتلون ذلك فيكون المعنى أنهم اتبعوا اعتقدوا ما تلته الشياطين ولم تزل تتلوه ... فأطلق عليهم الشياطين على وجه التشبيه ...
وسوف نفهم المعنى واضحا إذا ما رجعنا إلى أية أخرى
ففي قوله تعالى : وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (البقرة/14) هنا أيضا استعملت لفظة"شياطينهم" قال ابن عباس والسدي: هم رؤساء الكفر، وقال الكلبي: هم شياطين الجن، وقال جمع من المفسرين: هم الكهان (تفسير القرطبي)، بينما فسر السعدي شياطينهم: برؤسائهم وكبرائهم في الشر، وقريبا منه ما قاله ابن كثير: شياطينهم، سادتهم وكبراؤهم ورؤساؤهم من أحبار اليهود، ورؤوس المشركين والمنافقين، وقال مجاهد: أصحابهم من المنافقين والمشركين، وقال قتادة: رؤوسهم وقادتهم في الشرك والشر (وهو قول أبي العالية والسُّدي والربيع بن أنَس وغيرهم)، قال ابن جرير: وشياطين كل شيء مردته، ويكون الشيطان من الإنس والجن.
جاء في مسند الإمام أحمد عن أبي ذر أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر:«تعوذ بالله من شياطين الإنس والجن» فقلت أوَ للإنس شياطين؟ قال نعم ، فالإنسان قد يصبح شيطانا مجازا أو أخا للشياطين إذا فعل أفعالهم....

والذي يدل على أن المقصود شياطين الإنس قوله : ( يعلمون الناس السحر) فإنه ظاهر في أنهم يدرسونه للناس
وكذلك قوله بعده : ( ولكن الشياطين كفروا) ( إذ هذا الاستدراك في الإخبار يدل على أنهم من الإنس لأن كفر الشياطين من الجن أمر مقرر لا يحتاج للإخبار عنه .

وبهذا نكون قد فككنا هذا اللغز المحير الذي يتستر تحته السحرة ويدعون علاقتهم بالجن والشياطين وأنهم هم من يعلمونهم السحر

ونكون بذلك قد أجبنا عن اسئلة أختنا أم عبد الله
فشياطين الإنس من اليهود هم من كانوا يتلون خرافاتهم على ملك سليمان وهم من علموا الناس السحر (والمعروف إلى يومنا هذا شهرة اليهود في فنون السحر... كما لا يجب أن ننسى أن اليهود هم من أرادوا سحر رسول الله عن طريق لبيد بن الأعصم..)
والله أعلم

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبدالله

وما قولك (وسحروا اعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم )؟؟

هذا سؤال هام أيضا ويحل الكثير من الأمور الملتبسة عند الناس سوف نحاول الإجباة عنه لاحقا إن شاء الله

تصبحون على خير