مجرد مريض آخر ..ربما معقدة.. وربما مريضة ..وربما لاشئ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله اوقات الجميع بكل خير
سادتي الأفاضل..لم تكن الكتابة في منتداكم الغالي بالشي اليسير
بالرغم من انني احبذ الكتابة كنوع من التفريغ..وربما اعتدت هذا الطريق من أجلي
ونادرا مايكون لغرض آخر
لذا اطلب منكم التأني ..وإعطاء هذا المتصفح القليل من الوقت ..ربما يكون الأمر بالنسبة لكم
مجرد شاكي آخر ..مجرد بائس آخر
لكنه بالنسبة لي يعني الكثير ..
لن أبدأ بسرد قصة حياتي التعيسة لكن دعوني اعطيكم تلميحاً على الأقل حتى تتضح الصورة
يقال ان لكل شي بذرة ..وماء صُب عليه ليظهر الكائن القابع خلف هذه الشاشة
تخيلوا طفلة في السنوات الأولى من العمر اضيفوا عليها أب قاسي وأم لاحيلة لها وعبوات من المسكر وإطلاق نار وهروب ..وهكذا اكون قدمت لكم النسخة المصغرة من قصة طفولتي
إلى المراهقة..
وبعد معاناة تخلص والدي من الشرب..لكن بدأ واجب التفريغ يعمل ..
العصبية القاتلة ..والضرب لأتفه الأسباب وتحويل المنزل جحيماً لأن باب الثلاجة لم يغلق
رعب وعدم استقرار ..،خوف ينبع من الداخل
كان والدي من النوع الذي لايفهمه احد ..ولايتقبله أحد ليس لأنه سيئ بل لأن الحق لديه عكس الإتجاه !!!!
عشنا في مشاكل مع عائلته اللذين لانراهم الا في المناسبات
واحيانا لايحدث هذا
وضعه تسبب لي بكثير من التبعات والتي لن استطيع سردها هنا كاملة ..لكني سأحاول ان
اكتب كل مشكلة على حدة..لعلي أجد لها حلاً في داخلي
من الطبيعي استنتاج الشخصية التي اصبحت عليها من بعده
فأنا فتاة نعم ..لكني بقلب رجل ..أصبحت قاسية ..قوية ربما أكثر من اللازم
فأنا أمام الناس الإنسانة التي تواجه الصعاب آياً كانت
وأمام اخوتي انا البكر ..والكبرى ..أنا التي يجب عليها أن لاتخطئ لأني القدوة والقائدة
خاصة بعد وفاة أبي ..
لكنني من الداخل ..انسانة تائهة بكل ماتحمله الكلمة من معنى
أشعر بالضياع لأني اعتدت وجوده ..فقد كان يسيّرني
ستكونين كذا ..وستفعلين كذا ..وانتي كذا ..
أمامه انا الضعف الذي لاينطق ..وانا الغبية التي لن تعيش
..وامامه ..أنا لاشئ ..سواء حذاء بالي ..فاشل لايفيد
لم يكن الأمر سهلاً بالنسبة لي لكوني احفر الصخر ..لكنه كان بالمقابل يبصق في وجهي
كبرت تجارة والدي وسارع لنقلها للخارج اخذنا معه بعد ٦ سنوات تقريبا من انتقاله هناك
ارادنا انا واخوتي ان نكون ابطال تحكي عنهم المجالس
أجبرني على ان اعمل معه و وأذهب للعمل قبله وازور الشركات والمعارض وأكتب الخطابات وادقق في الحسابات الــــخ
وانا في سن السابعة عشرة من العمر..
ومع ذلك مازال سوق الإهانات مفتوحاً أمام الموظفين والموظفات
بالرغم من ذلك وجودي بالخارج لأول مرة جعلني اريد العيش هناك والعمل هناك
لأنه وإن كان هو لايراني ..لكن رآني الكثير وأنجزت الكثير
بعدها توفي والدي فجأة ..لتكون وفاته القشة التي كسرت ماتبقى من كبرياء
كانت سنتي الأخيرة في الثانوية. وقد كان من مخططه لي أن ادرس بالخارج وكانت هذه الأمنية الوحيدة التي اردتها ان تتحقق...
عدت مجبرة لأكمل مع ان العوامل النفسية
كانت أسوأ مما قد تفكرون به ......عدت كسيرة برأس مطأطأ وقلب يحترق..صحيح انني كنت أكثر من قسى عليها ..لكنني أكثر من بكيت عليه
..ومع ذلك اجتهدت وأكملت دراستي
وتخرجت بمعدل امتياز ..ودخلت الجامعة ليكون هذا اثبات آخر للجميع بأني القوة التي لاتنضب..
لكنني من الداخل مختلفة ...لأ اعلم كيف أصيغ هذه بالعبارات لكنني مختلفة..
ربما معقدة ..وربما مريضة ..وربما لا شئ
الآن لم اعد افكر بشي سوى انني يجب ان أفعل شي لأخوتي
يجب ان أؤمن لهم مستقبلهم ..يجب ان يعيشوا في خير
خاصة ان احوالنا المادية تدهورت بشكل كبير بعد وفاته..بالنسبة لهم
انا الأب الذي يجب ان اوفر لهم مايريدونه..وأنا من يجب ان تكون لها تجارة وأنا
من يجب ان أعيدهم إلى الخارج ليتعلموا ويعيشوا كجزء من تحقيق الحلم
ربما لأنه يريد مني أن أفعل كل هذا ..وربما لأشعر بالنجاح ..لا أعلم
لكنني أشعر بالعجز الشديد ..وقلة الحيلة
و كل مااود ان افعله ..هو الهروووب
اريد الإبتعاد بأي طريقة...وبالرغم من انني في السنة الثانية من الجامعة
إلا أن حلم السفر مازال يراودني وأتمناه كما لم اتمنى شي من قبل
أكره نفسي عندما أفكر بأنني اريد التخلي عنهم ..فحتى والدتي هي انسانة بتعليم متواضع واخوتي
يثقون بقيادتي أكثر منها ...
..لكن كيف أتخلص من الرغبة الشديدة بالسفر..كيف اتنازل عن الحلم الوحيد الذي اريده
اريده ان يتحقق..لكن ماذا إن لم يحدث!!!
أشعر بالألم الشديد ..عندما اقرى إعلاناً للجامعة التي اردت ارتيادها
وقد تخنقني العبرة وقتها .. ابني طموحات وخيالات وافكر ماذا لو لم أعد ..؟؟كيف سيكون وضعي؟؟
احياناً أشعر ان والدي يكرهني... حتى في وفاته
لدرجة انه توفي سنة تخرجي ..ليموت كل شي معه ..فلا هو الذي اعطاني الحنان لئلا أنساه ...ولا هو الذي حقق لي أمنية يتيمه كنت اتمناها من الصميم
لا اريد ان اجعل للشيطان علي مدخل
لكن الحقيقة هي أن أبي لم يحبني يوماً ..وربما أحبني ..ولكن ليس بما فيه الكفاية ليقدم لي ماأستحق
وربما أخرى ..بأن أحداً لن يفعل
آوفر التحايــــــــا لوقتكم الثمين
|