عرض مشاركة واحدة
قديم 18-02-2010, 01:35 PM   #1
باحث عن نفسي
عضو نشط


الصورة الرمزية باحث عن نفسي
باحث عن نفسي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28830
 تاريخ التسجيل :  09 2009
 أخر زيارة : 28-07-2017 (12:31 PM)
 المشاركات : 247 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
الفدائية الشهيدة.. قصة حقيقية..



.



شاهدت منذ بضعة أشهر وثائقياً على إحدى قنوات "جزيرتنا العربية" يروي قصة فتاة لبنانية ذات أصل فلسطيني وصفتها القناة بالـ"فدائية" والـ"شهيدة"..
وصفوها هكذا رغم تنافي هذه الأوصاف مع مهنية الإعلام، ولكن قررت إكمال المشاهدة فأي عيوب مهنية سأعترض عليها من قناة تحيَّا في محيطنا العربي "المؤدلج" المزروع في عقليته أحكاماً إستباقيَّة لكل شيء! أي مهنية أرجوها والجمهور كما يقال في الشقيقة مصر "عايز كده"..!

المهم أعود لذلك الوثائقي عن "الفدائية" "الشهيدة"، حيث يروي على لسان رجلان شاركا في تنفيذ عملية تفرض علي القناة أن أفخر بها..! هذان الرجلان السمينان المتعافيان المتوردي الخدود يرويان أنهم أبحروا من بيروت في بداية الثمانينات الميلادية بأمر من "شهيد الأمة" كما قرروا أن يصفونه وهو الرئيس الراحل ياسر عرفات..!

أبحروا على مركب صغير بصحبة بعض من الفتيان "الفدائيين" ومعهم فتاة للتو احتفلت بـ"عيد ميلادها!!" السابع عشر، وهي الفتاة الذي يتمحور الفلم حولها..
كانت وجهتهم "الأراضي المحتلة"، لا أريد أن أذكر التفاصيل كلها حول رحلتهم البحرية وسأكتفي بالقول أن أحد "الفدائيين" توفي غرقاً قبل الوصول، وآخر أصيب بإعياء شديد ليصبح على إثره غير قادر على الحركة مما استدعى هؤلاء "المجاهدين" كما قرروا أيضاً وصف أنفسهم أن يعقدوا اجتماعاً بجانبه على نفس المركب الصغير كانت نتيجته أن يقوموا برميه بالرصاص كي لا يفسد عملية "التحرير" وليتخلصوا من ثقله الذي يتربع على كاهلهم، هكذا قرر المجاهدون كما يروي اثنان منهم وبكل فخر أن يحولوه إلى شهيد ثاني للعملية بعد الأول الغارق..!

رسوا على أحد شواطئ "فلسطين" قريباً من شارع يخلوا من كل شيء إلا من سيارة مقبلة، عندها اختبأ "المجاهدون" وتقدمت الفتاة "البطلة" لتطلب توقف السيارة بحجة ضياعها في هذا المكان وطلبها للمساعدة..
توقفت السيارة التي كانت تقودها سيدة أوروبية ذكرت للفتاة "الفدائية" أنها سائحة وأنها مستعدة لمساعدتها، فما كان من بطلتنا وبكل ما تحمل من إنسانية إلا أن أخرجت "مسدسها" وقذفت رأس تلك "السيدة" بكل ما يحمله مخزن سلاحها من رصاص..!

استولوا على السيارة ودخلوا للمدينة وبعد أكثر من تفصيل "قمت بقفزه" استولت مجموعة "الفدائيين" على حافلة سياحية بها صيد ثمين للأمة..!
حيث الأطفال والنساء والرجال الذين بالتأكيد يحملون صفة "عزَّل"، وبعد دقائق من عملية "الاختطاف" حوصرت الحافلة من قبل شرطة تلك المدينة، وطلبوا من المسلحين إلقاء ما يحملون من أسلحة وإخلاء الحافلة..

عندها ارتفعت عدة أصوات لدقائق قليلة، أصوات مختلطة بين بكاء الرهائن وإطلاق الرصاص وصيحات "الله أكبر" وعاشت الأمة وربما كانت فتاتنا "بطلة الوثائقي" من ضمن من يبكي أقول ربما..!
عم الهدوء.. فكل من بالحافلة قتل ما عدا رجلان من أعضاء "فرقة الجهاد"..

هذان الرجلان قبض عليهما وحوكما بحضور محامين لهما كما يرويان، ثم سجنا بأحكام طويلة، بعد فترة قام "حزب الله" اللبناني بخطف جندي وعلى إثر عملية خطفه عقدت صفقة تبادل أسرى كان من نتائجها خروجهما من السجن..

هذان "المجاهدان" وفق العرف العربي و "القاتلان" وفق القضاء الإسرائيلي أحدهما يعمل حالياً سفيراً للسلطة الفلسطينية في إحدى الدول العربية والآخر أصبح رجل أعمال في بيروت، ويتمتعان بكل صحة وعافية ليس بهم خدش واحد أو أثر لتعذيب، ربما يعانيان من بعض الوزن الزائد فقط مما أدى بهم إلى حالة تورد في منطقة الوجنتين..!



استفسار..
من استفاد من هذه العملية..!؟
علماً أن ضحاياها سائحون أجانب عزل..
والقائمون بها قتلوا خلالها ما عدا اثنان لم يظهر عليهما أي أثر لسجن أو تعذيب..
والآمر بهذه العملية توفاه الله قبل سنوات، وورثت عنه ابنته الوحيدة مبالغ من الدولارات الأمريكية ذات تسعة أصفار..!
والدولة المستهدفة اكتفت برواية الناجيان الوحيدان للعملية، حيث ترى أنها أكبر إثبات لما "تزعمه" هي بالأساس وهو إرهابية أمتهم وشهوتها لقتل حتى الأطفال من دول ليس لها علاقة فضلاً عن تفاخرهم بقتل صاحبهم مريض المركب..!



هذا التساؤل دار في ذهني بعد مشاهدة الفلم الوثائقي..
ولكن قطع بحثي عن إجابة له أغنية النهاية التي وضعتها القناة..
حيث المغني القومي المجاهد (مجاهد شيوعي لكن لا يهم..الفدائية الشهيدة.. حقيقية.. 26-140.gif مارسيل خليفة ينشد أغنيته المعروفة..
منتصب القامة أمشي.. مرفوع الهامة أمشي
في كفي قصبة زيتون.. وعلى كتفي نعشي
و أنا أمشي و أنا أمشي.. وأنا و أنا و أنا أمشي



كان مفعول الأنشودة أقوى من استنشاق الحشيش المخدر على عقلي..
ورحت أردد منتشياً.. وأنا أمشي.. وأنا أمشي.. وأنا أمشي..

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس