20-02-2010, 08:10 AM
|
#2
|
V I P
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 5696
|
تاريخ التسجيل : 02 2004
|
أخر زيارة : 15-11-2010 (09:06 PM)
|
المشاركات :
8,386 [
+
] |
التقييم : 87
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
الوجه الأول:
أن هذا الفعل لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا أمر به ولا فعله صحابته ولا أحد من التابعين ولا تابعيهم، ولا فعله أحد من أهل الإسلام خلال القرون المفضلة الأولى وإنما ظهر-كما تقدم- على أيدي أناس هم أقرب إلى الكفر منهم إلى الإيمان وهم الباطنيون.
إذا تقرر هذا فالذي يفعل هذا الأمر داخل ضمن الوعيد الذي توعد الله عز وجل صاحبه وفاعله بقوله: ((وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا))[النساء:115] والذي يفعل ما يسمى بالمولد لاشك أنه متبع لغير سبيل المؤمنين من الصحابة والتابعين وتابعيهم.
الوجه الثاني:
أن الذي يمارس هذا الفعل واقع فيما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: {إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة} وجاء في رواية أخرى: {وكل ضلالة في النار}.
فقوله: (كل بدعة ضلالة) عموم لا مخصص له، يدخل فيه كل أمر مخترع محدث لا أصل له في دين الله، والعلماء مجمعون على أنه أمر محدث، فصار الأمر إلى ما قلنا أنه بدعة ضلالة تودي بصاحبها إلى النار أعاذنا الله منها.
الوجه الثالث:
أن فاعل هذه البدعة غير مأجور على فعله؛ بل إن فعله مردود عليه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: {من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد} ، ولا يكفي حسن النية؛ بل لابد من متابعة النبي صلى الله عليه وسلم.
الوجه الرابع:
قال الله تعالى: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا))[المائدة:3] .
والذي يقول: إن المولد عبادة نتعبد لله تعالى بها، فهو مكذب بهذه الآية، وهو كفر بالله عز وجل، فإن قال إنه مصدق بها، لزمه أن يقول: إن المولد ليس بعبادة، وهو أقرب إلى العبث واللعب منه إلى ما يقرب إلى الله عز وجل.
وقلنا له: أيضاً كأنك مستدرك على الله وعلى رسوله بأنهم لم يدلونا على هذه العبادة العظيمة التي تقرب إلى الله والرسول تعالى.
فإن قال: أنا لا أقول أنها عبادة، ولا أستدرك على الله ورسولهـ وأنا مؤمن بهذه الآية؛ لزمه الرجوع إلى القول الحق، وأنها بدعة محدثة، هدانا الله وكل مسلم لما يحبه ويرضاه.
الوجه الخامس:
أن الممارس لهذا الأمر-أعني بدعة المولد- كأنه يتهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالخيانة وعدم الأمانة -و العياذ بالله- لأنه كتم على الأمة ولم يدلها على هذه العبادة العظيمة التي تقربها إلى الله.
قال الإمام مالك –رحمه الله-: (من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خان الرسالة؛ لأن الله يقول: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا))[المائدة:3] فما لم يكن يومئذ ديناً فلا يكون اليوم ديناً).
الوجه السادس:
أن فاعل المولد معاند للشرع ومشاق له؛ لأن الشارع قد عين لمطالب العبد طرقاً خاصة على وجوه وكيفيات خاصة، وقصر الخلق عليها بالأوامر والنواهي، وأخبر أن الخير فيها والشر في مجاوزتها وتركها؛ لأن الله أعلم بما يصلح عباده، وما أرسل الرسل ولا أنزل الكتب إلا ليعبدوه وفق ما يريد سبحانه، والذي يبتدع هذه البدعة راد لهذا كله، زاعم أن هناك طرقاً أخرى للعبادة، وأن ما حصره الشارع أو قصره على أمور معينة ليس بلازم له، فكأنه يقول بلسان حاله: إن الشارع يعلم وهو أيضا يعلم بل ربما يفهم أن يعلم أمرا لم يعلمه الشارع سبحانك هذا بهتان عظيم وجرم خطير وإثم مبين وضلال كبير.
الوجه السابع:
أن في إقامة هذه البدعة تحريفاً لأصل من أصول الشريعة، وهو محبة النبي صلى الله عليه وسلم واتباعه ظاهراً وباطناً، واختزالها في هذا المفهوم البدعي الضيق الذي لا يتفق مع مقاصد الشرع المطهر إلى دروشة ورقص وطرب وهز للرءوس؛ لأن الذي يمارسون هذه البدعة يقولون: إن هذا من الدلائل الظاهرة على محبته ومن لم يفعلها فهو مبغض للنبي صلى الله عليه وسلم.
وهذا لاشك تحريف لمعنى محبة الله ومحبة رسوله؛ لأن محبة الله ورسوله تكون باتباع سنته ظاهراً وباطناً، كما قال جل وعلا: ((قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ))[آل عمران:31].
فالذي يجعل المحبة بإقامة هذه الموالد محرف لشريعة الله التي تقول: إن المحبة الصحيحة تكون باتباعه صلى الله عليه وسلم، بل محو لحقيقة المحبة التي تقرب من الله وجعلها في مثل هذه الطقوس التي تشابه ما عند النصارى في أعيادهم، وبهذا يعلم أنه (ما أحييت بدعة إلا وأميتت سنة).
الوجه الثامن:
أن الاحتفال بالمولد فيه مشابهة واضحة لدين النصارى الذين يحتفلون بعيد ميلاد المسيح، وهذا مصداق ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً شبراً وذراعاً ذراعاً، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم. قالوا: يا رسول الله! اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟} رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
فإذا علم ذلك فليعلم أن التشبه بالنصارى وغيرهم من المشركين حرام شديد التحريم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: {من تشبه بقوم فهو منهم} رواه الإمام أحمد وأبو داود من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وصححه ابن حبان.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: قول النبي صلى الله عليه وسلم: {من تشبه بقوم فهو منهم} موجب هذا تحريم التشبه بهم مطلقاً.
الوجه التاسع:
أن فيه قدحاً في من سبقنا من الصحابة ومن أتى بعدهم بأننا أكثر محبة للنبي صلى الله عليه وسلم منهم، وأنهم لم يوفوه حقه من المحبة والاحترام؛ لأن فاعلي المولد يقولون عن الذين لا يشاركونهم: أنهم لا يحبون النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه التهمة منصرفة إلى أصحابه الأطهار الذين فدوه بأرواحهم وبآبائهم وأمهاتهم، رضي الله عنهم وأرضاهم.
الوجه العاشر:
أن فاعل هذا المولد واقع فيما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم أمته صراحة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: {لاتطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم} ، فقد نهى عن تجاوز الحد في إطرائه ومدحه، وذكر أن هذا مما وقع فيه النصارى وكان سبب انحرافهم.
وما يفعل الآن من الموالد من أبرز مظاهر الإطراء، وإذا لم يكن في الموالد التي تنفق فيها الأموال الطائلة، وتنشد فيها المدائح النبوية التي تشتمل على أعظم أنواع الغلو فيه صلى الله عليه وسلم، من إعطائه خصائص الربوبية إذا لم يكن فيها ففيم يكون الإطراء؟!
الوجه الحادي عشر:
أن بدعة المولد النبوي مجاوزة في الحد المشروع، ومجاوزة في حد ما أمرنا به من محبة النبي صلى الله عليه وسلم، ومجاوزة للحد المشروع في إقامة الأعياد، فليس في شرعنا للمسلمين إلا عيدان فقط، ومن أتى بثالث فهو متجاوز للحد المشروع.
.
|
|
|