20-02-2010, 11:28 PM
|
#20
|
عضو دائم ( لديه حصانه )
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 27460
|
تاريخ التسجيل : 04 2009
|
أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
|
المشاركات :
950 [
+
] |
التقييم : 50
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبدالله
وما قولك (وسحروا اعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم )؟؟
|
بسم الله الرحمان الرحيم
أختي أم عبد الله إجابة عن سؤالك الثالث:
يقول الله تعالى في سورة طه :(فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى) طه/ 66
الآية الكريمة تشير بكل بساطة إلى أن السحر الوارد في قصة سيدنا موسى لا تأثير له إلا بالتخييل وخداع الأعين والقرآن الكريم يثبت بذلك وهن السحرة وعدم فلاحهم حيثما كانوا كما في الآيات الأخرى (وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ (77) ...(وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى(69))
وكما هو معروف اليوم (من خلال ما قام به بعض السحرة من فضح من أساليبهم وعرضها على الجمهور الواسع) فهذا النوع من السحر يعتمد على أساليب مثل التوهيم والتمويه والخداع والصرف والاستمالة والتحايل... وهي في مجملها من قبيل التسلية لا واقع لها.
(فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى) طه/ 66. فالناظر إلى حبالهم وعصيهم تبدو له تسعى وتقفز وتلتوي كأنها حيات وأفاعي لكنها ليست حياة ولا أفاعي حقيقية وهم يعلمون ذلك لذلك لما رأوا عصى موسى وما فعلته بحبالهم اعترفوا وانصاعوا للحق.
(فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى(70))
الحبال إذن لم تكن أفاعي حقيقية، بل تحركت بحيل دقيقة قاموا بها في خفية (لذلك سميت "سحرا" فالسحر من بين مميزاته استعمال الحيل الخافية عن الناس فهم لا يعلمون سرها ولأن السحرة أظهروا لهم شيئاً لم يعرفوا حقيقته وخفي ذلك عليهم لبعده منهم استرهبوا هذا الفعل الذي لم يروه من قبل وصدقوه) فعملهم وخدعهم فاسدة لا ترتقي إلى الحق البين (فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ(81)وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ(82))
وعلى ما قيل أنهم جعلوا في أجوافها الزئبق، فلما حميت الشمس تمددت الزئابق فحصلت على إثره تلك التحركات، وظُنّ أنها تسعى. وقيل أيضا أنهم أخذوا مصارين أو اُدُم مصنوعة على صُوَر الحيات والأفاعي، وجعلوا في أجوافها زئابق وتركوها بصورة العصيّ والحبال في ساحة بعيدة عن متناول الناس ومشاهدتهم القريبة. وكانت الساحة قد حفرت تحتها أسراب وأشعلوا فيها ناراً فأثرت حرارتها من تحت وحرارة الشمس من فوق، فجعلت الزئابق تتمدد وتتقلص، وتراءى للناس أنها تسعى. ومن ثم قال تعالى: (سحروا عين الناس واسترهبوهم وجاؤوا بسحر عظيم) الأعراف/ 116. وما هي إلا شعوذة لا واقع لها سوى تخييل ظاهري مجرد.
وأما وصف سحرهم بالعظمة، فلأجل استعظام الناس ذلك المشهد الرهيب الذي لم يعتادوا عليه.
يقول الرازي في ذيل هذه الآية: واحتج به القائلون بأن السحر محض التمويه. قال القاضي: لو كان السحر حقاً لكانوا قد سحروا قلوبهم لا أعينهم، فثبت أن المراد أنهم تخيلوا أحوالاً عجيبة مع أن الأمر في الحقيقة ما كان على وفق ما تخيلوه.
قال الواحدي: بل المراد، سحروا أعين الناس أي قلبوها عن صحة إدراكها بسبب تلك التمويهات. وقيل: إنهم أتوا بالحبال والعصي ولطخوا تلك الحبال بالزئبق وجعلوا الزئبق في دواخل العصي، فلما أثّر تسخين الشمس فيها تحركت والتوى بعضها على بعض وكانت كثيرة جداً، فالناس تخيلوا أنها تتحرك باختيارها وقدرتها.
قال الإمام الجصاص: ومتى أطلق السحر فهو اسم لكل أمر مموه باطل لا حقيقة له ولا ثبات. قال الله تعالى: (سحروا أعين الناس) يعني موهوا عليهم حتى ظنوا أن حبالهم وعصيهم تسعى. وقال: (يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى) فأخبر أن ما ظنوه سعياً منها لم يكن سعياً وإنما كان تخييلاً. وقد قيل: إنها كانت عصياً مجوفة قد ملئت زئبقاً وكذلك الحبال كانت معمولة من أدُم محشوة زئبقاً وقد حفروا قبل ذلك تحت المواضع أسراباً وجعلوا آزاجاً وملؤوها ناراً. فلما طرحت عليه وحمي الزئبق حرّكها، لأن من شأن الزئبق إذا أصابته (حرارة) النار أن يطير. فأخبر الله أن ذلك كان مموهاً على غير حقيقة. والعرب تقول لضرب من الحلي مسحور، أي مموّه على مَن رآه مسحور به عينه...
|
|
|