عرض مشاركة واحدة
قديم 23-02-2010, 01:06 PM   #14
يحي غوردو
عضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية يحي غوردو
يحي غوردو غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27460
 تاريخ التسجيل :  04 2009
 أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
 المشاركات : 950 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم على فتح هذا الحوار القيم حول المقارنة بين العلاج بعلم النفس والعلاج بالرقية الشرعية...

تفكيك مضامين :

ما معنى المقارنة:
معروف أن المقارنة تمكن من تحديد الشبه والاختلاف بين الأشياء والمواضيع وهي مقدمة رئيسة للتعميم. والمنهج المقارن عموما يعتمد على بحث وتفسير الظواهر الثقافية والاجتماعية والنفسية والمعرفية انطلاقا من إبراز الأصول المشتركة أو القرابة التكوينية بين الظواهر.
طَبق المنهج المقارن بصفة خاصة أوجست كونت في علم الاجتماع (دروس في الفلسفة الوضعية 1830-1842). وفي الفيلولوجيا (فقه اللغة) المقارنة تطور في ألمانيا على يد ياكوب جريم وأوغست فريدريك وأوغست شلايماخر ، كما طوره فرديناند دي سوسير في سويسرا، وأعطاه دفعة قوية علماء اللغة الروس: بودوين دي كورتيني وأ. ن. فيسلوفسكي وأ. ك. فوستوكوف وف. ف. فورتانوف وغيرهم…


المقارنة إذن هي إبراز نقاط التشابه ونقاط الاختلاف أو القرابة بين الظواهر .

للحديث عن المنهج المقارن لا بد إذن من توافر شرطين أساسيين:

أولا) نوع من التماثل والمشابهة بين الظواهر الملاحظة.(النفسية في موضوعنا)

ثانيا) نوع من التباين والاختلاف بين المجتمعات التي أنتجتها.(Bloch, 1928, 17). (علم النفس الغربي يختلف في انتاجه وتحليله عن علم النفس الإسلامي: المفاهيم مختلفة والقيم أيضا مختلفة)



هذا المنهج يمكن أن يطبق، حسب بلوك دائما، بطريقتين:

- المقارنة بين مجتمعات متباعدة في الزمان والمكان، بحيث يتعذر تفسير التماثل بوحدة الأصل أو بالتأثير المتبادل. (يسمى في علم الاشارة ب السانكرونيك synchronique أي في أزمنة مختلفة)

- مقارنة، عبر الدراسة المتوازية، مجتمعات متجاورة متزامنة، لتقصي، ولو جزئيا، الأصل المشترك. (Bloch, 18-19).
(diachronique أي في نفس الوقت)

إن النتائج التي يمكن الحصول عليها عبر هذا المنهج المقارناتي لا يمكن أن تكون إلا ثرية. إذ فضلا عن الوظيفة الكشفية Heuristique التي تسمح باكتشاف ظواهر لم تكن لتخطر على البال، لو تمت محاصرة الظاهرة المدروسة في وسط بعينه، يقدم المنهج قابلية المساعدة على تأويل وتفسير الظواهر النافسية (في موضوعنا) ومن ثم الحكم عليها، بكيفية مؤسسة على وقائع من أزمنة أو أمكنة متباينة (أو منهما معا).


وحتى يكون حواركم ، أيها الأفاضل، علميا يحترم الموضوع ( المقارنة بين العلاج بعلم النفس والعلاج بالرقية الشرعية) ينبغي أن تحرروا موضع النقاش وتحددوا ماذا تقصدون بعلم النفس(لأن علم النفس مدارس مختلفة وأساليب متعددة...) وماذا تقصدون بالرقية الشرعية (وهل هي فعلا علم بالمعنى الأكاديمي وهل لها مدارس؟) وتحددون بالظبط وبدقة متناهية الظاهرة التي تريدون دراستها حتى تستطيعوا إبراز نقاط التشابه ونقاط الاختلاف بينهما...


لنا عودة


 

رد مع اقتباس