وجد "الباحث" نفسه..! (هنا تتقبل التهاني)
.
اذهبي يا دنياي عني أو لا تذهبي..
فمهما أوهمتني بلذاذتك لن تفلحي..
فلقد فهمتك اليوم وهذا خسرانكِ..
فهمت اليوم أن مكسبي ليس معكِ..
لست اليوم الضعيف الذي عهدتِ..
لست ذلك الذي كنت تهزمي..
عرفت أن الفوز لا يقاس بمقياسكِ..
مقياس من أساس طبعها الغرر..
من تريدني باحثاً عنها بشكل أبدي..
رغم أن لا أبدية في البحث عنها..
فيوماً مهما سار الزمان ستنتهي..
سنجتمع يوماً يا دنيتي ونلتقي..
يُفصل فيه هل نجحت أنت في تتبيعي لكِ..
أم أنا من نجح في جعلك تبعي..
علامة نجاحك ذلك اليوم أن أكون نادما..
على عمرٍ أفنيته في سبيلكِ..
وعلامة إخفاقكِ أن تقولي تجاهل زينتي..
سأسلك طريق الفلاح قائماً متى دفأتي لي مخدعي..
ويوم تكثري من وجعي لن تفرحي بتأوهي..
سأتجاهل هموماً وضعتها لجذبي نحوكِ..
فلا فاز باللذات من تجرعها كؤوساً دسست بها سمَّكِ..
بل فاز بها من ارتشفها بدار خلودٍ ذات أنهارٍ و مُتَعِ..
لن تهمني الدنيا وعدٌ لا أتمنى نقضه..
سأغيظها جميع عمري حتى آخر وهلةٍ..
سأرميها تصدقاً بقليلها الذي تُعطني..
سأميتها غيضاً بابتسامتي عند ألمي..
سآخذ منها ما تطوله يدي..
وما بعد ذلك سأصرف عنه نظري..
سأبني بيوتاً في بلادٍ غيرها..
في تلك البلاد التي لها أنتمي..
دار جدي آدم قبل أن يغتر بما دونها..
لن أعيد خطأه فاللبيب من اتعظ بسابقٍ له مجربِ..
يا نفسي اسكني وهدئي من روعكِ..
فالوجهة دار النبي الخاتم أحمدِ..
دار بها المتاع دائم لا نهاية له..
بها الغنى والأنعم..
بها كل ما تشتهي..
صيري حصيفةً وارضي بما حكمت لكِ..
حكماً نهائياً لا ناقض له..
فأنا حبسك اليوم عن دنياً دنيئة..
حبس به إصلاحك والتأدبِ..
|