عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-2010, 10:30 PM   #4
يحي غوردو
عضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية يحي غوردو
يحي غوردو غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27460
 تاريخ التسجيل :  04 2009
 أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
 المشاركات : 950 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


زواج الإنس والجن في فكر العلماء


ناقش الجاحظ الإتصال الجنسي بين الإنس والجن فقال : وزعموا أن التناكح والتلاقح ( الإنجاب ) قد يقع بين الجن والإنس لقوله تعالى : " وشاركهم في الأموال والأولاد " (سورة الإسراء آية 64). ويعلق على قوله تعالى " لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان " (سورة الرحمن آية 56 ، 74) ولو كان الجان لا يفتض الآدميات، ولم يكن ذلك في تركيبه، لما قال الله تعالى هذا القول، وقد تناول الشبلى في كتابه " آكام المرجان في غرائب الأخبار وأحكام الجان " الموضوع باستفاضة، وعن إمكان المناكحة بين الإنس والجن يقول : " نكاح الإنس الجنية وعكسه ممكن ". ويمضى الشبلى في الرد على التساؤلات التي يمكن أن تثار : فإن قيل الجن من عنصر النار والإنسان من العناصر الأربعة وعليه فعنصر النار يمنع أن تكون النطفة الإنسانية في رحم الجنية لما فيها من الرطوبة فتضمحل ثمة لشدة الحرارة النيرانية، ويجيب بأنهم ( أي الجن ) وإن خلقوا من نار فليسوا بباقين على عنصرهم الناري بل قد استحالوا عنه بالأكل والشرب والتوالد والتناسل كما استحال بنو آدم عن عنصرهم الترابي بذلك، وأن الذي خلق من نار هو أبو الجن كما خلق آدم أبو الإنس من تراب. ويضيف أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر أنه وجد برد لسان الشيطان الذي عرض له في صلاته على يده لما خنقه, فبرد لسان الشيطان ولعابه دليل على أنه انتقل عن العنصر الناري.

وقد ذهب الإمام محمد على سلامة وهو من العلماء المعاصرين إلي إمكانية وقوع التزاوج بين الجن والإنس ؛ فهو يقول في كتابه "حوار حول غوامض الجن": ولكن عدم الجواز شرعاً شئ ووقوع هذا التزاوج بالفعل شئ آخر لأنه قد يقع رغماً عن أحد الطرفين، بحيث إذا لم يستجب عذب أو قتل، وغالباً ما يكون التناكح بين الجن والإنس من هذا القبيل، ويكون سببه شهوة الجن وعشقه إنسان أو إنسانة ، ويكون كل منهما مقهوراً للجن، وقد يكون التزاوج بينهما باتفاق ورضي، وذلك نادر جداً، وهو محرم شرعاً أيضاً كما ذكرنا ، وفي حالات أندر قد يقهر الإنس الجن الذي يستخدمه على هذا الأمر أي النكاح " . كذلك يري الإمام محمد على سلامة أن قوله تعالى : " ويوم يحشرهم جميعاً يامعشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم " ( سورة الأنعام آية 128) فيه أخبار عن حال الجن والإنس الذين استمتعوا ببعضهم في شهوة الجنس، وغيرها من الشهوات. وعندما سئل مالك بن أنس (ت 795م) عن رجل من الجن يخطب جارية يزعم أنه يريد الحلال . قال : ما أري بذلك بأساً في الدين، ولكن أكره إذا وجدت امرأة حامل قيل لها من زوجك ؛ قالت : من الجن فيكثر الفساد في الإسلام بذلك.

وقد احتل زواج الإنس والجن فصولاً في الكتب ، وأحياناً خصصت له كتب بكاملها. فقد جعل أبو عثمان سعيد بن العباس الرازي في كتابه " الإلهام والوسوسة " باباً لنكاح الجن وكذلك الشبلي في كتابه " آكام المرجان في غرائب أخبار وأحكام الجن "، وكذلك السيوطي في كتابه " لقط المرجان في أحكام الجان ",
أما حامد على العمادي فقد خص زواج الإنس والجن بكتاب أسماه " تقعقع السن في نكاح الجن ".


 

رد مع اقتباس