لا أحد يستطيع الحكم على الجن "باب الاستعان بالجن من منظور الشيخ عايش القرعان
[color=#00008B]لا أحد يستطيع الحكم على الجن:
أما الاتصال بالجن فهناك من الناس من يتصلون بالجن اتصالاً محمودا، فليس في الشرع ما يمنع من اتصال الإنس بالجن ولكن الأمر في غاية الخطورة وزلة واحدة من المتصل ويكون في الهاوية. أما أن يستخدمهم الإنسي في أمور دنياه طاعة منهم له فهذا كذب وافتراء فالمسألة محسومة شرعا، فالجني كالإنسي لا يعمل عملا دون مقابل، وسيدنا سليمان أُعطى ملكا لا ينبغى لأحد بعده ولا إلى سيد بني آدم محمد عليه الصلاة والسلام وسخرت له الإنس والجن وهذا لم يحصل لغيره والنبى لما تفلت عليه العفريت ليقطع عليه صلاته كما في الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ صَلَّى صَلَاةً قَالَ إِنَّ الشَّيْطَانَ عَرَضَ لِي فَشَدَّ عَلَيَّ لِيَقْطَعَ الصَّلَاةَ عَلَيَّ فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ فَذَعَتُّهُ وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أُوثِقَهُ إِلَى سَارِيَةٍ حَتَّى تُصْبِحُوا فَتَنْظُرُوا إِلَيْهِ فَذَكَرْتُ قَوْلَ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَام رَبِّ هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي فَرَدَّهُ اللَّهُ خَاسِيًا ثُمَّ قَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ فَذَعَتُّهُ بِالذَّالِ أَيْ خَنَقْتُهُ وَفَدَعَّتُّهُ مِنْ قَوْلِ اللَّهِ يَوْمَ يُدَعُّونَ أَيْ يُدْفَعُونَ وَالصَّوَابُ فَدَعَتُّهُ إِلَّا أَنَّهُ كَذَا قَالَ بِتَشْدِيدِ الْعَيْنِ وَالتَّاءِ. "1134"
وسيدنا محمد دعاهم إلى الإيمان بالله وقرأ عليهم القرآن وبلغهم الرسالة وبايعهم كما فعل بالإنس وهذا نوع من الاتصال المباح والذى أوتيه سيدنا محمد أعظم مما أوتيه سليمان وباقي الأنبياء. ولم يصح أن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم استخدموا الجن ولم يثبت عن التابعين أنهم استخدموا الجن.
أما المخدوعون من مضلي هذه الأمة ممن يدعون الزهد بحجة استخدام إبليس وأعوانه وقيامهم على خدمته يبثوا سمومهم باسم الإسلام، فما هؤلاء إلا صدق إبليس ظنه فيهم، وكثير من أهل العلم لم يعرفوا الفرق بين الآيات الخارقة وما لأولياء الشيطان من ذلك من السحرة والكهان وأهل البدع والضلال من الدجالين.
والسحرة والكهان لا بد لهم من الاتصال بالكواكب، والشياطين تعين على ذلك، والعباد من جهلة المسلمين أجمعوا على أن هذه كرامات لا تكون إلا لرجل صالح عابد زاهد، وكثير من الناس لا يعلمون ما للسحرة والكهان من الخدع وما يفعله الشياطين من العجائب وظنوا أنها لا تكون إلا لرجل صالح فصار من ظهرت هذه له يظن أنها كرامة فيقوى قلبه بأن طريقته هى طريقة الأولياء ويلتف حولهم الناس ظنا فيهم الخير والعبادة.[/color ]
|