اختي loloo .. الخوف من الموت أشد من الموتِ ذاتـه ؟!
بعـد السـلام ، والتـحـية :
اســعد الله مســاءكِ بكل خـير ..
* سـيجـهـدكِ ما كتبت !! لكن لن يوازي خوفكِ مما تحتـويـهِ مداخلتي !! ليس الموتُ يا : اختـي " لولو " مـا يزعـجنا !! وإلا الكـفنُ لونــهُ أبيـض ورغـم ذلكَ يسـكبُ في ذاتنا عتـمة السـواد !! فعـجباً نُغرسُ في اللحــدِ ملـتفيـنَ بالبياضِ ؟ وذوينــا فوقَ ثراء قبـرنا يبـكون ؟ وهـم يرتـدونَ الظلام ?! الموتُ للجـسـد تلكَ ِلعـبـةُ كل لـيلـة نمارسـها إذا غفت عيننا " الموته الصغرى " !! فنفيـقُ في الصبـاح ما كأنَّ شيء قد كـان !! .
* أتـعرفي أن كُل شـيء في الحـياة قادريـنَ على تجـريبـهِ إلا لـذة الموت لمـا نخشـاها ؟؟! والمسـألـةُ وقتـاً .. سـاعـة أو شـهراً .. أو نصف قرن ..
عـودي إلى الوراء بعـددِ سـنـينـكِ التي مضـت ? وسـتري أنــّها توازي كتابتكِ لســؤالك على المنتـدى أو قـدرَ قراءتكِ لمــداخلتي التي استهلكت من عمـركِ دقائـقُ تراقصت بين حبلَ وريـدك ؟ وما تتخيـّلهِ عن قبركِ الذي سـتواريِ فيـهِ إذا جاءكِ هادمُ اللذاتِ يتباهى من خلــفكِِ كأنــهُ طفلكِ يعـبـثُُ بظـفائر شـعركِ حين تتركـيهِ عارياً مبـللُ بالماء .
* الحياة والموت عنصر واحد يشكلان نسيجاً من الأضداد والإشكاليات التي لم يتوصل العلم التجريبي إلى استيعابها ... فقلق الموت قد يكون تجسيداً للقلق العام بمعناه الكبير الذي يشمل كل نواحي الشخصية بما فيها القلق المحدد تجاه الخوف من الانتهاء ... وسمة القلق العامة لابد أن تكون سلبية أي أن القلق يثير انفعالاً بالخوف أو الهروب أو الأفكار المتداخلة والمتضاربة على أساس أنه خوف من مفاجئات الموت أو من اقتراب الذات من الموت والتساؤل هل هو نفسه قلق الحياة والموت أم إنه شيء آخر ؟ وما هو هذا الشيء ؟ هل هو الخوف من اليوم الآخر ؟ هل الخوف من الزمن ؟ أما أن كل هذه المفاهيم تشكل جوهر قلق الموت .. هناك مخاوف ومشاعر تستثير قلق الموت ولا جدال فيها كالمعاناة والآلام التي تصاحب بعض الأمراض أو الاحتضار ولا يمكن إنكار سلبية هذه المشاعر ولكن هناك أيضاً الرغبة الشديدة في التسامي والتعالي على دنيا الحوادث المتغيرة التي يسميها البعض حب البقاء ... رغبة في قهر الموت وسعي وراء الخلود من خلال دافع وتهيئ معرفي إلى مجابهة هذا القلق عن طريق وجدان قادر على رؤية الغيب رؤية حق وصدق .
*إن قلق الموت يرتبط ارتباطاً إيجابياً بأعراض الكآبة أو الانهيار بوجه خاص إذا بقينا نلف في دائرة لا نجرؤ على كسرها واتخاذ قرار نتحمل إيجابيته ، وسلبيته بعد تأن وقراءة متعمقة لكل خلفيات حياتنا.
* الخوف من الموت يتشكلُ ؟ ويتعمـم إلى خوف من كل شيء ويدفع بنا إلى التردد في كل شيء ؟ ونمتنع في معظم الأحيان عن بذل أي مجهود أو اتخاذ أبسط القرارات بحيث يصعب علينا المبادءة لأي فعل جديد ... حاجة ملحة إلى من يدفعنا بقوة إلى الوعـي بخوفنا ؟ وإلا فإن لجوءنا إلى النوم أو اجترار أفكارنا أو شعورنا بالمقارنة بالآخرين وتصنيف ذاتنا بالسلبية والغرابة وبصمها بالاضطراب الذي نرى استحالة تغييره أو معالجته .. لنبـقى في الدائرة المغـلقـة المحاطـة بترقب الموت ؟!! .
* علينا أن نوحي إلى ذاتنا بقوة الواثق في وجود معالج أو " منتـدى نفسـي " يقف خلفنا يدفعنا دون خوف أو توجس أو شك في استحالة التغيير .. قوة خالية من الخوف من الانتهاء وذلك بأن نتصور ونتخيل أسؤ النهاية " الفناء لذاتنا وجسدنا " التي نخشاها ... وسيحدث قدراً من القناعـة _ إذا كنـّا جادينَ _ في مرحلة من مراحل حياتنا أو في يوم من أيامنا .. .. لحظة تتنامـى في داخلنا تأخـذُ لون جسـدنا !! أو جيناتِ لون عينينا !! لا نقدر على تحديدها ؟ ولكنها نهاية محتومة للجميع بشراً أو غير بشر.. نهاية لا يقدر الطب ولا الدواء ولا رجال الدين التغلب عليها أو تأجيلها فنكون كمن يداوي بالتي كانت هي الداء ..تلك قدرة نملكها جميعاً لكنها كامنة أضعفها إجهادنا النفسي الذي استهلك معظم طاقتنا في سنواتنا الماضية ... ما نحتاجه سلوك المغامرة لنكسر كل قيود التوجس واجترار الأفكار المبعثرة في داخلنا التي تحتاج منـّا إلى تحديدها بصورة واضحة ووفقاً لنظام واضح .. ليسهل أعادت ترتيب أولويات ما نعانيه.. ليـكون لانتظار المـوت لـذة من يرغبُ في التعرفِ ، والاكتشاف لشـيء يجهلــهُ ، ويـغريـهِ ... لــكِ مني الــدعاء .
|