06-12-2002, 11:59 PM
|
#1
|
( عضو دائم ولديه حصانه )
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 1720
|
تاريخ التسجيل : 06 2002
|
أخر زيارة : 21-08-2011 (01:36 PM)
|
المشاركات :
2,730 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
الصاحب الصدوق !
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الإنسان ليعيش في هذه الأرض متحملا أعبائها وظروفها ، مستفيدا من نعمها ، مصابا بمآسيها ، وهذا أمر ليس بغريب ، كما أنه ليس بغريب أن يكون لذلك الإنسان صاحب وخليل يصدق معه في كل وقت وحين ، والقرآن الكريم فيه من الشواهد الكثيرة ، فموسى عليه السلام سأل ربه أن يكون معه هارون عليه السلام ، ومحمد صلى الله عليه وسلم كان معه الصاحب الصدوق : أبو بكر رضي الله عنه ، وكان لتلك الصحبة الصادقة الأثر الفاعل في إتمام ما أمر الله به أنبيائه ، ولست هنا بمعرض سرد ما جرى في التأريخ ، ولكن ...........
قال أحد الحكماء: «ثلاثة لا يُعرَفــون إلا في ثلاثة مواطن: لا يعـــرف الحليم إلا عند الغضب، ولا الشجاع إلا في الحرب، ولا الأخ إلا عند الحاجة»
الحياة في هذا الزمان تحتاج أكثر من ذي قبل إلى الصاحب الصديق ، والذي يكون مسخرا بتوفيق الله إلى إعانة المحتاج ، والوقوف معه في الضراء ، ومشاركته في السراء ، ولذلك فإن الناس لا يدركون فائدة الشيء إلا عند فقده ، كالصحة لا يعرف فائدتها إلا إذا فقدت ، وهذه مأساة ، أن لا نعرف حقيقة الشيء إلا بعد ضياعه ، وكثير من الناس ممن حولك ، يسيرون بجانبك ويأكلون معك ، ويضحكون معك ، ولكن لا تدري عن أحوالهم ، ولكن هل نحن مطالبون بمعرفة ما لدى الآخرين كي نكون أصحابا صادقين ؟
لا ، لأن من يريد استشارتك ورأيك وعونك سيأتيك ، ومن لا يريد فلن يسالك ، ولذلك لا تكن ثقيلا مع أن نيتك صافية ، فذلك من التدخل في شؤون الآخرين ، وفضول قد لا يكن له مبررا مقنعا .
عموما :
وقبل أن أنهي كلامي هذا أؤكد على الجميع ما لدور الصاحب الصدوق في حياة المرء ، ومعرفة انتقائه بصورة تناسب طريقة تفكيرك ، وتجد فيه موافقة غالبا للصواب ، وليس موافقة لهواك ، لأنه إن كان موافقا لهواك فأنت لست بحاجة له ،وهذا الصاحب الصدوق قد يكون أباك أو أمك أو زوجك أو أخاك أو أختك أو قريبك أو صديقك ، ولكن المصيبة هي أن تكون فاقدا لمن يفهمك ، ويقدر ظروفك ويراعي اختيارك وقرارك وقدراتك ، وأن تحاول جاهدا إيجاد ذلك فلا تجده ، حتى وإن كنت لاجئا إلى ربك ، متوكلا عليه ، فلا بد لك من صاحب صديق ، يكون هو طوق النجاة الذي أرسله الله إلي ، فالكثير يتهرب ، والكثير يتملل ، فهل أجده أو أجدها قريبا ، أتمنى من الله ذلك !
|
|
|