الشيخ عايش القرعان معالج دولي ومنظم برامج العلاج بالرقية الشرعية
بسم الله الرحمن الرحيم
تأثير الجن على الإنس وتعدد الاراء
: تأثير الجن على الإنس:
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُنْزِلَ أَوْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَاتٌ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ الْمُعَوِّذَتَيْنِ و حَدَّثَنَاه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ح و حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ كِلَاهُمَا عَنْ إِسْمَعِيلَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي أُسَامَةَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ وَكَانَ مِنْ رُفَعَاءِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى مسلم "1349"
فقد دلّت هاتين السورتين على أن نفوس الحاسدين وأعينهم لها تأثير وعلى أن الأرواح الشريرة لها تأثير بواسطة السحر والنفث في العقد.
وآية الكرسي والمعوذتين من أعظم ما ينتصر به على الجن المعتدي على بني آدم.
4: والناس فى هذا الباب ثلاثة أصناف كما يقول ابن القيم :
1: قسم يكذبون بدخول الجنى فى الإنس، ومنهم من يحرف الاحاديث النبوية الصحيحة ويفسرها على هواه. هؤلاء يكذبون ما جاء بكتاب الله وسنة رسوله وما جاء بالإنجيل ويكذبون الواقع المشاهَد.
2: قسم يدفعون ذلك بالعزائم المذمومة، ويلجأون إلى الكهانة والاستعانة بالجن والشياطين وهؤلاء يعصون الله ويستعينون بما سواه وبذلك يشركون بالله.
3: والفئة الثالثة هي التي على الجادة الذين يؤمنون بوجود الجن وبتداخلاته والأمة الوسط تصدق بالحق الموجود وتؤمن بالإله الواحد المعبود وبعبادته ودعائه وذكره وأسمائه وكلامه فتدفع شياطين الجن بهمّة النفس وقوة الدعاء. وترد بالبرهان على جنود إبليس من بني البشر.
وقد افترق العلماء إلى 4 فرق في إثبات تأثير النفس والجن و الشيطان.
1: فرقة أنكرت تأثير النفس وتأثير الجن والشياطين على بني آدم. وهم فرقتان:
أ: فرقة اعترفت بوجود النفوس الناطقة والجن . وأنكرت تأثيرهما البتة.
وهذا قول طائفة من المتكلمين ممن أنكر الأسباب والقوى والتأثيرات .
ب: وفرقة أنكرت وجودهما بالكلية. وقالت : لا وجود لنفس الآدمي سوى هذا الهيكل المحسوس وصفاته وأعراضه فقط . ولا وجود للجن والشياطين سوى أعراض قائمة به. وهذا قول كثير من ملاحدة الطبائعيين وغيرهم من الملاحدة المنتسبين إلى الإسلام. وهو قول شاذّ من أهل الكلام الذين ذمهم السلف وشهدوا عليهم بالبدعة والضلالة.
2: الفرقة الثانية : أنكرت وجود النفس الإنسانية المفارقة للبدن وأقرّت بوجود الجن والشياطين وهذا قول كثير من المتكلمين من المعتزلة وغيرهم.
3: الفرقة الثالثة: بالعكس أقرت وجود النفس الناطقة المفارقة البدن ، وأنكرت وجود الجن والشياطين. وزعمت أنها غير خارجة عن قوى النفس وصفاتها. وهذا قول كثير من الفلاسفة الإسلاميين وغيرهم وهؤلاء يقولون إن ما وجد في العالم من التأثيرات الغريبة والحوادث الخارقة فهو من تأثيرات النفس ويجعلون السحر والكهانة كله من تأثير النفس وحدها بغير واسطة شيطان منفصل وإبن سيناء وأتباعه على هذا القول حتى إنهم يجعلون معجزات الرسل من هذا الباب. ويقولون إنما هي من تأثيرات النفس في هيولى العالم.وهؤلاء كفار بإجماع أهل الملل. ليسوا من أتباع الرسل.
4: الفرقة الرابعة: وهم أتباع الرسل وأهل الحق: أقروا بوجود النفس الناطقة المفارقة للبدن وأقروا بوجود الجن والشياطين وأثبتوا ما أثبته الله تعالى من صفاتهما وشرهما واستعاذوا بالله منه. وعلموا أنه لا يعيذهم منه ولا يجيرهم إلا الله . فهؤلاء أهل الحق. ومن عداهم مفرط في الباطل أو معه باطل وحق. والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
|