ينتظر الآلاف من جميع الاعمار والفئات كل صباح امام مرآب متواضع ينتظرون رؤية معالجهم الشافي الذي يؤكد قدرته على معالجة جميع الامراض.
ويقول بامكي الطربي (53 سنة) الذي يمارس هذا العلاج منذ عام في الصخيرات (25 كلم جنوب الرباط) "لست مشعوذا. فانا باسم الله الذي اعطاني هذا الكنز استطيع ان اشفي من كل الامراض ومنها الايدز والسرطان".
ويقول بامكي بانفعال وسط الزغاريد التي اخذت تطلقها النساء لدى رؤيته "اسألوا هؤلاء الناس ان كنت شفيتهم ام لا. انهم ياتون من جميع البقاع بما في ذلك من اسرائيل واوروبا والعالم الاسلامي".
و"بامكي" اي بابا مكي كما يطلق عليه الناس، او "الشريف" نسبة الى اصل عائلته المنحدرة من مكة المكرمة او المدينة المنورة لا يحفظ القران. كما ان معلوماته الدينية ضعيفة وهو يؤكد انه لا يمارس الشعوذة او يعطي احجبة كما انه لا يتقاضى اجرا عن عمله.
ويؤكد بامكي الذي لا يأخذ من المريض سوى كيلوغرامين من السكر، ان طريقته في العلاج "سهلة جدا". فهو يسلم بيده على المريض مرتين كما يلمس زجاجة الماء التي يحملها.
ويحب بامكي ان يكرر انه واسع الثراء حتى قبل ان يمارس هذا العلاج ويقول "انا غني جدا فقد ورثت الكثير عن عائلتي كما املك اكبر ضيعة فلاحية في المنطقة اذا تفهمون انني لا اشفي من اجل المال".
وتقول المهندسة ليلى المصابة بسرطان في العين وهي تنتظر دورها ان "الشفاء بهذه الطريقة يسمى بالحرارة المغناطيسية التي تشبه طريقة الرايكي الصينية التي تعالج او تحسن الحالة الصحية والحالة النفسية للمريض".
ويستقبل بامكي يوميا قرابة اربعة الاف شخص. ويبدأ عمله بالنساء والاطفال قبل ان يهتم بالرجال.
وهو يسلم بحرارة بيده على طالب الشفاء ويمنح البركة لزجاجة الماء التي تصبح بذلك صالحة لشفاء المريض. ثم يسلم على المريض مرة ثانية بعد ان يكون قد وقف في الصف من جديد.
ويوضح بامكي "المرة الاولى اسرب الطاقة (من جسدي) الى المريض والمرة الثانية اخذ منه مرضه والمه لاسربهما في جسمي".
ويؤكد اب لثلاثة اطفال مصابين بسرطان الجلد والدماغ في غياب بامكي ان صغاره اصبحوا افضل حالا بكثير.
امراة ترتدي الملابس الغربية تبدي نوعا من الشك لكنها تشدد مع ذلك على اهمية قوة الايمان.
وتقول "انا امرأة عقلانية لكن في هذا النوع في الشفاء الايمان هو المهم كما تقول هدى الموظفة في احدى الشركات والى جانبها صيدلية مصابة بسرطان الثدي تشاركها الرأي بايمائة من الرأس".
وتضيف فاطمة التي انتشر السرطان في جسدها كله "لماذا اجري تحليلات ومراقبات على سرطاني بعد حضوري الى بامكي. طبيبي سيؤكد لي ان تحسن حالتي الصحية راجع للادوية التي اتناولها وليس لطريقة الشفاء التي يمارسها بامكي".
وتؤكد "لم اعد اتالم وعمودي الفقري اصبح اقوى كما اصبحت اكثرا ايمانا. انا اسير الان بشكل عادي وطبيبي سعيد رغم انني لم اقل له انني اعالج عند بامكي".
وبامكي وهو اصلع الراس رياضي البدن تزوج مؤخرا من طالبة جامعية وقعت في حبه بعد ان شفاها من سرطان في الثدي.
وفي اتصال اكد استاذ في الطب عدم ثقته بكل ما يقال عن بامكي.
وقال "على اي مريض ان يبرهن لي ان المراقبة الطبية والتحاليل تؤكد ان سرطانه تراجع بعد زيارته لبامكي وفي هذه الحالة سوف اصدق".
ويقول بعض المترددين على بامكي ان عددا من كبار رجال المملكة ياتون لرؤيته للعلاج من بعض المشاكل الصحية.