عرض مشاركة واحدة
قديم 16-04-2010, 10:28 PM   #3
عيد الجهني
عضو نشط


الصورة الرمزية عيد الجهني
عيد الجهني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 30147
 تاريخ التسجيل :  04 2010
 أخر زيارة : 05-10-2010 (09:36 AM)
 المشاركات : 72 [ + ]
 التقييم :  28
لوني المفضل : Cadetblue


بسم الله الرحمن الرحيم


الأعزاء من الأعضاء والزوار لهذا الصرح الإبداعي المتميز ( نفساني )...



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



يشرفني أن أكون بين أحبة من أمثالكم للتعارف الأخوي ، والحوار المعرفي

بشأن موضوع حيويّ يحتاج إليه الإنسان فرداً ومجتمعاً وأمة..؛ وهو :

( مهارات القراءة السريعة ) .




ماذا تعني القراءة السريعة ؟


الإجابة المختصرة لهذا السؤال هي أن القراءة تعني رفع معدل سرعة القاريء

مع رفع معدل فهمه لما يقرأه في نفس الوقت.. .


وأما عند توسيع دائرة الإجابة فيمكن أن يقال إن القراءة السريعة تتضمن

مجموعة من المهارات التي تساعد القاريء على رفع معدل سرعة قراءته

مع رفع معدل فهمه واستيعابه..؛ ومن أهم تلك المهارات :


- المهارات المرتبطة بتوسيع مجال رؤية العين من خلال تدريبات توسّع

نطاق الرؤية تدريجياً فبدلاً من حصره في مجال كلمة واحدة أو ربما أقلّ

لدى بعض القراء يتم توسيع نطاقه إلى كلمتين فثلاث كلمات فأكثر...


- المهارات المرتبطة بسرعة الالتقاط..؛ فعن طريق بعض التدريبات تبدأ

العين على التعوّد على سرعة التقاط الكلمات والجمل والعبارات...


- المهارات المرتبطة بقوّة التركيز..؛ حيث يقوم المتدرب بممارسة جملة

من التدريبات المساعدة على تقوية التركيز على المقروء كتاباً كان أم مقالاً..،

إضافة إلى الالتزام بالإرشادات ذات الصلة بهدوء جوّ القراءة ، والطريقة الصحيحة

في جلوس القاريء ، والحرص على القراءة في الأحوال المستقرة البعيدة

عن الضغط النفسي والإجهاد الذهني ونحو ذلك..
.
.
.

،

إنّ للقراءة السريعة أسساً تتميز عن القراءة التقليدية السائدة..؛ فالقراءة

السريعة - مثلاً - صامتة لا يسمح فيها بالتلفظ أياً كان نوعه حسّياً أم ذهنياً...،

والقراءة السريعة تعتمد على قراءة الكلمات والعبارات بعيداً عن القراءة حرفاً

حرفاً أو كلمة كلمة كما هو شائع في القراءة التقليدية..


،

القراءة السريعة تعتبر ضرورة حضارية في عصرنا الذي تتضاعف فيه المعلومات

بالملايين..، وتكتب عشرات الألوف من المؤلفات العلمية سنوياً بسرعة هائلة..،

وتنشر مئات المقالات العلمية خلال الدقيقة الواحدة في أنحاء العالم...، فضلاً

عن كون القراءة السريعة مطلباً ملحاً للقاريء الجادّ أياً كان زمانه ومكانه كما

سبقت المطالبة بها في تاريخنا الإسلامي..؛ فلم تقم الأمة الإسلامية ببناء

منهجية علمية ولا تطبيقات مؤطرة تساهم في تحقيق ريادة في هذا المجال..؛

فإذا بأمم أخرى تحقق هذا الإنجاز الإبداعي الذي يستفاد منه في أنحاء المعمورة..!

،

أختي الكريمة / أخي الكريم..


ما الفائدة التي يجنيها الفرد / المؤسسة / المجتمع من مهارات القراءة السريعة ؟

هي - باختصار - توفير الكثير والكثير والكثير من الجهد ، والوقت ، والمال..ونحوها

من مقدرات تذهب في تكرار قراءة معلومات معروفة لدى القاريء..، أو شرود ذهن

قد استرسل مع كلمة أو أكثر ليذهب مع تداعياتها هنا وهناك ليفقد أو يضعف تركيزه

لما سبق له قراءته أو سيقرأه في نفس الموضوع...!


ولكنّ الفائدة الأهمّ أنّ من يتمكن من مهارات القراءة السريعة سوف يرتفع معدل

إنجازه من قراءة الكتب والأبحاث والمقالات..؛ فيصبح - مثلاً - قادراً على قراءة

مقالة تتكون من عشرة آلاف ( 10000 ) كلمة خلال عشر دقائق - بمعدل ألف

كلمة في الدقيقة - أو خلال عشرين دقيقة - بمعدل خمسمائة كلمة في الدقيقة..،

بينما كان يقرأها بطريقة تقليدية خلال ساعة أو أكثر بمعدل مائة كلمة في الدقيقة

أو أقل أو أكثر بقليل..

يرى القاريء الجاد الفرق بين قراءته لكتاب خلال ساعات كان يقرأه من قبل خلال

يوم أو أيام بسبب أوهام القراءة التقليدية التي تقول له : يجب عليك أن تقرأ كلمة

كلمة وبصوت ليكون فهمك أقوى..!!!

وتوجب عليه القيام بأوهام أخرى تسقط هاوية تحت مطارق النقد الموضوعي ،

والاختبار الميداني..!


ما النتيجة ؟

- ضياع كثير من الوقت والجهد والمال بسبب التلفظ بالمقروء..!

- ضياع كثير من الوقت والجهد والمال بسبب تكرار القراءة لمفردات ومعاني

يعلمها القاريء ويعرفها من قبل...!

- ضعف الإنجاز فيما يقرأه من كتب وغيرها..؛ يترتب عليه ضعف الإنجاز فيما

ينتج عن المقروء من تطبيقات سلوكية أو إدارية...إلخ !
.
.
.


كم من قاريء أعرفه كان مكبلاً بعوائق القراءة التقليدية..؛ فلما تحرر منها

انطلق في القراءة بمتعة وشغف وفائدة وإنجاز لا يقارن بما كان عليه...!

.



الموضوع يحتاج إلى تفصيل أكثر ، ونقاش أعمق لاستجلاء ما غمض

منه على بعضنا ، أو زيادة في التأصيل لبعض جوانبه ، أو ذكر بعض

الاستثناءات لبعض حالاته..، أو غير ذلك مما تتضمنه مداخلاتكم التي

يشرفني قراءتها ، ويسعدني الاستفادة منها ، وأرجو أن تكون تعذيتها

العكسية حواراً راقياً نأخذ - جميعاً - فيه ، ونعطي ، ونقبل ونرفض ،

ونتفق ونختلف.. بأسلوب مهذب ، ومنهجية علمية واعية.. .




محبكم / عيد الجهني - الرياض .