عرض مشاركة واحدة
قديم 01-05-2010, 11:06 PM   #1
يحي غوردو
عضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية يحي غوردو
يحي غوردو غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27460
 تاريخ التسجيل :  04 2009
 أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
 المشاركات : 950 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue
المعتقدات السحرية في المغرب: 1




معتقدات سحرية خرافية في المغرب

يزخـر تراثنا الفلكلوري في المغرب الأقصى بعدد كبير من الخرافات والأساطير ذات الصلة الوثقى بمجالات السحر, فالثابت ان الخرافة والفكر الخرافي هما من أهم المفاهيم التي تقوم عليها العلية الغيبية، ويترابطان لذلك مع السحر على أكثر من مستوى.
في خاتمة هذه الرحلة مع أهم المعتقدات السحرية في المغرب الأقصى، نعرض لبعض أشهر الخرافات والمعتقدات الخرافية الشائعة، مما لم تتح لنا الفرصة لإثارته، خلال ما سبق من حلقات, ونقدمها فيما يلي من دون ترتيب.
حول الموت
ترتبط بالموت الكثير من المعتقدات المغربية، وهي تعد نتاجا طبيعيا للغموض الذي يلف عوالم ما وراء الحياة، فلدى جميع شعوب الأرض معتقدات قد تتشابه أو تختلف حول الموضوع، لكنها في المجمل تعد مجرد محاولات لفك ألغاز النهاية البيولوجية للكائن البشري.
ومن أبرز المعتقدات الشائعة حول الموت لدى المغاربة نذكر:
في الفولكلور المغربي يأخذ الموت صورة امرأة - على نحو ما أسلفنا في حلقة سابقة - ليس لها لا كبد (لا ترحم أبدا) ولا رئتين, وفي يوم البعث، حين تنهي عملها المتمثل في قبض أرواح، سوف يكون مكان بعثها بين الجنة والنار,,, هناك سوف تذبح مثل كبش، جزاء غريب لها على ما اقترفت في حق البشر.
قبل أن يموت الآدمي، بأربعين يوما يتم اشعاره بدنو أجله من قبل ملك الموت، لكنه لا يستطيع اخبار أهله.
وعندما تحين ساعة الوفاة، يرى المحتضر لوحده ملك الموت، والموت الشريرة نفسها، التي أتت لتقبض روحه بشراسة.
عندما يموت الإنسان، فان ذلك لا يعني انقطاع صلته بالحياة الدنيا، بعد الوفاة، تعود الروح لمدة ثلاثة أيام متتالية الى بيت المتوفى.
وبعد مرور أربعين يوما، تعود الى قبره, وبعد ذلك لا تعود الروح إلى الأرض الا كل جمعة، الى قبر صاحبها ولأجل ذلك يزور المغاربة قبور ذويهم أيام الجمعة حتى يرى المتوفون أن أحبابهم لم ينسوهم وما زالوا يتذكرونهم بالتصدق وتلاوة القرآن.
والميت يمكن له ان يتتبع ما يجري بعد وفاته، وقد يأخذ للظهور شكل قط أو حمامة، أو أي حيوان آخر.
إذا رأى الإنسان في المنام قريبا له ميتا وهو يرتدي أسمالا، فمعنى ذلك ام روحه تتعذب في الآخرة، واذا كلمه الميت في الحلم فمعنى ذلك أن أجله قريب.
وعلى الحالم في الصباح، ان يبادر إلى إقامة وليمة طقوسية «المعروف»، يدعو إليها بعض حفظة القرآن ليرتلوا قليلا منه على مسامعه، وينتهي الحفل بتقديمه الصدققة، هي عبارة عن وليمة يطعم فيها أقاربه والجيران، ويعتقد المغاربة ان ذلك يوقف لعنة الموت عن الحالم بدنو أجله.
ثلث الناس الذين يموتون بسبب العين الشريرة
خرافيات
من حيث المبدأ، يمكن تصنيف المعتقدات الخرافية الذائعة بين المغاربة الى صنفين: صنف أول له طابع الخصوصية المحلية، وقد لا نجد له وجودا إلا في بعض المناطق الجزائرية القريبة من المغرب، ثم هناك صنف ثان من المعتقدات الخرافية له صفة العالمية، بحيث نجد لها أشباها في المانيا أو أميركا، أو لدى شعب آخر من شعوب الأرض المتخلفة أو المتقدمة.
من أمثلة المعتقدات التي يتقاسم المغاربة غيرهم من الشعوب والأمم الاعتقاد فيها، نذكر صفير داخل الأماكن المزهولة، الذي يعد في اعتقادهم استحضارا سحريا ينتج عن القيام به داخل البيوت لجلب الخراب على أهلها، وبحسب بعض الأبحاث الانتربولوجية الجادة، فان منشأ الاعتقاد العالمي في الصفير، يعود الى زمن السفن الشراعية، عندما كان الملاحون يعتقدون انه يكفي ان يصفر أحدهم فوق السفينة التي تقلهم كي يجلب اليهم - من حيث لا يدري ولا يقصد - إعصارا، أو عاصفة يغرقها، ويغرقهم معها!
وهناك أيضا الاعتقاد العالمي في كون الدم «المغدور» الذي يدهر غدرا لا يمكن ان يذهب سدى، ولا بد للقاتل ان ينكشف طال الزمن به أو قصر، فالدم يصرخ دائما بالانتقام له,,, وهو ما يعبر عنه المغاربة بالقول ان الروح التي تم ازهاقها غدرا تعود دائما الى مكان الجريمة، لتدل على المجرم.
ثم هناك أيضا الحرص الشديد الذي يبديه التاجر على بيع سلعته لأول زبون يطرق بابه، وبأي ثمن، حتى لو اضطر الى تكبد خسارة في صفقة يومه الأولى, وفي اعتقاده انه اذا ما عاكس إرادة زبونه الاول، فان ذلك نذير شؤم ينذره بيوم لا ربح سيحققه خلاله، بحيث ستكسد تجارته.
بيد ان المعتقدات الخرافية ذات الطابع المحلي تبقى هي الأكثر عددا بين المغاربة، ويبقى أغلبها بدون تفسير.
ويرتبط في الغالب بمعتقدات قديمة ضاعت أصولها الأولى، واصبحت مجرد معتقدات خرافية بلا تفسيرواضح، ومنها مثلا نذكر:
إذا عوى الكلب، أو نعق البوم أو وقف الديك فوق ظهر الحصان، فان معنى ذلك ان رب البيت سوف يموت قريبا, ولتفادي الشؤم الذي تنذر به أصوات أو حركات تلك الحيوانات، ليس ثمة من سبيل أسهل من الاجهاز عليها.
أما إذا صر الطفل أسنانه أثناء النوم، فيقولون ان ذلك يعني بانه «سوف يأكل والديه» والقصد طبعا انه سوف يفقدهما، ليصبح يتيما.
يخاف المغاربة كثيرا من أذى العين الشرشرة، وعندما يداعب أحدهم طفلا في حضرة والديه، يقتضي الأدب أن لا يمتدحه بما هو جميله فيه، ولا أن يطيل النظر إليه أو يتحدث عنه باعجاب، وان شاء ذلك، فعليه ان يتحدث عنه بنوع من التحايل، وبعكس ما يقصد بكلامه,,, فيقول عنه مثلا «الخايب» (الذميم) لكي يفهم من حوله أنه يقصد وصفه بالجميل و«الغبي» إن شاء وسمه بالذكاء,,, وهكذا.

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس