عرض مشاركة واحدة
قديم 03-05-2010, 01:22 AM   #1
باحث عن نفسي
عضو نشط


الصورة الرمزية باحث عن نفسي
باحث عن نفسي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28830
 تاريخ التسجيل :  09 2009
 أخر زيارة : 28-07-2017 (12:31 PM)
 المشاركات : 247 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
الفرار من الإكتئاب إلى الإكتئاب..!



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في البداية اقدم اعتذاري لكل من افتقد الباحث عن نفسه..
اعتذر عن عدم السؤال عن أخباركم يا أشقّاء المنتدى..
أشقاء المعاناة النفسية..
فقد كنت منشغلاً ببعض الأمور الشخصية..


أعزائي بعد الدعاء لكم بالعفو والعافية وانشراح صدوركم وزوال همومها أريد أن أطرح بين يديكم معاناة مختلفة النوع بدأت تغزو نفسي..

انها معاناة ما بعد العودة للحياة..
معاناة الرغبة بعيشها وخوض غمارها..

احبابي..
ما اعانيه الآن هو عدم القدرة على ممارسة الآمال واقعاً بعد أن استعدتها بحمد ربي معنوياً..!

احبابي إنه رغم ميلي لملئ وقتي قدر المستطاع تعبداً لله و مساعدة للآخرين من أسرتي ومشاركتهم وقوفاً ضد مشاكل دنياهم إلا أني أحس بفراغ..
فراغ يجعل موقفي اضعف في مواجهة الفتن والإبتلآت..

أعاني وساوس الرجيم ومحاولاته استدراجي نحو ما يهلك ديني قبل نفسي وجسدي..

أنا الآن أجد غض البصر أصعب..
أجد تمسكي بموقفي ضد السفر الى بلاد تمتليء فتن يتفكك إصبعاً إصبعاً..
أجد عزيمتي تضعف شيئاً فشيئاً عن تتبع خطوات الشيطان..

إن الفراغ الذي أعانيه هو فراغ الهدف الدنيوي..
هذا الفراغ الذي كنت أعتقد أن الهدف الأخروي يلغي تأثيره..

إن ديننا عندما أمرنا بممارسة العمل وبالزواج وانجاب الأبناء وغيرها وقرنها بأهداف الآخرة وجعلها ذاتها وسائل صلاح دنيا وآخرة كان لحكمة عظيمة.. الآن أدرك هذا..

لم أكن في يوم أشك بأن غياب الهدف الأخروي لا يجعلني بائس.. لكني لم أعتقد أن حضور هدف الآخرة وتغييب هدف الدنيا سيودي بي لنفس النتيجة.. وهي البؤس..

عندما كنت في الماضي ابحث عن الدنيا فقط وأهمل الآخرة بليت بالكآبة.. لكن اليوم بعد أن خرجت ولله الحمد من تلك الكآبة عبر الإتجاه نحو الآخرة وإهمال الدنيا وجدت نفسي تأخذني نحو الكآبة مرة أخرى..!

إن العيش في هذه الدنيا والإستخلاف عليها والسعي لعمارتها قدرنا كما أن قدرنا أيضاً أن نسعى لعمارة أخرانا..
فإن طغى فعلنا بعمارة إحداهما عن الأخرى خسرناهما..!

ربما جميعنا نعلم أن الزهد بالآخرة يفسد دنيانا ولكننا نغفل أن زهدنا بالدنيا "تماماً" يفسد أخرانا هي الأخرى..

فالزهد المحمود عن الدنيا لا يدخل به كف اليد عن العمل والبحث عن الرزق وليس الزاهد من زهد عن الزواج مثلا وإنجاب الأبناء وغير ذلك من أمور تظهر لـ"بعضنا" على أنها متع دنيا زائلة..

ما استخلصه لنفسي من هذه الأفكار هو ما أتى به الدين آمراً..
فلا أترك الدنيا فأكون مؤمناً ضعيفاً..
وأقصد الضعف تجاه الفتن بعدم سد الشهوات بلجام الحلال..
والفقر ضعف يسده العمل والعزوبية ضعف أيضاً يسده الزواج..

ولا أترك الآخرة كذلك فأفقد إيماناً لا ينفع بدونه قوة مال أو بدن أو غيره..

مشكلتي الجديدة هي تعثري في الوصول إلى ما أريد اليوم..
أريد أن أكون وسطاً بين رذيلتين..
أريد أن يكون بعدي عن التفريط بمسافة توازي بعدي عن الإفراط..



اللهم أعني على ذلك وإرزقنيه..
اللهم اغنني بحلالك عن حرامك وبفضلك عمَّن سواك..

هداني الله وإياكم للحق الذي فيه صلاح دنيانا وأخرانا..


المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس