05-05-2010, 02:52 PM
|
#9
|
عضو فعال
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 29416
|
تاريخ التسجيل : 01 2010
|
أخر زيارة : 07-05-2010 (07:05 PM)
|
المشاركات :
33 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
ونظرا لأن هذه الذرات المشحونة تتأثر وبشكل كبير بالتيار الكهربائي وبشكل كبير( هذا مبدأ فيزيائي معروف يتمثل بأن وجود تيار كهربائي أو مجال كهرومغناطيسي يحيط بالعناصر المشحونة فإنه يؤدي إلى تحرك هذه الشحنات تحت تأثير هذا المجال الكهربائي أو الكهرومغناطيسي , وفي الحقيقة أن تحريك شحنات الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم المشحونة والموجودة في الدماغ , سيؤدي إلى حدوث تنبيه في هذه الخلايا العصبية وإطلاق النواقل العصبية من نهايتها , وإن النواقل العصبية نتيجة لذلك تتأثر وتنطلق بدرجة متناسبة تماما مع درجة تأثير المجال الكهرومغناطيسي أو التيار الكهربائي على العناصر المشحونة من صوديوم وبوتاسيوم وكالسيوم , ومن هنا كان استخدام العلاج بالصدمات الكهربائية الدماغية لكثير من الأمراض النفسية التي تنخفض فيها النواقل العصبية كما رأينا في الجدول السابق , وبعد الدراسات وجد العلماء أن هذه الصدمات الكهربائية بالموجات الكهربائية الكهرومغناطيسية تعطي نتيجة جيدة نتيجة إعادة تنظيم كمية العناصر المشحونة التي تعبر عبر جدار الخلية العصبية ومن ثم تنظيم النواقل العصبية التي تختل بشكل كبير في الأمراض النفسية المختلفة , مما يحقق التحسن بشكل جيد عند بعض المرضى , ( المرجع 14)
فالقاعدة الكيميائية تخبرنا بأنه إذا مررنا تيارا كهربائيا في محلول يحتوي على شحنات , فإن الشحنات السالبة في هذا المحلول تتجه نحو القطب الموجبة في حين أن الشحنات الموجبة تتجه نحو القطب السالب ( المرجع 4) تحت تأثير المجال الكهرومغناطيسية للمحلول , ولعلنا ما زلنا لم ننس بعد أن شحنات العناصر من الصوديوم والكالسيوم والبوتاسيوم التي تتحكم بكهربائية الدماغ هي تسبح في سيتوبلازما الخلية في السوائل التي تحيط بالخلية من الخارج , ولعلنا لم ننس بعد أيضا دور الماء في شحن هذه العناصر وتوجيهه لها في عملية شحنها , ولو شحنها هذا بالماء لما كانت العناصر قادرة على القيام بأي تفاعل حيوي , ومن هنا كان قول الله سبحانه وتعالى " وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ " (30) الأنبياء
كيف يؤثر الشيطان بطبيعته الكهرومغناطيسية على النواقل العصبية للإنسان ؟ غير أنني أعتقد بأن الشيطان يستطيع وبشكل علمي مباشر أن يؤثر على الشحنات الكهربائية المتولدة في المحاور الاسطوانية للخلية العصبية ومن ثم فإنه يستطيع أن يؤثر على النواقل العصبية , فكيف هذا ؟
لقد بدأت القصة منذ فجر التاريخ عندما كرم الله سبحانه وتعالى آدم بأن خلقه سبحانه وتعالى بيديه , وأذكر هنا بأننا لا نعرف كنهة يدي الله سبحانه وتعالى ولا يجوز لنا أصلا أن نفكر فيها , وفي كيفيتها , لأن الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء " قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ " (75) سورة ص , وعن ابن عمر، قال: خلق الله أربعة بيده: العرش، وعدن، والقلم، وآدم، ثم قال لكل شيء كن فكان ( تفسير الطبري ) ( المرجع 15) , وقال بعض المفسرون هنا أن الله خلقه بيديه أي بقدرته وقوته سبحانه وتعالى ولكن دون واسطة .
وكرم الله سبحانه وتعالى آدم مرة أخرى بعد أن كرمه في المرة الأولى بخلقه بيديه سبحانه , بأن جعل الملائكة تسجد له " وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ " ( 11) الأعراف .
وفي الحقيقة أن هذا التكريم الذي أولاه الله سبحانه وتعالى لآدم بخلقه بيديه سبحانه , وبأن أمر الملائكة لتسجد له , جعلت مخلوقا آخر كان يعرف وقتها باسم طاووس الملائكة وهو إبليس الذي خلقه الله سبحانه وتعالى من الجن , وكان أكثر أهل الجن عبادة وطاعة لله على وجه الكرة الأرضية كلها , فكرمه الله سبحانه وتعالى بأن رفعه مع الملائكة ليعبد معهم ويتقرب إليه سبحانه , وكان يباهي به الملائكة , ويفاخرهم به , لا لشيء إلا لأنه مخلوق يحمل الخير والشر , وهم مفطورين على الخير فقط , ومع ذلك فهو ينافسهم في الاعمال الخيرية والتقرب إلى الله والعبادة والطاعة , فكان في تلك المنافسة أفضل منهم بالرغم من أن فيه الخير والشر , غير أن الشر الموجود عند إبليس وتلك الضغينة التي فيه بطبيعته التي هي من الجن , جعلته يغتاظ من هذا المخلوق الذي كرمه الله سبحانه وتعالى بأن خلقه بيديه أولا وبأن جعل الملائكة تسجد له ثانيا , وقد كان واضحا هذا الغيظ بشكل كبير في قول إبليس لعنه الله " قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ " ( 62) الإسراء , وإن من هذا الغيظ بدأت العداوة بين الإنسان والشيطان , فخلق آدم وتكريمه مرتين " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً " (70) الإسراء , إضافة إلى غيظ إبليس من هذا المخلوق المكرم من قبل الله مرتين ومخالفة إبليس عن أمر الله وطاعته بالسجود لهذا المخلوق كان السبب الرئيس والمباشر في طرد إبليس من رحمة الله " قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ( 34)وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ " ( 35) الحجر
ويصف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم , هذا الغيظ الذي جعل في الحقيقة إبليس يطيف بآدم ويدور حوله ويتفحصه وهو في مرحلة الصلصال " فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما صور الله آدم في الجنة تركه ما شاء الله أن يتركه فجعل إبليس يطيف به ينظر ما هو فلما رآه أجوف عرف أنه خلق خلقا لا يتمالك " رواه مسلم .( المرجع 16) .
وقد ورد في تفسير القرطبي : ثم أمر بتربة آدم فرفعت فخلق الله آدم من طين لازب واللازب : اللزج الصلب من حمأ مسنون - منتن قال : وإنما كان حمأ مسنونا بعد التراب قال : فخلق منه آدم بيده قال فمكث أربعين ليلة جسدا ملقى فكان إبليس يأتيه فيضربه برجله فيصلصل أي فيصوت قال : فهو قول الله : { من صلصال كالفخار } ( الرحمن : 14 ) يقول : كالشيء المنفوخ الذي ليس بمصمت قال : ثم يدخل في فيه ويخرج من دبره ويدخل من دبره ويخرج من فيه ثم يقول : لست شيئا للصلصلة ولشيء ماخلقت لئن سلطت عليك لأهلكنك ولئن سلطت علي لأعصينك " ( المرجع 17) .
ولاحظوا الغيظ الذي كان يكتنف إبليس من هذا المخلوق الذي خلقه الله سبحانه وتعالى بيديه وكرمه بذلك التكريم الأول إذ خلقه بيديه سبحانه حتى قبل أن ينفخ فيه الروح إذ إن التكريم الثاني بسجود الملائكة له كان بعد نفخ الروح " وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ( 28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ ( 29) الحجر
فغيظ إبليس كان بركل هذا المخلوق برجله كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث , وكأنه بذلك يحاول أن يهينه ويستعلي عليه , والغيظ الثاني كان واضحا عندما عمل إبليس جولة في داخل جسم آدم وهو صلصال , وقال " لإن سلطت عليه لأهلكنه , ولإن سلط علي فلأعصينه " ( المرجع السابق )
وفي الحقيقة أن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يضعنا أمام تساؤلات علمية هامة وضخمة أولها , كيف استطاع إبليس أن يدخل من في آدم ويخرج من دبره ؟ وأين كان يسير في جسم آدم ؟
|
|
|