الموضوع: نزف شاعر !
عرض مشاركة واحدة
قديم 14-12-2002, 01:51 AM   #1
ابن الرياض
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية ابن الرياض
ابن الرياض غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1720
 تاريخ التسجيل :  06 2002
 أخر زيارة : 21-08-2011 (01:36 PM)
 المشاركات : 2,730 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
نزف شاعر !



تلومني نفسي دائما ، على المعصية ، على الخطأ ، على الزلة ، على كل أمر أرى قدرتي على تصويبه قبل الوقوع في الخطأ ، الحزن والدمع والهم والغم وضيق الصدر والنفس ، أمور أتذوق أحدها على الأقل في اليوم ، فمتى تنتهي هذه المأساة ، فقد تعبت ، وأثقلت كاهلي ، ومتى تقترب نهايتي ، اللهم أحيني إذا كانت الحياة خيرا لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي .

الحياة جميلة ، مليئة بكل وجوه الفرح والسعادة ، وتعطيك أحيانا أجواء من البهجة والسرور ، لتتفاعل معها ، وتنطلق في سمائها ، متمتعا بأوقاتها البهية ، متحسسا فيها زهور الدفء والحب ، ومتذوقا في طعمها أصناف الود والصفاء .

لكني أحيانا أرى تلك الأجواء ولا أستطيع الدخول في كـنـفـها ، لسبب مادي أو لآخر معنوي ، ولذا تكون النظرة للآخرين على جهتين ، أو صنفين :
الجهة أو الصنف الأول : أنهم أنانيون ، فقد رضوا أن يكونوا سعداء دوني ، ودون أن يزيلوا عني ذلك السبب ، وحتى محاولاتهم التي حاولوها معي لم تكن كافية القوة لأقف بقوة على أقدامي ، وأشاطرهم الفرح .
الجهة أو الصنف الثاني : أنهم طبيعيون ، فقد استطاعوا أن يصلوا إلى تلك السعادة ، وهم في نشوة أنستهم من حولهم ، ولذلك فهم غير ملامين على عدم دخولي معهم .

وغالبا وفي تلك المواقف يكون المرء على درجة عالية من الصعوبة في تجاوز مكانه ، ربما لأنه بدأ يعد لكل شيء حسابه ، ولكل تصرف جزاءه ، ولذلك فهو يخشى من الوقوع في الخطأ ، أو ربما يخشى الآخرين ، أو ربما يخشى المجهول ، أو ربما بلا خشية تذكر .

أصوات مغنية ، ومناظر جميلة ، وأخبار مفرحة ، وأسرار مبشرة ، كلها حولي ، ومع ذلك وجه كئيب ، لماذا ؟
هل أنا غير واثق ، أم خائف، أم قلق ، أم أنني غيرها ، وكل ما في إنما هو إزعاج لا مبرر له .

وأحيانا أحس أن قراري ليس بيدي ، وأن غيري يسيرني ، وبأني غير قادر على تسيير أموري بالشكل الذي يحلو لي ، وبصورة تناسب طموحي ورغبتي وراحتي ، وبأنني لا بد ألا أنسى أحدا ممن حولي ، فأرهقني وأرقني ذلك التفكير .

ربما أحاول لفت نظر الآخرين على أنني موجود ، وأن أفعالي كذا وكذا ، وذلك لأن شعوري هو أن الجميع ينتظر مني فعلا معينا أثبت به قوتي ، وربما يؤثر ذلك علي ، فأقع في تصرف قد يصل أحيانا إلى الحماقة ، نعم أعترف بذلك ، ولكنني الآن في صورة مغايرة من التعقل والحكمة والتيقظ ، لشعوري بأنه لا أشخاص يتتبعونني لإصدار فعل ومن خلاله الحكم علي ، أو ربما لأنه ليس بيدي شيء معين ، أي أنني غير منتظر مني ردة فعل .

إذن ما الحل ؟، ومن الذي سيدفع ثمن ذلك كله ؟، ومن الذي سيحتويني ؟ ، ومن الذي يرضى بأن يكون خير معين لي على نفسي ؟ .

وأين هو أو هي ذلك الذي .........
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس