فدخلت على الاخصائي ...وسلمت عليه وجلست
ورحب بي ...وسألني عن شكواي ..فقلت له اني اعاني من الرهاب
واتبعت كل الطرق للتخلص منه دون فائدة فلا تعطيني حلا انشائيا
لانه لن يجدي بشي
فقال ..اذا كنت توقن بأنه لا يجدي فلماذا أتيت ؟
قلت لا أعرف لماذاأتيت ولكني أتيت
او اتيت لكي أزيح فكرة الاخصائي من مجموعه افكاري التي لاتفكر
قال ..يابني كما تعلم نحن لانملك سوى حلول أنشائية ...قد لاتجدي معك
أنا أيضا اصبت بأكتاب وقلق ......من هول ماأرى كل يوم
وأصبحت لا أومن بما أقولة ..للمرضى ..
انا لا أريد أن أطيل عليك ولكني
سأرشدك الى مكان ستجد فيه من يدلك على علاج
قلت ماذا؟
قال ..كان لي زميل في هذة المهنه ولكنه من بضعه اعوام ..
ترك هذة المهنه وبدأ يشتغل بالسحر واصبح ساحرا
ويقول أان السحر افضل بكثير من مهنته السابقه
واعتقد انه سيفدك لانه بارع في مهنته
وبالفعل اخذت العنوان منه وذهبت اليه .كان يقطن في احد القرى النائيه البعيدة من مدينتنا
كان البيت الذي يسكن به هذا الساحر مخيفا ..فشبابيكه مغطاة بالخشب ..وتحيط به الاشجار الكثيفه ...وعلى عتبه بابه يرقد هر اسود بجانبه برميل اظن الذي بداخله بنزين من الرائحه ...وصوت كلاب تنبح وذئاب تعوي
طرقت الباب ....وكان الباب مفتوحا قليلا
فقال بصوت عالي ...تفضل أيها الساكن !!
فدخلت ..وقلت السلام عليكم
ووجدت رجلا مسن متوشح بالسواد وفوق رأسه عمامه سوادء ايضا
بلحيه طويله وكثيقه بعض الشي ..وعيون حادة جارحه
قال لي تفضل ايها الساكن!!
وجلست بقربه ..وكان امامه صحن فيه فحم واشياءلا اعرفها
فقلت انا ياشيخي بعثني اليك الاخصائي ..قال لاتكمل
ايهاالساكن !!
نعرف بماذا كنت تقصدنا لأجله
فأخذ يحدق بي تارة وينظر الىالصحن تارة اخرى
ويتمتم بكلمات لا أفهمها
فقال وهو ينظر الي
يالهذة العينين اللتان لم تريا سوى الظلام
يالهذا العقل الغاارق في الاحلام
يالهذة النفس التي لاتعرف سوى الانهزام
يالهذا القلب الذي جرحتهالايام
ايها الساكن ...يأسطورة الزمان
ابشروا ابشرو
واخذايعود لتمتمه دون ان افهم شي مما يقول
قال لاتخف يابني وجدت علاجك وعلاج أخوتك مما أصيبوا بهذا الداء
قلت ماذا؟ ....قال علاجك عند شجرة الخلود
قلت وماهي شجرة الخلود ؟
قال انها شجرة الحياة الابديه فيها يفرط كل شي عن الانسان وماوراء الانسان
وفيها اوراق الرهاب فان استطعت ان تعالجها بيدك سوف تشفى من رهابك ..وسوف تشفي كل الرهابيين في هذا الزمان
قلت واين تقع هذة الشجرة ؟
قال انها تقع في الشمال في الشمال خلف جبال الطاغوت وانهارالظلمات تقع في >فارغوا<
اذهب الان ايها الساكن ألى هناك ..
قلت اين هي ..أنها في الشمال ...أسأل وسيجبك الكثير .
قلت انشاء الله ساذهب بأسرع وقت ممكن ..استودعك الان ايها الشيخ
قال في امان الله
وعندما ..فتحت الباب للخروج ..
صاح وقال ,,ايها الساكن
عندما ترى الاشياء فلاتصدق انها اشياء حتى تبدوا لك انها اشياء
وأذا رأيت الشمس قلا تصدق انها شمس حتى تحرق جبينك
لم افهم مايقصد ..
وقلت حاضر حاضر وخرجت
وبعد تردد وتفكير عميق قررت الذهاب الى فارغوا
وعلمت بعدها ان فارجوا تقع في شمال امريكا الشماليه
وبالفعل ركبت الطائرة وسافرت الى امريكا ...
وعند وصولي ركبت حافله اقلتني الى وسط المدينه
...ونزلت ..واخذت ابحث عن سيارات الاجرةللذهاب الى فارجوا
ولكني كلما قلت له فارغوا كان يسفهني ويرحل
وبعدما يئست ...ذهبت الى محطه انتظار الحافلات
لعلى وعسى اجد من يقلني الى هناك
وجلست بجانب رجل مسن في محطه أنتظار الحافلات
كان جالسا وبيدة جريدة يقرأ فيها وبجانبه كلبه صغيرة
وبعد جلوسي وترددي من سؤال هذا المسن
بادرني قائلا الشمس ساطعه هذا اليوم والطقس ممتع
قلت له نعم نعم هو كذلك
قلت له ...أريد الذهاب الى مدينه فارغوا ..كيف اذهب؟
فقال فارغوا ..وتنهد بعدهاتنهيدة بعدما وضع الجريدة بجانبه
انها مدينه الاضواء ...كان ابي دائمايحدثني عنها
عندما كنت صغيرا
ولكنها الان مقفرة مظلمه موحشه
لماذا تود الذهاب اليها ؟
قلت لدي عمل هناك اريد ان انجزة
قال .. عمل !! وفي فارغوا !!
لا اظن ذلك
قلت انه عمل خاص
..قال ..لاتريد القول لا بأس يابني ..اذا اتت الحافله التي تحمل رقم 937 اركبها
وعند نهايتها ابحث عن سيارة اجرة ..>مع اني اعتقد انه لن يرضى
السائقون ان يصلو ك الى فارغوا ..
قلت ..حدثني عن فارغوا..
قال فارغوا تلك كانت مدينه عظيمه منذ عقود من الزمان .أو مئات من العقود
كانت تجمع لفيفا من اطياف المجتمع .....
كان اهلها اناس طيبين كرماء ...الكل يحبهم ويوفرهم
الا ان في ليله من ليالي الشتاء الباردة كهذة ...
اصابهم ماأصابهم ...ولا احد يعرف مأصابهم ...وكثرت الاساطير حولهم
وتحولت هذة القريه الى قريه كئيبه يقطنها الاشباح وبعض المجانين الخجولين
..وكان سيكمل الى انه قال ..يبدوا ان حافلتي قد وصلت ..استأذنك
..وركب الحافله وقبل ان يضع رجله الثانيه على عتبه الحافله نظر الي وقال
يابني ...ان كل مكان كان لا بد ان يكون
فاحذر النار كيلا تحرقك
واحذر المطر كيلا بغرقك
وركب الحافله .ورحل ...وايضا لم افهم كلماته التي قالها
الى ان اتت حافلتي وركبتها ...واثناء الصعود رحت ابحث عن مكان خالي لاجلس فيه لم اجد سوى مكان واحد .وجلست وكانت بجانبي فتاة يبدولي انها جميله ..ويبدولي ايضا انه صغيرة في السن
وبعد جلوسي بادرتني هي أيضا قائلة
أأنت من بلدتنا ؟
قلت ماذا ؟ انا ! ..لا لست من هنا
قالت بغنج ..انا اعرف انك لست من بلدتنا
قلت ماذا ؟
ان مظهرك يبدولي كانك غريب ...
انا اسمي ريتشي ماسمك ؟
قلت ...يسموني الساكن !!
قالت ..واو اسم جميل ...ماريك ببلدتنا ؟
قلت جميله ورائعه
قالت ..انا اعلم انك ستقول جميله ورائعه ...لانك لا تسنطيع ان تقول غير ذلك
قلت لماذا ؟
قالت ..لان الجمال من الصعب أنكارة..
قلت معك حق
وسكت وسكتت!
فقالت ..انا ادرس الرسم والنحت في الكليه القريبه من هنا
فانا احب الرسم واحب الخيال الخصب ...صديقتي أليين لاتعرف الرسم ولاتحبه ولكنه متفوقه على بالدرجات وكذلك بيتر
يبدوا ان عشاق الرسم لا يتفوقون!
قلت نعم نعم
وسكتت وسكت ...!
وقالت ..هل تحب فطيرة التفاح !!
قلت ..نعم نعم
قالت امي تقوم بعمل فطيرة التفاح بالتوت الطازج وتحشوها بالبندق
وطعمها لذيذ
وفي مرة حاولت ان افعل مثلها ...ولكن في النهايه وجدت طعمها يشابه طعم الهوت دوغ !!
واخذت تضحك وابتسمت قليلا
وقالت ...مالذي اتى بك الى هنا
قلت ..فارغوا
قالت فارغوا !!
انها مدينه الظلام التي كان ابي يحكي لي عنها عند النوم
انها مدينه مليئه بالأشباح التي تأكل الانسان
قلت لدي عمل خاص فيها
وقاطعت كلامي وتوقفت الحافله ...وقالت سعدت بمعرفتك ايها الساكن
فقداذن موعد رحيلي .....وقبل ان تنزل ..قالت ايها اشاب
خذ حذرك فكل الطرق وعرة
ألأله تحرسك سأدعوا لك
ورحلت