نفساني - عرض مشاركة واحدة

14-12-2002, 11:10 PM

قبل ساعة فقط من كتابة هذا الموضوع

رن جرس الهاتف رفعت أختي الصغرى ذات السبع سنوات وهي تتطامر فرحةً بالحلوى التي قدمتها لها سماعة الهاتف بينما كنت أنا بجوارها ....

وما أن رفعت أختي السماعة حتى أختفى لون وجهها أصبح أصفر بل أبيض لا دم فيه (( والله بدون مبالغة )) سقطت منها الحلوى ووقفت في جمود كجمود الجليد ....
أحسست أن في الأمر خطب مّـا .. سحبت ُ سماعة الهاتف منها ..وإذا بصوت إمرأة تصرخ بصوت عالي وتهدد وتتوعد وبعصبية مستخدمة ألفاظ موحشة بل مرعبة خفت ُ منها أنا ... عندها ومن الخوف أقفلت سماعة الهاتف وقلبي ينبض
سقطت أختي الصغيرة تبكي تبكي لا أدري ماذا جرى لها ومازال لون وجهها مخطوف ...خنفتي عبرات وزفرات ...لا أدري هل هي دموع رحمة لأختي أم دموع صدمة ...

دقائق ورن جرس الهاتف من جديد ..نظرت للرقم فإذا هو نفس الرقم الذي صدر منه صوت تلك المرأة الموحش ....أخذت نفس عميق إستجمعت قواي ..وأختي الصغيرة كادت أنفاسها أن تقف وهي تقول لا تردي لا تردي
لكني أخيرا رفعت السماعة ....
فإذا بصوت المرأة يرن في مسمعي
المرأة : اسمعي قسم بالله إن شفتك موهبة ناحية بنتي والله لأذبحك بيدي فاهمة
وقبل أن تكمل المرأة تهديدها أجبت وقد أضفت على صوتي الثقل والوقار
أنا : السلام عليكم
سكتت المرأة فلقد علمت هي أن المتحدث ليست بطفلة وردت بصوت موحش : وعليكم
أنا : من معي
المرأة : من معي ..أنتي مين أم الهنوف
أنا : لا أختها الكبرى
المرأة : اسمعي أنتي.. أدبوا بنتكم ترى والله
قاطعتها : لحظه أختي ممكن أفهم وشي السالفه وبهدوء
(( أتكلم معها وقلبي في بطني من الروعة ))
أجابت وقد بدأت تصرخ أختك هنيفة (( الهنوف)) خلت فيها هدوء وراها ذا ال ... تزاعل بنتي وماخذه هديتها بنتي جت اليوم خانقتها العبرة والسبه أختك شوفي قسم بالله
قاطعتها بهدوء أختي ترى والله ماينفع التفاهم كذا بذا الصراخ علميني وش القصة
أقولك أختك أدبوها وإذا ماعرفتوا تربونها حنا
نربيها
قاطعتها أيضا بهدوء أختي يعني ذوقا منك إنك ما تتلفظين بهذي الألفاظ رجاء أنا فهمت من كلامك إنك تشتكين من الهنوف أختي إن بينها وبين بنتك سوء تفاهم صح ؟؟
اشتاطت المرأة غضبا ربما لبرودي في الحديث :أقول مهوب أنتي اللي تعلميني الذوق وبنتكم هي الغلطانة يا ..
أردت أن أجيب فقاطعتني بصراخ وتهديد لم أفهمة عندها أغلقت هي الهاتف
____________
بدأت يدي ترتجف ...مسكت أختي الصغيرة فقلت لها وأنا لم أستوعب الأمر بعد
وسألتها : الهنوف وش فيه الهنوف تكلمي
رفعت أختي رأسها وقد إزرقت شفتاها وقالت وهي تغص بدموع مرتاعه : هاذي أم صديقتي أشواق كلمت تلاغيني وتهاوشني تقول إني زاعلت أشواق وأنا والله يا لمياء مازاعلتها ولا قلتلها شئ بس هي يوم عطتني الأبله هدية وكانت هديتي أحلى من هديتها (( بحكم تفوق أختي )) قالت عطيني هديتك ولا بزاعلك ..قلت زاعليني أحسن وبس
______________
عندها رن جرس الهاتف من جديد
رفعت السماعة بسرعة فإذا بالمرأة من جديد وبدأت بإسطوانة جديدة من التهزئ لم أسمع مثلها من قبل في حياتي
أجبتها وبهدوء أكثر من السابق :
عيوني اسمعيني ولو شوي رجاء يعني ...أولا من الذوق إنك ماتكلمين بهذي الطريقة وتهددين أختي الصغيرة وتهديديني لكن المفروض إنك طلبتي الوالدة تتفاهمون بهدوء
ثانية بصراحة أنا ما أدري ليش أنتي مكبرة السالفة ومنزلة عقليتك لعقلية هذولا الأطفال ..ياعيوني هذولا أطفال وشئ طبيعي يصير بينهم مثل هذي الأشياء جدا شئ طبيعي اليوم يتزاعلون بكرة يرضون ...وأنا بصراحة أحس بسخافة نفسي وأنا أناقشك في موضوع مثل هذا الموضوع التافة اللي مايستاهل كل هذا الوعيد
ثالثا في سوء فهم حاصل إنتي سمعتي من بنتك فقط يعني من طرف واحد وهذا غلط فلازم تسمعين من أختي اللي هي الطرف الثاني لأن أحيانا الأطفال يبالغون في بعض الأمور فلازم نسمع من الاثنين بعدين نقرر منهو الغلطان وبعدين السالفة إن أختي تقول ........(( وسردت لها ماقالت الهنوف أختي ))

قاطعتي المرأة وقد زاد صراخا (( أصلا أنتي ماتعلميني الغلط فاهمة وأنا بنتي ماتكذب والشرهه على اللي يتفاهم معك وأصلا أنتي وأختك شايفين عماركم متكبرينو...و...و.. ...
لا أدري لماذا قالت هذا الكلام ربما غاظها هدوئي
أردت أن أجيب: لحظه يا عيوني
فردت أقول جعل عيونك تخفس خلاص ما في تفاهم أقول انثبري إنتي لا تتكلمين
تفاجأت من ردها قلت: يا أخت اسمعي
أقول مانيب سامعتن شئ وخلي أختك ذا .... تخلي بني في حالها
طبعا كل محاولاتي لكي أتلفظ ولو بكلمة فاشلة ...فهي تسرد الشتائم تلو والأخرى أخيرا ثار غيظي وحزني وكل مشاعري وأحساسي
فأجبت
أسمعي يا أخت (( وبدأت أستخدم أسلوب الهجوم فهو آخر الحلول )) أصلا المفروض تتوجهين للإدارة والمشرفة وماتكلمين على بيوت الناس وتهديدينهم ثانيا أختى بنت متربية ومستحيل إستحاله طلوع الشمس بالليل إن إختي تأذي أحد لأنها تربية ناس طيبين فاهمين ومتعلمين
(( بدأت المرأة بالصراخ من جديد إلا أني لم أستمع إليها فهي تتلفظ بألفاظ سيئه )) فقلت بصوت عالي إن أسلوبك اسمحيلي أسلوب ناس همجيين غير متعلمين وأنا أأسف لأنني لا أستطيع المتابعة معك ...
أقفلت الخط وفصلت سلك الحرارة ...وأخذت أختي التي طاحت علي من شدة خوفها وحزنها ...لا أدري ما خطبي توجهت لغرفتي أحسست أنني سأختنق
عيناي إغرورقت بالدموع أحسست بأسى فضيع
لا أدري ماسببها
هل هي لأنني رحمتُ أختي (( لأني واثقة ثقتي بالله إن أختي إنسانة بريئه وخوافة مستحيل تأذي أحد ))
هل هو الظلم الذي أدمع عيني ..أم الصدمة ..لأنني لم أعهد نفسي قبل في مثل هذه المواقف
أو أنني أتحسر لمجتمعنا الإسلامي والذي يتمتع بكل صفات البشاعة والحقد والحسد والبغض والمرض القلبي
أم أن ضميري يؤنبني لأنني نعتها بالهمجية فأنا حقيقة لم أتعود مطلقا أن أستخدم ألفاظ بشعه كهذي في الصراعات بل دائما ما ألجأ للتفاهم الهادئ (( ياعالم في دول الغرب المتقدم خصوصا كندا لم اصادف قط مثل هذا الموقف ابدا ابد ابدا حتى والله وإن أغطأت فهم يعفون ويصفحون بل ويتأسفون وهم لا يعرفون الله ورسوله ......)
بصراحه أدري إنكم بتقولون وشذا الموضوع السخيف لكن حقيقة جلست اتألم حتى العشاء انسدت نفسي عنه وأحس بدموع وآسى في داخلي حتى أنني قلت ليس لي بعد الله سوى الكتابة هنا علي أفرغ شئ ما بداخلي علي أجد مواساة أصحابي ...والله أدري الموضوع لا يستحق لكن لأول مرة أقف أمام موقف كهذا الموقف الذي ارتعدت منه حواسي وأدري منيب نايمة الليلة وبكرة علي اختبار والوضع ما يهيئ

المصدر: نفساني