عرض مشاركة واحدة
قديم 22-05-2010, 02:52 PM   #2
خلجات نفس
عضو مميز جدا وفـعال


الصورة الرمزية خلجات نفس
خلجات نفس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 26649
 تاريخ التسجيل :  11 2008
 أخر زيارة : 10-12-2024 (01:05 AM)
 المشاركات : 1,602 [ + ]
 التقييم :  79
لوني المفضل : Cadetblue


و- ( إ نَّ مع العسرِ يسراً ) :

مما يبعد الضيق والحزن،والاكتئاب،ويخفف الهموم والآلام : علم المؤمن : أن فرج الله تعالى قريب،ونصره آتٍ لا شك فيه،وأنَّ بعد الضيق الفرج ، وبعد العسر يسراً ،وبعد الشدة الرخاء .. وهذه سنةٌ ربانيَّةٌ قدَّرها الله في إرادته الكونية .


قال الله عزَّ وجلَّ : ( سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً)سورة الطلاق،الآية:7 .
يخبر الله سبحانه في هذه الآية أنه سيجعل بعدَ كلِّ عسرٍ يسراً ، وبعد كلِّ شدَّةٍ رخاءً وسَعةً ، وهذا وعدٌ حقٌّ منه سبحانه لا يخلفه.
ويقول سبحانه في كتابه الكريم : ( فَإِنَّ مَـعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) سورة الشرح، الآية:5-6 .

فالمؤمن في هذه الدنيا من أوسع الناس أملاً،ومن أكثرهم تفاؤلاً ،وأبعدهم عن التشاؤم والضجر والقنوط؛لعلمه أنَّ الفرج قادم ، والنصر متحقق من الله لعباده المؤمنين .
يقول سبحانه الكريم: ( حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ) سورة يوسف،الآية:110 .

ويقول ربي جلَّ في علاه: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)سورة البقرة ، الآية: 214 . فالنصر لعباد الله المؤمنين ، والفرج بعد الهموم والأحزان وعدٌ من الله سبحانه، ووعده حقٌّ لا يُخلف( .. يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)سورة الروم،الآية : 5-6.
وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- يا غلام: ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهنَّ ، فقلت: بلى ، فقال : احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك ،تعرَّف إليه في الرَّخاء يعرفك في الشدة ، وإذا سألتَ فاسأل الله، وإذا استعنتَ فاستعن بالله ، قد جفَّ القلمُ بما هو كائن ، فلو أنَّ الخلقَ كلّهم جميعاً أرادوا أنْ ينفعوك بشيءٍ لم يكتبه الله عليك ،لم يقدروا عليه ،وإنْ أرادوا أنْ يضروك بشيءٍ لم يكتبه الله عليك ،لم يقدروا عليه ،واعلم : أنَّ في الصبر على ما تكره خيراً كثيراً ، وأنَّ النَّصرَ مع الصبرِ، وأنَّ الفـرجَ مع الكرب ، وأنَّ مع العسر يسراً ) .
يقول الإمام ابن رجب -رحمه الله -في جامع العلوم والحكم (197-198): (من لطائف أسرار اقتران الفَرَجِ بالكرب،واليسر بالعسر: أنَّ الكرب إذا اشتد وعظم وتناهى ، وحصل للعبد اليأس من كشفه من جهة المخلوقين ،وتعلق قلبه بالله وحده -وهذا هو حقيقة التوكل على الله-وهو من أعظم الأسباب التي تطلب بها الحوائج؛فإنَّ الله يكفي من توكل عليه ،كما قـال تعالى: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) سورة الطلاق،الآية:3.


ومما يروى عن الشافعي أنه قال :
صبراً جميـلاً ما أقرب الفرجا.... من راقبَ الله في الأمـور نجا
من صـدقَ الله لم يــــــنله أذى.... ومن رجـاه يكون حيــث رجا


وقال ابن دريد : أنشدني أبو حاتم السجستاني :
إذا اشتملت على اليأس القلوبُ.... وضاق لما به الصـدرُ الرحيبُ
وأوطأتِ المـكارهُ واطمــــــــأنتْ.... وأرستْ في أماكـنها الخطوبُ
ولم ترَ لانكشافِ الضرِّ وجـــــهاً.... ولا أغـنى بحيـلتـــــــه الأريـبُ
أتاك على قـــــــــنوطٍ منكَ غوثٌ.... يمن به اللطيفُ المستــــــجيبُ
وكـــــلُّ الحــــــــادثاتِ إذا تناهتْ.... فموصـولٌ بها الفــــرجُ القريبُ

وقال آخر :
ولربَّ نازلةٍ يضـيقُ بهـا الفتى.... ذَرعـاً وعندَ اللهِ منها المخرجُ

كَمُلَتْ فلمَّا استحكمتْ حلقاتها.... فُرِجتْ وكانَ يظنُّـــــها لا تُفرَجُ


وأمَّا عـلاج الاكتئاب الـدوائي الطـبيُّ :

فيتمثل في العلاج الجماعي، والعلاج الفكري المعروض في طريقة التفكير، وقد يفيد العلاج بالأدوية .
ويستخدم أحياناً العلاج بالكهرباء، وهذا النوع فعال جداً ، وخاصة في حالات الاكتئاب الشديد، وله مفعول أسرع من الأدوية.

دعاء الكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــرب


إذا علمت نفسك أن المقدر واقع لا محالة، وأن القضاء مفروغ منه، وأنك لن
تستطيع رده، فقد جفت الأقلام، وطويت الصحف، وكل أمر مستقر، فحزنك لا يقدم في الواقع شيئاً ولا يؤخر، ولا يزيد فيه شيئاً ولا ينقص، فتفاءل بأن القادم خير إن شاء الله، وابدأ يومك بالصلاة، وصل صلاتك في موعدها، وأكثر من نوافلك فالصلاة صلة بالله، والموصول بالله غير مقطوع، وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حَزَبَه أمرٌ فَزِعَ إلى الصلاة، وقد قال تعالى: “واستعينوا بالصبر والصلاة”، فثق بالله وتيقن أنه لن يصيبك شيء إلا في كتاب معلوم، وفوض أمورك كلها لله، واعلم أن الله يحفظ كل شيء، ولا يضيع رزق أحد، لا إنسان ولا حتى حيوان.

ولا تحزن ولا تكرب وأنت تملك الدعاء الذي علمك رسول الله، وستجد في صحيحي البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي اللّه عنهما أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقول عند الكرب: “لاَ إِلهَ إِلا اللهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إِلهَ إِلا اللهُ رَب العَرْشِ العَظِيمِ، لا إِلهَ إِلا اللهُ رَب السمَوَاتِ وَرَب الأرْضِ رَب العَرْشِ الكَرِيمُ”، وستجد في سنن النسائي وكتاب ابن السني عن عبد اللّه بن جعفر عن عليّ رضي اللّه عنه قال: لَقنني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم هؤلاء الكلمات، وأمرني إن نزل بي كرب أو شدّة أن أقولها: “لا إِلهَ إِلا اللهُ الكَرِيم العَظِيمُ، سُبْحانَهُ تَبارَكَ اللهُ رَب العَرْش العَظِيمِ، الحَمْدُ لِلهِ رَبّ العالَمِينَ”، وفي سنن أبي داود عن أبي بكرة رضي اللّه عنه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: “دَعَوَاتُ المَكْرُوب:اللهُم رَحْمَتَكَ أرْجُو، فَلا تَكِلْنِي إلى نَفْسي طَرْفَةَ عَيْنٍ، وأصْلِحْ لي شَأنِي كُلهُ، لا إِلهَ إِلا أنْتَ”.

وللهم والحزن وصفة مضمونة وكفيلة بأن تذهب همك وحزنك تجدها في كتاب ابن السني عن أبي موسى الأشعري رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (مَنْ أصَابَهُ هَم أوْ حَزَنٌ فَلْيَدْعُ بِهَذِه الكَلِماتِ، يَقُولُ:(أنا عَبْدُكَ ابْنُ عَبْدِكَ ابْنُ أَمَتِكَ فِي قَبْضَتِكَ، ناصِيَتِي بِيَدِكَ، ماضٍ فِي حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِي قَضَاؤُكَ؛ أسألُكَ بِكُلّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَميْتَ بِهِ نَفْسَكَ أوْ أنْزَلْتَهُ فِي كِتابِكَ، أوْ عَلمْتَه أحَداً مِنْ خَلْقِكَ، أوِ اسْتَأثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الغَيْبِ عِنْدَكَ أنْ تَجْعَلَ القُرآنَ نُورَ صَدْرِي، وَرَبِيعَ قَلْبِي، وَجلاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمّي)، فقال رجل من القوم: يا رسول اللّه إن المغبونَ لمن غُبن هؤلاء الكلمات، فقال: “أجَلْ فَقُولُوهُن وَعَلمُوهُن، فإنهُ مَنْ قَالَهُن الْتِماسَ ما فِيهِن أذْهَبَ اللهُ تَعالى حُزْنَهُ، وأطالَ فَرَحَهُ”.


وبشر الصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــابرين


وإذا غلبَك أمرٌ فاصبر، وقو عزمك، واشدد من عزيمتك، وتذكر قول رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (المُؤْمِنُ القَوِي خَيْرٌ وَأحَب إلى اللهِ تَعالى مِنَ المُؤْمِنِ الضعِيفِ، وفي كُل خَيْرٌ، احْرِصْ على ما يَنْفَعُكَ، واسْتَعِنْ باللهِ ولا تَعْجِزَن، وإنْ أصابَكَ شَيْءٌ فَلاَ تَقُلْ: لَوْ أَني فَعَلْتُ كَذَا كانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدرَ اللهُ وَما شاء فَعَلَ، فإن لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشيْطانِ)، وإذا استصعبَت على نفسك أمراً فلا تستصعبه على الله عز وجل، وادعه أن يسهل لك ما استصعب عليك، وردد الدعاء الذي علمك إياه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وقل: “اللهُم لا سَهْلَ إِلا ما جَعَلْتَهُ سَهْلاً، وأنْتَ تَجْعَلُ الحَزْنَ إذَا شِئْتَ سَهْلاً)، واعلم أن الصبر مفتاح الفرج من كل كرب، وإذا أصابتك نكبةٌ قليلةٌ كانت أم كثيرة فردد قول ربك في كتابه العزيز: (وَبَشر الصابِرين الذينَ إذَا أصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إنا لِلهِ وَإِنّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ، أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبهمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ المُهْتَدُونَ”.


 

رد مع اقتباس