22-05-2010, 02:54 PM
|
#3
|
عضو مميز جدا وفـعال
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 26649
|
تاريخ التسجيل : 11 2008
|
أخر زيارة : 10-12-2024 (01:05 AM)
|
المشاركات :
1,602 [
+
] |
التقييم : 79
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
علاج الحزن والاكتئاب من واقع القرآن والسنة
مــــا هو العـــــــــــلاج ..... ؟
إن في القرآن والسنة الوقاية والعلاج لحالات الحزن والاكتئاب، وخاصة ما كان منها لأسباب خارجية، وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده ؛ إذ أنه – سبحانه – جعل القرآن شفاءً ورحمة للمؤمنين، وما عليهم سوى العودة إليه وإلى سنة المصطفى ليفوزوا بالسعادة والراحة في الدارين .
أولاً : العقيـــــــــــــدة :
إن للعقيدة أثراً كبيراً في الوقاية وعلاج الاكتئاب, والعقيدة نسمع عنها كثيرًا، ولكن كثيراً من الناس لا يعلمون مدلول هذه الكلمة، وما مقتضاها، وما نتائجها ...
والعقيدة لها أثر كبير على مشاعر الإنسان وسلوكه .
وسنستعرض بعض جوانبها، وأثر هذه الجوانب في الوقاية من
الاكتئاب وعلاجه :
(أ) في القضاء والقدر
عقيدتنا -نحن المسلمين -في القضاء والقدر تمنعنا من الحزن الشديد ؛ ففي الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي عن ابن عباس – رضي الله عنهما – جاء فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم : (واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك).
فعندما يعلم الإنسان أن الأمور مفروغ منها ومكتوبة، فإنه لا يحزن، وكيف يحزن وهو يعلم بأن هؤلاء البشر الذين حوله لا يستطيعون أن يضروه ولا أن ينفعوه إلا بقدر الله ؟ فلم القلق إذاً ؟ ولمَ الحزن الشديد ؟
(ب) الإيمان باليوم الآخر :
إن الذي يؤمن باليوم الآخر يعلم أن هذه الدنيا لا تساوي شيئًا ؛ فهي قصيرة جداً .. وعندما يفقد عزيزًا يعرف أنه سيلتقي به في الآخرة – إن شاء الله - ، والذي يؤمن بالآخرة يتصور أن كل هذه الدنيا لا تساوي عند الله شيئاً بالنسبة للآخرة ، فعندما يفقد جزءاً صغيراً من هذه الدنيا فإنه لا يحزن الحزن الشديد .ويتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء ) .. [رواه الترمذي]
(ج) الإيمان بأسماء الله وصفاته :يعتقد بعض الناس أن الإيمان بالأسماء والصفات مسألة عقدية ذهنية مجردة ؛ كأن نؤمن بأن الله هو الملك، وأنه الحكيم القادر الباسط المعطي … وغير ذلك، دون أن يكون لهذه الصفات والأسماء مدلولها وأثرها في حياة المسلم ؛ ولذلك فهؤلاء لا يستفيدون من إيمانهم هذا الاستفادة المرجوة والحقّة .
والحق أن الإيمان بها ليس مجردًا، إنما له تأثير في واقع الإنسان ؛ فالمسلم الذي يؤمن بأن الله هو الملك، يؤمن بأن له –سبحانه – الحق في المنع والعطاء، فلا يعترض عليه, والذي يؤمن بأن الله حكيم لا يقدر شيئًا إلا لحكمة – سواء أدركها الإنسان ذو العقل القاصر أم لم يدركها –ا يتقبل الأحداث ويعلم أن فيها خيرًا له، وقد تخفى الحكمة أو بعضها على الناس وقد يكتشفونها أو يكتشفون بعضها في وقت لاحق .
(د) مفهوم المسلم للمصائب والأحزان :
إنه مفهوم خاصٌ بالمسلمين، جديرٌ بأن يكتب بماء الذهب، وأمّا الذين لا يعيشون هذا المفهوم فإن حياتهم تسير في نكد وضنك .
أمّا المسلم فإنه يؤمن بأن المصائب قد تكون علامة على محبة الله للعبد ، ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم).
[ رواه أحمد . انظر : صحيح الجامع الصغير ، رقم الحديث 1702]
كما أنه يؤمن بأن الابتلاء يكون على قدر الإيمان، ويذكر الحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد الناس بلاءً: الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل). [رواه الطبراني] .
فكلما زاد الإيمان زاد الابتلاء، وكلما كان الابتلاء هيّناً، كان الإيمان على قدره .
ويشهد لذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن كان في دينه صلابة اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه) . ويؤمن المسلم أيضاً : بأنه بمجرد حصول المصيبة فإنه سيؤجر عليها ـ ناهيك عن موضوع الصبر عليها – فرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم ؛ حتى الشوكة يشاكها إلا كفَّر الله بها من خطاياه ) . [ رواه أحمد والشيخان]
فإذا اعتقد المسلم هذا, فإنه يطمئن بإيمانه بالله، ويزداد توكله على الله واستسلامه لقدره.
فكيف إذا أضاف إلى ما سبق صبره على المصيبة ......؟!
لا شك أن في الصبر على المصائب أجراً عظيماً عند الله سبحانه وتعالى ... يقول الله – عز وجل :[ إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ). [ سورة الزمر : 10 )
فالمؤمن في كل أحواله في خير .
روى مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عجباً لأمر المؤمن, إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صــبر فكان خيراً له . ( أخرجه مسلم .
فمفهومنا عن الابتلاء مفهوم خاص وعظيم تكتب فيه مجلدات، ويمكنه بمفرده أن يقينا المشكلات ويقينا الحزن – بإذن الله تعالى - .
ثانيًا : ( من العلاج ) : التقوى والعمل الصالح :
فما من شك أن تقوى الله – عز وجل – والعمل الصالح هما بذاتهما يشكلان وقاية للإنسان من الحزن والاكتئاب والضيق... يقول الله عز وجل : (من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينّهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) .[ سورة النحل : 97 ]
إذاً ما هي الحياة الطيبة ؟
أو ليست هي السعادة والطمأنينة .... ؟
فكل الباحثين عن السعادة، وكل من تكلم عن الحياة الطيبة، لن يصلوا إليها إلا بالعمل الصالح، يقول إبراهيم بن أدهم – رحمه الله : ( والله إننا لفي نعمة لو يعلم بها الملوك وأبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف) .
إذاً: هي نعمة الإيمان والطمأنينة، إنها السعادة الحقيقية التي لم يجدها الكثيرون من الناس.
ثالثًا : الدعاء والتسبيح والصلاة :
والدعاء منه ما يكون وقائيًا، ومنه ما يكون علاجيًا, فالدعاء الوقائي , كقوله عليه الصلاة السلام :
( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين وغلبة الرجال) .[ رواه أحمد والشيخان عن أنس]
والذي يؤمن بهذا الحديث وأمثاله ويعمل بها، والذي إذا أصابه هم فقرأها، فإن الله سبحانه سيزيل عنه الهم والحزن ... ويقول سبحانه وتعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام وقد ضاق صدره وحزن لكلام الكفار عليه : ( ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون ، فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين ، واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) . فتسبيح الله عز وجل من الأشياء التي تزيل الهم والحزن .
منــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــقول
جمعته من كل جهه للفاااائده
|
|
|