عرض مشاركة واحدة
قديم 19-12-2002, 03:21 AM   #1
انا السيف
عضو نشط


الصورة الرمزية انا السيف
انا السيف غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3049
 تاريخ التسجيل :  12 2002
 أخر زيارة : 28-09-2003 (03:33 PM)
 المشاركات : 187 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
تمهل ..انه من وحي المجتمع .!



حفل التخرج ونهاية مشوار أمل الوظيفة والفرق بينهم وبين وليد
وهل للمسولين الان ان يروا كيف طموحهم ومشاعرهم والامهم وماذا
سيترتب على ذلك يقول بعض الطلاب من احد الجامعات السعوديه

حين كنا طلاباً في الجامعة. كنا نشعر أن فضاءها لا يتسع لأحلامنا لا شيء يحد من طموحنا... لم تكن كلمة سأفعل تغادر شفاهنا ولا كلمة سأكون تغيب عن أسماعنا.ولكن العجيب أن صديقنا وليد كان يضحك كلما سمعنا نتمتم بمثل هذه العبارات. كان يقول باستهزاء ستتخرجون وتدفنون مالديكم من أحلام في غياهب مكتب العمل وديوان الخدمة... فينصرف ضاحكاً. فنعزي أنفسنا قائلين لا تجزعوا يا رفاق فهذا كلام من ليس لديه طموحاً.كان أول لقاء حاسم على قارعة التحدي بيننا في يوم التخرج حين اعتمرنا (اشمغتنا) وتلحفنا (مشالحنا) وذهبنا لقاعة الاحتفالات الجامعية نتمايل أمام عدسات المصورين أملا بالظهور في الصحيفة. وكان وليد يومها يحضر الحفل دون (المشلح) وبشماغ لم يمرر علية (المكوا ة) قط, وما زالت ابتسامته الصفراء تغازل وجهه قائلاً إن هذا اليوم المشهود آخر منزل في منازل أحلامكم يا أصدقائي فقد أنهيتم عقدكم مع الخيال ووقعتم اليوم عقداً مع الواقع تطول مرارتة حتى تضيق بكم الدنيا فيتحول الأمل بالنجاح أملا بلقمة عيش تكفيكم مغبة السؤال. ولكنني ورفاقي سخرنا منة قائلين لن تضيق الدنيا بمن لديه طموح فهذا ثمن العيش بكرامة في الدنيا. انقضى الحفل بعد أن توردت راحة أيدينا من كثرة التصفيق حين صاح مدير الجامعة قائلاً: (مرحى للوطن بهذه الدفعة الجديدة من شبابه الأوفياء هيا يا أبنائي الخريجين هبوا للعمل في وطنكم على كل الجبهات). كانت كلماته تنزل على مسامعنا كالشرار الذي يوقد لهيب الحماسة والجدية. وكان وليد لا يصفق. انتشرت ورفاقي في الأرض بعد ذلك اليوم كالجراد الذي يهجم على حقل. انقطعت أخبارنا وأصبح كل واحداً منا يواجه مصيره المحتوم وحده. كنت أنا أتلقى اللطمات تلو اللطمات لا يغادر ملفي الأخضر سيارتي أصحو باكرا فأمر على كل من لديه عمل لأ سمع كلمات كالجبال من وزن (ستعمل عندي أربعة أشهر دون مرتب) أو (لدي عمل مناسب لك بمرتب 1000 ريال) وأحياناً يكون صاحب العمل أقل لطفاً وأكثر صراحة فيقول (هل تعمل عندي دون مقابل) وكنت أحارب على الجبة الأخرى (الجبهة الحكومية) فأقدم ملفي الأخضر المرصع بشهاداتي وأرواقي في كل مرة أسمع فيها عن وجود وظيفة. وكانت عينا من يستقبل ملفي الأخضر تهمس إليَّ قائلة (أيها المسكين هذه الأوراق ليست مطلوبة الورقة المطلوبة ليست معك).وكنت خلال هذه المسيرة الوعرة أجزم أن رفاقي يسطرون أروع البطولات في جبهات أخرى وأنني وحدي من تعثر.وبعد سنة من السفر والترحال قرأت في الصحف عن وجود وظيفة لدي الديوان فاعتمرت شماغي الذي لم يعد يهمني أمر(جودتة) أو(كويه) وذهبت مسرعاً حاملاً ملفي الأخضر الذي طرق كل باب في المعمورة وحين ركنت سيارتي جانباً وترجلت منها فإذا بي آرى ما لم أتوقعه أبداً... إنهم رفاقي بكامل عددهم وعدتهم. وقد بلغ بهم القهر والبؤس عتياً فكان كل واحداً منا يسأل الآخر على استحياء أَوَلم تجد عملاً حتى الآن؟فيرد الآخر لا وماذا عنك وبينما كنا نصب جل غضبنا على الحياة فإذا بوليد يخرج من بين السيارات وقد اتسع فاه حتى بلغ أشده من الضحك وهو يقول (أَوَلم أقل لكم أيها الرفاق إننا سنتجمع ذات يوم للوقوف على أطلال أحلامكم عند باب مكتب ديوان الخدمة). وزاد وليد (إنها وظيفة واحدة يتقدم إليها اليوم أكثر من 200 شخص فهل ضاقت بكم الحياة لهذا الحد). فانصرف وليد ضاحكاً ولم ينس أن بعزمنا على الفطور بدلاً من خسارة ملف علاقي ثمنه ريالان في هذا الزمن الصعب. تبعنا وليد ونحن نتمتم هذه المرة قائلين صدقت يا وليد صدقت يا وليد

ت ح ي ا ت ي
اخوكم فيصل
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس