.
الفَظُّ الغليظُ العَنيف يشقُّ على الناسِ صحبتُه وتثقُل على ذوِي المروءات معاشرته، ينفِر منه الآخرون ولو كثُرت فضائلُه ورُجِيت فواضله، بل لعلّهم لا يبالون ما يفوتهم من منافعه؛ ذلكم أن ((مَنْ حُرِم الرفق فَهُو المحرُوم)) كما صحَّ في الحديث. ناهيكم بقاصرِ المعرفةِ ومحدودِ الإدراكِ الذي يظنّ الرفقَ ذِلّة والرحمة ضعفًا والأناة كسَلا والمداراة نفاقًا واللطفَ غَفلة، بل ربما ظنَّ الفظاظة رجولة وحزمًا والتشدّد تمسّكًا والتزامًا، وهل هذا إلا الانقلاب في المفاهيم وغِلظ في الفهم وغَلط في الإدراك؟!
الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد ,,