من صباحه ذهَبَ إلى عالم من العلماء معبـِّرٍ للرؤيا ؛ فقال له : يا شيخ رأيتُ في النوم البارحة كذا وكذا ، قال الشيخ : يا ولدي أنت متزوج وإلاّ لم تتزوج ؟!ـ
فقال له : لا واللهِ ما تزوجت . قال : لماذا لم تتزوج ؟! ، قال : واللهِ يا شيخ كما ترى واقعي رجل عاجز أعمى وفقير ..
والأمور كذا وكذا . قال يا ولدي البارحة هل طرقتَ بابَ ربِّك ؟! ـ
يقول : فقلت : نعم لقد طرقتُ بابَ ربي وجزمت وعزمت . فقال الشيخ : إذهب يا ولدي وانظر أطيبَ بنتٍ في خاطرك واخطبها ، فإن الباب مفتوح لك ،
خذ أطيب ما في نفسك ، ولا تذهب تتدانى وتقول : أنا أعمى سأبحث عن عمياء مثلي .. وإلا كذا وإلا كذا ! ، بل أنظر أطيب بنت فإن الباب مفتوح لك .
يقول الخال : ففكرتُ في نفسي ، ولاَ واللهِ ما في نفسي مثل فلانة ، وهي معروفة عندهم بالجمال وطيب الأصل والأهل ،
فجئت إلى والدي فقلت : لعلك تذهب ياوالدي إليهم فتخطب لي منهم هذه البنت ،
يقول : ففعل والدي معي أشد من الأولى حيث رفض رفضاً قاطعاً نظراً لظروفي الخـَلْقِية والمادية السيئة
لاسيما وان من أريد أن أخطُبَها هي من أجملِ بناتِ البلد إن لم تكن هي الأجمل ! ـ
فذهبت بنفسي ، ودخلت على أهل البنت وسلمت عليهم ،
يقول فقلت لوالدها : أنا أريد فلانة ، قال : تريد فلانة ؟! ، فقلت : نعم ، فقال : أهلاً واللهِ وسهلاً فيك يا ابنَ فُلاَنٍ ، ومرحباً فيك مِنْ حاملٍ للقرآن ..
واللهِ يا ولدي لا نجِد أطيبَ منك ، لكن أرجو أن تقتنع البنت ؛
ثم ذهَبَ للبنت ودخل عليها وقال : يا بنتي فلانة .. هذا فلانٌ ، صحيحٌ أنه أعمى لكنه مفتِّحٌ بالقرآن ..
معه كتاب الله عز وجل في صدره ، فإنْ رأيتِ زواجَه منكِ فتوكلي على الله .
فقالت البنت : ليس بعدك شيء ياوالدي ، توكلنا على الله ..
وخلال أسبوع فقط ويتزوجها بتوفيق الله وتيسيره ، والحمد لله رب العالمين .
:: :: ::
لقد ساق الشيخ عبدالعزيز العقل - وفقه الله - هذه القصة العجيبة بلهجة عامية " قصيمية " ، فقمتُ بتعديل الكلمات العامية وصياغة القصة بلغة عربية فصحى
يفهمهما الجميع مما لا يُخل بمعنى القصة إطلاقاً ، راجياً من الجميع أن لا ينسوني من صالح دعواتهم ،
وأن لاينسوا اللجوء لله تعالى والإكثار من الدعاء فإن الداعي ربه تعالى مستجاب الدعوه والاستجابه تكون احدى هذه الثلاث حالات : ـ
1 - إما أن تكون الاستجابه بأن يعطيه الله المسئله فينال مادعا الله تعالى به .
2 - وإما أن تكون الاستجابه بـ دفع ضر عن الداعي من بليات ومصائب .
3 - وإما أن تكون الاستجابه بأن يدخرالله هذه الدعوه للداعي يوم العرض الأكبر عليه فيعطيه بها حسنات فيرفع له بها الدرجات ويكفر عنه بها السيئات.
منقُول ..