عرض مشاركة واحدة
قديم 21-12-2002, 06:44 PM   #6
شمس وقمر
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية شمس وقمر
شمس وقمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3094
 تاريخ التسجيل :  12 2002
 أخر زيارة : 18-08-2009 (04:13 PM)
 المشاركات : 290 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شمس وقمر



سيدي الفاضل.. حفظك الله ورعاك.. وجعل لك بكل حرف تكتبه - لأي شخص تساعده فيه – حسنة، والحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، والله ذو الفضل العظيم .
هو بيت يقبع في مكان ما على أرضنا هذه.. فيه أناس متحابون بصمت .. كل في عالم يخصه وكل له مشكلته .. وعندما يحتاج أحدهم للآخر تجد الجميع يهبون للمساعدة ويتفانون في ذلك ..فلله درهم.
وصديقتنا المضيئة تحس بأنها المسؤولة عن الجميع رغم أنها الصغرى( بينهم) .. لأنها في أيام شدة توهج ضوءها كانت تحادث الجميع وتسأل كل عن حاله .. مما جعلهم يعتمدون عليها لمساعدتهم بأي طريقة كانت .. ويطلبون منها هي بالذات مالايطلبونه من غيرها ..وكانت المضيئة وهي تفعل ذلك تشعر بسعادة مابعدها سعادة ..فهؤلاء بالذات هم نقطة ضعفها الذين تحبهم وتتعلق بهم يشكل عجيب...
وعلى رأسهم تلك الشجرة المورقة التي طالما خافت ، وتعبت ،وسهرت، وتفانت من أجلهم ..
ولكن مهلاً: مابال شجرتنا يتبدل بها الحال وتبدأ بنفض أوراقها ورقة ورقة ، ثم تستمتع بالنظر إلى أوراقها وهي تجف وتصبح صفراء خالية من أي روح.. ولا يغمض لها جفن إلا عندما ترى تلك الأوراق تتطاير واحدتها تلو الأخرى .. مخلفة بذلك جرحاً عميقاً داخل كل ورقة وانهزاماً وهرباً وضعفاً واضح ..
وبعد أشهر - لا يعلم سوى الخالق كيف مرت – تعود تلك الشجرة لسابق عهدها وخوفها على أوراقها وحرصها المبالغ فيه ..وكأن تلك الأوراق ستظل متعلقة بها دائماً وأبداً..
هذه العودة التي تنتظرها الأوراق بلهفة وترقب شديدين يتجاذبها طرفي نقيض، الأول؛السعادة العارمة التي تغمر الأوراق لعودة شجرتهم كما كانت وانتهاء حالة الاستنفار والقلق والاضطراب.. والثاني؛الحزن الشديد في انتظار أن تنفض المورقة أوراقها من جديد..
صديقتنا المضيئة-أصغر الأوراق- هي التي دفعت ثمن تبدل حال الشجرة المورقة –وهي تحمد الله على كل حال- دفعته من صحتها ونفسيتها وشخصيتها وعملها ونجاحها .. في الوقت الذي تلقي عليها بقية الأوراق اللوم،
* فلماذا تفعلين بنفسك هكذا؟ أنا لا أفعله ولكني لم أعد قادرة على مقاومته فهي شجرتي وأعز وأغلى ماعندي .
*هيا اخرجي معنا نذهب لنرى الدنيا ونغير الجو ؛ لا أستطيع أن أترك شجرتي لوحدها ، اذهبوا فكل السعادة أن أبقى معها.خاصة وأنا من الأوراق المحبة لمكانها والتنقل هنا وهناك لا يستهويني..
*لماذا لم تذهبي لعملك؟ كيف أذهب وشجرتي تحتاجني اليوم وأجدها وقد خارت منها القوى مع هبوط سكرها .. هل أتركها للخادمة التي تريد أن تنام وترتاح ولست بلا ئمتها؟
*وغير ذلك الكثير مما لم تنطق به الشفاه ولكن يغلفه الصمت وعدم السؤال.
( الأسئلة توجه صريحة .. أما إجابات المضيئة يجيبها عقلها دون أن تصرح بها؛؛ الإجابات الحقيقية أعذاراً مل الجميع من سماعها .. حتى وصل بهم الحال لعدم السؤال وبالتالي ارتاحت هي من هم الإجابة) مع الكثير من الألم على وحدتها في كل ماتفعل وعدم تأييد أحد لها..
يتبع..............................