18-06-2010, 12:32 PM
|
#16
|
عضومجلس إدارة في نفساني
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 26107
|
تاريخ التسجيل : 10 2008
|
أخر زيارة : 18-06-2013 (07:29 PM)
|
المشاركات :
9,896 [
+
] |
التقييم : 183
|
|
لوني المفضل : Cornflowerblue
|
|
والتعلق يكون ايجابيا فقط إذا كان تعلقا بالله ، وهذا ليس من باب الحماسة الدينية (وإن كنت لا أخفيها ولا أنكرها) ، وإنما هو حقيقة نفسية لأن الله هو المحبوب الأوحد الذي لا يغيب ولا يتغير ولا يتبدل ولا يزول ، وهو لكل هذا وفوق هذا جدير بالتعلق ، والتعلق به سلوك ناضج يمنح الإنسان آفاقا واسعة من الرؤية والوجود وبالتالي يمنحه قدرا هائلا من الحرية والإرادة والمسئولية لأن الله سبحانه وتعالى يريده كذلك وقد خلقه مسئولا ذا إرادة حرة ، في حين أن التعلق بالبشر أو بالأشياء يخلق حالة من العبودية والضيق والقهر ، وهذا ما عبر عنه ربعي ابن عامر (رضي الله عنه) عند لقائه برستم ملك الروم حين قال له ملخصا رسالة الإسلام : " جئنا لنخرج الناس من عبودية البشر إلى عبودية الله الواحد القهار ، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام " .
والتعلق خاصية نفسية وجدت في الكائن البشري لتوجهه نحو الله ( المحبوب الأول والأكبر والأوحد ) , وهي حين تتم يحدث توازن مهم في النفس البشرية حيث تشكل هذه العلاقة الرأسية ثباتا للنفس في علاقاتها الأفقية مع البشر ( وهي علاقات مطلوبة وأساسية أيضا ) ،
أما اذا اختفى هذا التعلق الرأسي بالله ، وافرغت طاقته أفقيا في علاقة بأحد من البشر أو الذات أو الأشياء فان الشخص يقع في حالة من التعلق المرضي يشقى به ويمرض لأنه قد وضع نفسه تحت رحمة متغيرات وزائلات .
وفي هذا السياق أنصحك بتقوية علاقتك بالله (إلى أن تصير تعلقا) وأن تصبح هذه العلاقة هي مصدر الأمان والثبات في شخصيتك يوما ما ، وأيضا بتقوية وتنويع علاقاتك الأفقية بالبشر ولا تقصريها أو تندفعي بها كاملة في اتجاه شخص واحد (مهما كانت مكانته أو مكانتها) بل افتحي مسارات متعددة للعلاقات الإنسانية المتوازنة والناضجة مع الأب ومع الأم ومع الأخوة والأخوات ومع الأقارب ومع الزوج (في المستقبل) ومع العشيرة ومع أهل الوطن ومع الأمة ومع الإنسانية ومع الكون كله على أساس أنهم كلهم من مخلوقات الله حبيبك الأكبر والأول والأوحد الذي لا يزول ولا يتغير ولا يغيب عنا طرفة عين .
|
|
|