عرض مشاركة واحدة
قديم 23-12-2002, 12:02 AM   #3
البتــار!!!!
شيخ نفساني


الصورة الرمزية البتــار!!!!
البتــار!!!! غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1771
 تاريخ التسجيل :  06 2002
 أخر زيارة : 15-05-2016 (07:36 AM)
 المشاركات : 5,426 [ + ]
 التقييم :  63
لوني المفضل : Cadetblue


العمل الصالح في العشر




( العمل الصالح في عشر ذي الحجة )


دل حديث ابن عباس رضي الله عنهما : ( ‏مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ


قَالُوا وَلَا الْجِهَادُ قَالَ وَلَا الْجِهَادُ ‏‏ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ ‏ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ

بِشَيْءٍ ) . على مضاعفة الأعمال الصالحة في عشر ذي الحجة من غير استثناء

شيء منها .



ومعنى الحديث يدل على أن العمل في هذه الأيام يفوق على ذلك العمل في


غيره من الأيام ، فمن عمل صالحا في هذه الأيام يضاعف له بما لا يضاعف


للأعمال الصالحات في الأيام الأخرى مهما كانت منزلة تلك الأعمال ، فأجورها


أقل من أجر الصالحات التي تجري في هذه الأيام ، فلو جرى من المسلم في

هذه الأيام ذكر وصلاة ضحى وقيام ليل .... عمل صالح ، فإن أجر هذه الأعمال

في أيام عشر ذي الحجة .



إلا في حالة واحدة ( من خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء عُفر وجهه


في التراب وأريق دمه وقتل جواده ، ) هذا فقط يعدل أجر العمل الصالح في


هذه الأيام .



فالعمل الصالح في عشر ذي الحجة يعدل الجهاد في غيرها ، ولهذا قالوا يا


رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ، قال ولا الجهاد في سبيل الله ، ثم استثنى


صورة واحدة من صور الجهاد ، صورة هي أفضل الجهاد ؛ فقد سئل عليه الصلاة


والسلام أي الجهاد أفضل ؟ قال من عُقر جواده وأهريق دمه . أخرجه أبو داود


بسند حسن .



وسمع النبي عليه الصلاة والسلام رجلا يدعو يقول : اللهم أعطني أفضل ما


تعطي عبادك الصالحين ، فقال له : إذن يعقر جوادك وتستشهد .





فهي صورة مضيئة من الصور التضحية ، صورة من عفـّر وجهه في التراب ،


وأهريق دمه وعقر جواده ، وخرج يخاطر بنفسه غير مبال بها في جنب الله ،


وبهذا المشهد الجهادي الجميل تتحرك في المسلم معاني الجهاد والبذل


والتضحية والمخاطرة بالنفس والمال في سبيل الله ، فتتحرك مكامن النفوس


التي تتوق للجهاد ، ويصرخ في داخلها نداء الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام


قائلا ً : ( من مات ولم يغز ولم يحدث به نفسه مات على شعبة من نفاق ) أخرجه

مسلم.





ومن صور النفاق ، العجز والكسل في الطاعات ( وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا


كُسَالَى ) .



فحدث نفسك أيها المؤمن ، وحرك معاني الشوق في مكامن روحك ، فالحياة


تأكل منا ما نزرعه في أيامنا ، ما لم نتدارك ، ببذر ، وغرس ، وسقاء ، وشجرة


شحذ الهمم ، والشوق للمعالي ، وإلا فما ثمة غير سفاسف من الأمر ، ليس لك


منها شيء .





ومن جملة تذكير النفس بالمعاني العالية إلزامها بصنوف من العمل الصالح ،


ومتابعتها ، ومحاسبتها ، وإتعابها في ذات الله ، ولا يدرك هذا بالأحلام والتمني


، وإنما بتعب ونصب ، لا تقبل النفس الحديث عن صور الجهاد وبوارقه ما لم تقبل


على الله أولا ً ، قال تعالى : ( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ


يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ) و قال تعالى : ( تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا


يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) .




وانتظروا المزيد



البتار


 

رد مع اقتباس