عرض مشاركة واحدة
قديم 19-06-2010, 05:17 AM   #8
محمد التميمي
أخصائي نوبات الهلع


الصورة الرمزية محمد التميمي
محمد التميمي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 30803
 تاريخ التسجيل :  06 2010
 أخر زيارة : 20-05-2013 (06:32 AM)
 المشاركات : 127 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue




الثمن الجنة




يقولُ للشاعرُ :



نفسْي التي تملِكُ الأشياء ذاهبةٌ





فكيف أبكي على شيءٍ إذا ذهبا






إنَّ الدنْيا بذهبِها وفضَّتِها ومناصبِها ودُورِها وقصورِها لا تستأهلُ قطرة دمعٍ ، فعند الترمذيِّ أنَّ الرسول r قال : (( الدنيا ملعونةٌ ، ملعونٌ ما فيها إلا ذكْر اللهِ ، وما والاه ، وعالماً ومتعلَّماً )) .
إنها ودائعُ فحسْبُ ، كما يقولُ لبِيدُ :



وما المالُ والأهلون إلا ودِيعةٌ





ولابدَّ يوماً أنْ تُردَّ الودائعُ






إن الملياراتِ والعقاراتِ والسياراتِ لا تؤخِّرُ لحظةً واحدةً منْ أجلِ العبدِ ، قال حاتمُ الطّائيُّ :


لعَمْرُكَ ما يُغني الثَّراءُ عن الفتى





إذا حشرجتْ يوماً وضاق بها الصَّدْرُ






ولذلك قال الحكماءُ : اجعلْ للشيء ثمناً معقولاً، فإنَّ الدنيا وما فيها لا تُساوي المؤمنِ: ﴿وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ﴾.
ويقولُ الحسنُ البصريُّ : لا تجعلْ لنفسِك ثمناً غير الجنةِ ، فإنَّ نفْس المؤمنِ غاليةٌ ، وبعضُهم يبيعها برُخْصٍ .
إنَّ الذين ينوحون على ذهابِ أموالِهمْ وتهدُّمِ بيوتِهم واحتراقِ سياراتِهم ، ولا يأسفون ويحزنون على نقْصِ إيمانِهم وعلى أخطائِهم وذنوبِهم ، وتقصيرِهم في طاعةِ ربِّهمْ سوف يعلمون أنهمْ كانوا تافهين بقدْرِ ما ناحُوا على تلك ، ولم يأسفوا على هذهِ ؛ لأنَّ المسألة مسألةُ قيمٍ ومُثُلٍ ومواقف ورسالةٍ: ﴿إِنَّ هَؤُلَاء يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً﴾.






ونقطعُ العمرَ بحُلْوِ السَّمَرْ






وصحَّتْ لنا الأعراضُ والناسُ هُزَّلُ




وفي الختام أرجو إن تكون الرسائل وقد وصلت إلي قلب صديقي الحبيب صديقي المتشائم
هيَّا نقصد الله الواحد ، الأحد الصمدَ الحيَّ القيومَ ، ذا الجلالِ والإكرامِ ، لننَّطِرح على عتبةِ ربوبيتِه ، ونلتجئ إلى بابِ وحدانيتِه ، نسأله ونُلحُّ في السؤالِ ، ونطلبُه وننتظرُ النَّوالَ ، فهو المعافي الشافي الكافي وهو الخالق الرزاقُ المحيي المميتُ .


سبحان ربك ربِّ العزةِ عما يصفون ، وسلامٌ على المرسلين ، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين


 

رد مع اقتباس