24-12-2002, 01:57 PM
|
#10
|
شيخ نفساني
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 1771
|
تاريخ التسجيل : 06 2002
|
أخر زيارة : 15-05-2016 (07:36 AM)
|
المشاركات :
5,426 [
+
] |
التقييم : 63
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
[ انظــروا الان الى ما تريده امريكا منــا
العرب بعد غزو أمريكا للعراق: أكلنا يوم أكل الثور!
طلعت رميح * * رئيس تحرير صحيفة الشعب المصرية.
25/6/1423
03/09/2002
مع عدم استبعاد فكرة الخداع الاستراتيجي ، فإن البادي من متابعة الأحداث أن
ثمة تراجع أمريكي عن إدارة عجلة الحرب ضد العراق، أو على الأقل ثمة تقدير
أمريكي بضرورة بذل تحضيرات أخرى-أو القيام بضغوطات جديدة- من أجل
تهيئة الأجواء فى المنطقة والعالم لقبول عدوانها المرتقب ضد العراق .
تصريحات بوش عن أنه "صبور وأنه يعني ذلك " وعودته للحديث عن بذل كل
الجهود - بما فيها الديبلوماسية- أحد أهم المؤشرات على ذلك.وسواء كان السبب
راجعًا إلى ارتباك أوراق الإدارة الأمريكية في اللحظات الأخيرة بسبب
التصريحات التركية، حول شمول شمال العراق بالحماية التركية وأنه جزء اقتطع
من تركيا من قبل القوى الدولية في العشرينات، أو بسبب نتائج العملية التي
جرت في ألمانيا من احتلال للسفارة العراقية والانقلاب الحادث بعدها في الرأي
العام الأوروبي والأمريكي ضد ما يسمى (بالمعارضة العراقية) ،أو كان التأجيل
راجعًا إلى حماقات سياسية ارتكبتها الإدارة الأمريكية في الأيام الأخيرة ربما
كان أهمها ما كان من الدخول في معارك جانبية ضد مصر (تهديد مصر وعدم
منحها إعانات إضافية بسبب قضية سعد الدين إبراهيم الأمر الذي أشعل معركة
إعلامية ضد أمريكا في مصر)، ومعركة أخرى ضد السعودية (رفع قضية بطلب
تعويضات من أمراء سعوديين ودول أخرى منها السودان)، وضد سوريا بفرض
حظر يكاد يكون مقدمة لحصار شامل ضدها.سواء كان هذا أو ذاك من الأسباب،
فإننا أمام فرصة لالتقاط أطراف التحليل للإجابة عن السؤال الجوهري في
القضية المثارة :لماذا الإلحاح الأمريكي على ضرب العراق؟ وما هي مصلحتها من
ضرب بلد محاصر منذ ما يزيد على عشر سنوات؟ وما هى النتائج المتوقعة لهذا
العدوان الأمريكي؟ وما هو الدور الصهيوني المتوقع خلال هذه العملية؟
إسقاط النظام العراقي
الهدف الأمريكي المعلن رسميا والمطلوب تحقيقة من خلال العمليات العسكرية هو
إسقاط نظام (صدام حسين)، لأنه يسعى لتطوير قدرات نووية.غير أن المتابع لهذا
الطرح وتبعاته ومترتباته وردود الفعل عليه -لاشك- يصاب بالدهشة من الحالة
التي باتت عليها درجة كفاءة الإدارة الأمريكية في إدارة معاركها، إذ إن طرح
الأمريكان لهذا الهدف يعد أحد أسباب فشلها حتى الآن في حشد أية قوة مؤثرة
في المنطقة –على الأقل –إلى جانبها، ذلك أن مجرد طرحها لهذا الهدف إنما
يدفع جميع الحكام في المنطقة إلى تحسس رؤوسهم وكراسيهم، خاصة وأن
أمريكا تعلن في الوقت ذاته عن عدم رضاها عن أي حاكم في المنطقة، وتتحدث
الصحف والمسؤولون الأمريكيون بصفه يومية عن تغيير هؤلاء الحكام وأساليبهم
في الحكم .غير أن الأهم من ذلك هو أن هذا الهدف المعلن ، ليس إلا الهدف
الدعائي أو الهدف الإعلامي .أما الأهداف الحقيقية للإدارة الأمريكية فقد كان
الأكثر صراحة في التعبير عن جانب منها هو خطاب الرئيس بوش بشأن الشرق
الأوسط .
ففي هذا الخطاب - رغم أن بوش لم ينبس ببنت شفة حول العراق - حدد السياسة
الأمريكية في الشرق الأوسط بأن عنوانها الوحيد هو الكيان الصهيوني، ومن ثم
فإن السبب المباشر للتعجيل بضرب العراق هو الموقف البالغ الخطورة التي
يعيشها الكيان الصهيوني، والتي لا حل لها –من وجهة نظر الأمريكان والصهاينة-
سوى إعادة تغيير التوازنات الراهنة في المنطقة لإخراج الكيان الصهيوني من
ورطته الخانقة الراهنة.
وقد كان (هنري كيسنجر) هو الأشد صراحة والأكثر وضوحًا في تحديد أسباب
ضرب العراق حيث قال: إن الطريق إلى القدس يمر عبر بغداد!. والأمر باختصار هو
أن الولايات المتحدة باتت تخشى حربًا إقليمية في المنطقة يمكن ضمن تداعيات
واضطراب وضغط جماهيري أن يشارك فيها كلاً من العراق وسوريا ومصر
والسعودية وإيران ضد الكيان الصهيوني، وهو ما يعني نهاية المشروع
الصهيوني، الأمر الذي ستضطر الولايات المتحدة معه لدخول المعركة دون تردد
لصالحه، وهو ما يعني ببساطة حربًا ونهاية للوجود الأمريكي في المنطقة،
وإلى عقود من الزمن في أفضل الأحوال. وحتى إذا كان اشتعال مثل هذه
الحرب وفقًا لاشتراك هذه القوى أمرًا مازال مستبعدًا في المرحلة القريبة على
الأقل، فإن الكيان الصهيوني وفي ظل التوازن الراهن والخوف من اندلاع مثل
هذه الحرب يظل في حالة احتضار بطيئة لكنها أكيدة بسبب ضربات المقاومة
الفلسطينية داخل العمق الصهيوني.وإذا أردنا تصور ما تعنيه الولايات المتحدة
والكيان الصهيوني بإعادة التوازن في المنطقة فما علينا إلا تصور نجاح
الولايات المتحدة في غزو العراق وإسقاط نظامه واحتلال أراضيه . إن ذلك
سيعنى – بالدقة- أن تصبح سوريا محاصرة من الشمال بتركيا، ومن الشرق
بالعراق المحتل بالقوات الأمريكية ولم يعد لها من الحدود العربية سوى الحدود
مع الأردن-التي تستهدف الولايات المتحدة إشراكها في العدوان ووضعها في
تلك المرحلة ضمن السيطرة الخططية العسكرية الأمريكية مباشرة-، والحدود مع
لبنان التي سيجري بها على الفور تحرك ضد القوات السورية في ظرف لاتملك
فيه سوريا وهي تحت الحصار إلا التسليم بما يجري . وعلى الجانب الآخر فإن
السعودية وكل دول الخليج ستصبح القوات الأمريكية على حدودها باعتبارها
قوة احتلال وليست قوة موجودة في قواعد وفق اتفاقات. أما إيران فستكون
في حالة شبيهة بحالة سوريا، وربما أسوأ إذ ستكون الولايات المتحدة قد
حاصرتها من خلال الحدود العراقية والأفغانية في وقت واحد .وإذا كانت مصر قد
تبقت من القوى الرئيسة في الأمة مصر فإن كل مؤشرات اتفاق (ماشاكوس)
تشير إلى أن حصارها وضرب أمنها القومي قد بدأ قبل غزو العراق .
إن إعادة تغيير التوازن في المنطقة لا يعني فقط تغيير عوامل قوة التوازن بين
دول المنطقة فحسب، وإنما إعادة توزيع النفوذ الدولي داخلها لمصلحة الولايات
المتحدة على حساب الأقطاب الصاعدة في العالم خاصة أوروبا التي نجحت خلال
المدة الماضية من تحقيق قدر من التواجد في المنطقة عن طريق اتفاقيات
الشراكة مع العديد من الدول، كما تمكنت من توثيق مصالحها داخل إيران وفي
مواجهة مباشرة مع قانون (داماتو) الأمريكي . والولايات المتحدة لا تخوض
المعركة المقبلة لمصلحة إعادة التوازن الاستراتيجي بها إلى صالح الكيان
الصهيوني-ولها بطبيعة الحال- فقط ولكنها تخوضها أيضًا لإعادة فرض مصالحها
وخططها السياسية والاقتصادية على المنطقة.
ثمة تغيران -هامان ولا شك في المجال الاقتصادي- تستهدف الولايات المتحدة
إعادتهما للحياة مرة أخرى أولهما: إعادة أسعار البترول العربى إلى ماكانت
عليه في أعقاب حرب الخليج لتعود عند حدود 6 أو 7 دولار بعد أن تضاعفت
ثلاث مرات خلال المدة ما بعد حرب الخليج الثانية وبطبيعة الحال فإن السيطرة
الأمريكية على بترول العراق ستجعل من أسعاره ومعدلات إنتاجه نصل الرمح
في ضرب البترول العربي.والأمر الثاني : العودة بالمنطقة إلى مشروع الشرق
أوسطية وبنك الشرق الأوسط الذي تمكنت المقاومة العربية وبالتحالف مع
أوروبا من إفشاله. ومن خلال هذه العودة للنظام والمنظومة الشرق أوسطية
ستصبح السيطرة الأمريكية الصهيونية على المنطقة سيطرة مؤسسية متكاملة
اقتصاديا وسياسيا وعسكريا بما يرتب الأوضاع على نحو جديد لمرحلة زمنية
طويلة قادمة.
عرب.. ما بعد غزو العراق
يمكن القول بأن العرب بعد نجاح أمريكا فى غزو العراق ليسوا هم العرب حتى
في المستوى الراهن الذي لا ترضى عنه الشعوب.في هذه المرحلة سنشهد نهاية
عملية للجامعة العربية ودورها إلا على سبيل المقاومة..كما سيجري تغيير
الحكام العرب ونظم الحكم ليحتلها عملاء مباشرين للأمريكان والصهاينة ،
وسيتمكن الكيان الصهيوني ببساطة من فرض سيطرته على المنطقة، وربما قبل
أن تنتهي العمليات العسكرية في العراق يكون قد ارتكب مذابحًا وتهجيرًا في
الأرض المحتلة وغالبًا سيكون مسار المهجرين فيها متوزعًا بين العراق والأردن،
وستتصاعد لغة تهديده بالعدوان ضد مصر وسوريا والسعودية ... باختصار
ستصبح دول المنطقة مجرد محميات تعيش تحت التهديد والضغط العسكري
الأمريكي والصهيوني .
إن البعض لا يتصور بعد الصورة على هذا النحو لكنها الصورة الحقيقية التي
تسعى الولايات المتحدة لجعل المنطقة عليها. والبادي حتى الآن أن دول العالم
الخارجي صارت تدرك حجم التغيير المرتقب في المنطقة -أكثر مما تعيه بعض
الحكومات العربية أو الإقليمية قصيرة النظر -ومن ثم وقفت تعارض العدوان
الأمريكي بصورة أشد مما تفعل دول المنطقة، والخطر الذي ستواجهه الأمة –إذا
استمرت مقاومتها للعدوان على هذه الحالة من الضعف-هو أن تنجح الولايات
المتحدة في عقد اتفاقات تراعي بعض مصالح الدول الخارجية – وهذا هو ما
يعنيه بوش بالتشاور مع الحلفاء-لتصحو الأمة والولايات المتحدة قد صار معها
الكثير من الدول الغربية والدولية التي تعمل على نجاح مخطط إعادة ترتيب
المنطقة، وقد أرسل الروس أهم المؤشرات على ذلك حينما طرحوا في هذا الوقت
بالذات فكرة توقيع اتفاقية تجارية ضخمة مع العراق بمبلغ 40 مليار دولار دفعة
واحدة وكأنهم يقولون للأمريكان هذا هو الثمن المطلوب عن تقسيم النفوذ في
المنطقة.
البتار
|
|
|