والله وددت أن أشاطركم أحزانكم وأخفف عنكم لكن أنى للمريض أن يخفف عن المريض ؟!!! لكن لا بد أن أعلق قليلا عن كلامكم حتى تعرفون أنكم تشكلون الكثير بالنسبة لي رغم أني أرغمت نفسي عن الدخول لرؤية مستجداتكم فأنتم أصبحتم عائلتي وإخوتي .أنا أحس بملل قاتل حتى أني أتجرع مرارة الآن عند كتابتي لا أعلم من أين هي ؟ لكن الحمد لله على كل حال عزاؤنا في الله كبير وهو أملنا وسلوانا في هذه الدنيا..أختي لدي أمل أقسم لك بالواحد القهار أني خائف ومشفق ومحب للخير لك ، كنت سأبقى هادئا وغير قلق لو كنت أعرف أجلك متى لكن هيهات هيهات ، الموت يأتي على حين غرة وأنا لا أريدك أن تموتي على هذا الحال الذي توعد الله صاحبه ، بل أزيدك ، لي شقيقة أكبر مني لا تصلي ومع ذلك ما أشفقت عليها كما أشفقت عليك ، لا أعرف لكن ما تفعلينه الآن خسارة لك في دنياك وآخرته ، لا يمكن أن تسألي عن الشفاء وأنت بعيدة عن الله ، أعذري قسوتي في كلامي لكن كلامي الآن أرحم بكثير من عذاب الله.يجب أن تبدئي الخطوة الأولى نحو الشفاء والحياة المستقرة لا بد أن تبدئي الصلاة ، لا تسمعي للشيطان فالله عز وجل لم يعطنا عذرا لترك الصلاة لا في حضر ولا سفر لا في سلم ولا حرب ، لا في صحة ولا مرض ، بل أمرنا بالصلاة في أحلك الحظات وأشدها ،هي من تخفف عن العبد " واسجد و اقترب". أخي مكتئب جديد إعلم أن من أكبر الأسباب لاكتئاب الإنسان خوفه من المستقبل الذي لا يعلمه إلا الله عز وجل ما تعيشه نوع من الوهم لأنك لو لم تكن تحب ابنك وابنتك ولم تكن تكن لهما المشاعر لما قلت كل هذا الكلام أصلا ، كن مطمئنا وعش يومك و حاول أن تعيشه بسعادة وتدخل السرور على من حولك وإن كان ذلك يتطلب منك الضغط على مشاعرك. مستقبلك ومستقبل ابنك لا يعلمه إلا الله فلماذا تقلق ؟
أختي تمر حنة أشكرك على مشاركتك معنا واعلمي أنك دائما مرحب بك وكل الإخوة والأخوات ، إعلمي أختي أن الله خلقنا لغاية جليلة ألا وهي عبادته وابتلانا بالضعف والأقدار والمحن والأوجاع وشتى الإبتلاأت ليمحص إيماننا لأن إدعاء الإيمان سهل لكن الثبات على الأمر هو الصعب ، لكن مع ذلك وعدنا الله بالحياة الطيبة إن نحن أطعناه وأقمنا أمره إن في الدنيا أو في الآخرة وأوصانا بالصبر والصلاة والتقرب إليه مهما كانت الظروف المحيطة بالعبد ،وأخبرنا بأنه مطلع على أحوالنا عليم بتصرفاتنا لا يخفى عليه شيئ وأنه قادر على كشف الضر عنا وأن السلامة في الدنيا والتنعم لا يعني أن تكون العاقبة حميدة في الآخرة والعكس بالعكس كما أخبرنا أن ما أصابنا من مصيبة فهو بما كسبت أيدينا ومع ذلك فهو تطهير ومغفرة للعبد المؤمن. أختي ينقصنا شيئ واحد هو الإحتساب.