مستشفى النقاهه ..والمعذبون في الأرض
بسم الله الرحمن الرحيم..
عندما قرأت موضوع الأخت لمياء عن مستشفى النقاهه ..تسائلت في نفسي ..كيف أني لم أفكر يوماً في عمل أنساني كهذا؟؟
لذلك قررت الذهاب..وذهبت أنا وأحد زملائي..
فعلاً ياأخواني وأخواتي ...نحن مقصرون بشكل كبير تجاه من أبتلاهم الله بمرض عضال ..كالأعاقه وغيره
والله ياأخواني ..أنكم لن تصدقوا مدى فرحة المرضى بمن يزورهم..
لدرجة أن بعظهم كان ينادني وأنا أمشي في في الكوليدور لكي أدخل غرفته..
والله ياأخواني أنهم يشعرون بالوحده..وبحاجه ماسه لمن يقف بجانبهم..وكلهم ضحايا الحوادث لعنها الله
فبعظهم منوميين هناك على مدى سنين طويله..
وبعظهم من ملّوا منه أهله وتركوه في المستشفى
وبعظهم من أتى من ديار بعيده
ومنهم من هو في غيبوبه
حتى من أبتلاهم الله بأعاقه جسديه وعقليه في نفس الوقت..تراه ءاذا رأاك يبتسم من كل قلبه..
حتى أن واحد ممن كنت أزورهم ..رجل في الأربعينات من عمره وعنده ءاعاقه عقليه (نتيجة أصابه في الرأس كما قال الممرض) ..ولايسمع ولايتكلم في نفس الوقت..عندما مسكت يده..رفض أن يُطلق يدي وهو ينظر ألي بحبور..ويحاول أن يقول لي كلام لم أستطعه أن أفهمه..الله يرفع عنه
والله ..والله ياأخواني أنا مقصروون..مقصروون تجاههم
وأن وزارة الصحه مقصرة أيضاً تجاههم..فغرفهم غايه في القذاره..والمبنى مهترء
مارأيته في عيونهم ..لاأستطيع أن أوصفه ألاّ بهذه الأبيات:
الله اللي راد...والعقده قضاها اللي عقدها
لاعلى الدنيا سلام...ولالباقي العمر زينه
الفضا ماكنه ألاّ...خيمةً طاحت عمدها
والفرح ماكنه ألاّ...شيخاً أنقصت يدينه
والعمر قطعة زجاج...أنكسرت ولاطال أمدها
والعرب في العيد...بدموع اليتامى مستهينه
والشوارع لفها....ثوب الظلام اللي هجدها
والبيوت أطلال...من عقب المحبه والسكينه
والشتا والليل والبرد...وسما يصرخ رعدها
والعيون اللي ورا الشباك... مذعوره حزينه
جزا الله خير لميا..فهي من نبهني لهذا العمل الأنساني..الذي أتمنى منكم جميعاً لو المحاوله في الوقوف بجانب هاؤلائك المنكوبيين
ولكم تحياتي
|