الموضوع: متفرقات
عرض مشاركة واحدة
قديم 25-12-2002, 03:49 PM   #1
shrani
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية shrani
shrani غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 727
 تاريخ التسجيل :  09 2001
 أخر زيارة : 22-06-2014 (09:55 AM)
 المشاركات : 3,190 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
متفرقات



رسالة حب

التاريخ: 12/3/2002 م

تأخذنا تفاصيل الحياة من أنفسنا كثيراً، ويصبغ تعاقب الأيام بعض أهم ما نملك بصبغة الاعتياد، حتى إذا ما غاب احدها شعرنا بقيمته الكبيرة في حياتنا .. ليس عن جهل بقيمته ولكن هو حكم الاعتياد..
وهكذا في كل يوم نرى من نحب، نرى الأب والأم والأخوة.. في كل يوم تغمر شمس الأسرة القلب بالدفء، نتعامل معهم ويتعاملون معنا، نتحاور، نتناقش، نتبادل أحاديث الشؤون الخاصة والعامة.. وفي المساء نعود إلى مخادعنا هادئين، قريري العين والخاطر، ومن فرط الاعتياد الحلو تصبح السلوكيات اليومية لكل منهم، شيئاً من نسيج الحياة، نقوم به ونحن مغمضي العيون.. لا نحيد عنه وكأنه كتاب مفتوح نقرأ فيه ذواتنا ونعرف كل صفحة وما حوت..
ولكن يحدث أحياناً أن تختل الأمور قليلا.. نصحو فلا نجد ما اعتدنا عليه ماثلا بكل التفاصيل الصغيرة الأثيرة، نصحو لنجد ان علينا التعامل مع واقع جديد ليس فيه بالضبط ما اعتدنا عليه..
كأن تتزوج الابنة، أو يسافر الابن أو تمرض الأم أو يغادر الأب لبعض الوقت.. عندها يصدمنا واقع جديد فيؤلمنا، لكنه - وهذا هو المهم - يكشف في ذواتنا بئراً عميقاً من المشاعر غطاء الاعتياد حتى لنكاد أن ننساه، فإذا الطارئ الجديد يكشفه وإذا المشاعر الهادئة الرقراقة تثور، وما كنا نعتقد أنه أمر عادي، يسفر عن وهج وضياء وتداعيات طاقة حب لا حدود لها..
إلى أي حد نحتاج إلى ظرف طارئ لنعرف أننا حقاً نحب من يعيشون معنا ونعيش بهم، إلى أي حد ينبغي أن يتوازن الحب الراقي مع بعض الغياب القهري ليواجهنا بمشاعرنا ويضع اصبعه على نبضات قلوبنا..
هل نحتاج إلى غياب طارئ لكي ننظر في عيون آبائنا ونقول لهم بملء قلوبنا نحبكم، ونفتقد حضوركم الهام جداً في حياتنا، نقول لهم أعادكم الله سالمين إلينا تملأون بوجودكم حياتنا وبمحبتكم أيامنا؟..
نحمل لهم بيد مرتجفة رسالة يستحقونها عن جدارة ونقول لهم والامتنان يملؤنا: لا عدمناكم ولا حرمنا الله منكم.. أنتم سر السعادة وصمام الأمان واللغة التي فطرنا الله على نطقها.. نحن حقاً نحبكم.
** رسالة خاصة:
أبي الغالي، لا حرمنا الله منك، عجّل الله شفاءك وأعادك لنا سالماً معافى



*/*/*/**/

للكاتبة الصحفية : سحر الرملاوي
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس