|
اذا اردت الشفاء من المرض النفسي
إن المرض النفسي في حقيقته هو أحد الحلول التي يقدمها الإنسان لنفسه عندما يعجز عن حل مشاكله بالطرق السوية أو الصحيحة أو الصحية ... ولذا فلن تصلح أدوية الدنيا إذا لم تكن لدى الإنسان الرغبة في الشفاء أو في مواجهة الحل الصحيح لمشكلته والذي هرب منه إلى المرض النفسي ... فمن المفترض أنه إذا اكتشف خطأ هذا الهروب أن يطلب الشفاء متمثلا في العودة إلى الحل الحقيقي والصحيح ... قد يدرك بعضهم ذلك وقد لا يدرك أن لا يستطيع المواجهة فيظل محتميا بالمرض النفسي فتتغير كيمياء فمه ولا يصلح أي دواء في إصلاحها لأن الكيمياء تسير في عكس الاتجاه المطلوب ... "
وعلى ذلك فمرضك النفسي قابل للشفاء إن أنت أدركته بهذه الصورة وتعاملت معه على هذا المستوى ... إنك ترفض واقعك ... ترفض والدك المريض بالفصام ... ترفض أمك المستقوية في محاولة منها أن تواجه حياة مطلوب منها فيها أن تقوم بدور الأب والأم ثم أنت ترفض نفسك في أن تكون ابن هذين الأبوين أو ابن بيئتك ... رغم أن أباك ليس له ذنب في مرضه العقلي وتصرفاته ليس مسئولا عنها وبخله ليس بخلا ولكن جزء من عدم إدراكه للواقع حوله ... وأنت المطلوب منك أن تكف عن التفكير في الماضي أو حتى الهروب منه ... فأيضا أنت لم يكن لك ذنب في أنك خرجت في هذه البيئة ولكنك نجحت واستطعت أن تحصل على مؤهلك الجامعي ...
فلماذا لا تكف عن اجترار الآلام والأحزان ... لماذا لا تنظر إلى المستقبل ... لا تتذكر مخاوفك ... لا تستدعيها ... أنت قادر على أن تعيش بلا مخاوف ليس شرطا أن تكون مريضا لأنك تعرضت لما تعرضت له ... أنت قادر على أن تكون شيئا مختلفا عن أبيك ... مخاوفك ووسواسك يمكن السيطرة عليهم ... أن سيطرت أنت على نفسك ... اخرج من غرفتك التي تحبس نفسك فيها ... لا تتلذذ بالانطواء اخرج إلى العالم فستجد كل شئ مختلف ...
ابحث عن عمل فمرضك لا يمنعك من العمل ... ستكتشف قدراتك وعندها ستدرك أنك لا تحتاج إلى المرض لتحتمي فيه لم تعد فاشلا تحتاج لمبرر لفشلك ... ستجد نفسك ناجحا تحتاج للتخلص من مرضك حتى يكتمل نجاحك وتستوي حياتك .
|