11-07-2010, 12:51 PM
|
#3
|
اخصائية نفسية اكلينيكية
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 28535
|
تاريخ التسجيل : 08 2009
|
أخر زيارة : 01-06-2016 (11:34 PM)
|
المشاركات :
1,344 [
+
] |
التقييم : 79
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
2- قلق الانفصال و فقدان الموضوع حسب المحللين:
2-1 قلق الانفصال التطوري:L’angoisse de developpemental
وصف قلق الانفصال التطوري من طرف D.Bailly. و هو المعطيات المادية الإجبارية و المنتظرة في سياق النمو الخاص لكل طفل. وهذه المعطيات موجودة عالميا و تظهر عند كل الأجناس و الثقافات. هذه الظاهرة التي تخص استجابة حزن عندما يصبح الرضيع منفصل من الحضور الفيزيائي للصورة الأمومية. حيث تظهر ابتداءا من الشهر السادس و في بعض الحالات قبل ذلك، أي حتى في الشهر الثالث. و تظهر عند معظم الأطفال دون أخذ بعين الاعتبار بالفارق الجنسي. حتى و لو كانت نتائج الدراسات حول هذا الموضوع تؤكد على وجود اختلاف في شدة هذه الظاهرة.
2-1-1 قلق الانفصال التطوري حسب SPITZ
بين الشهر الثالث و السادس، يبتسم الطفل لأي وجه إنساني، عائلي كان أو غير عائلي. و بين الشهر السادس و الثامن يظهر الطفل قلق بدرجات متفاوتة عند مقابلته لوجه إنساني غير مألوف. حيث يرفض الاتصال و تظهر عليه علامات القلق، و حسب SPITZ فإن الرضيع يكتشف على أن هذا الوجه ليس بوجه أمه، و يكفي حضور الأم للتخفيف من هذه التظاهرات. و هنا تكلم SPITZ عن قلق الشهر الثامن و الذل يخص تأسيس الموضوع اللبيدي و كذا القدرة على التعرف على وجه الأم، أي القدرة على امتلاك صورة ذهنية. وقد اعتبره SPITZ كمنظم نفسي ثاني.
و في عام 1946 و صف SPITZ الاكتئاب الاتكالي dépression anaclitique عند أطفال الشهر السادس و الثامن و المنفصلين عن أمهاتهم دون وجود سند عاطفي. وعندما لا تكون العلاقة أم/طفل مشبعة داخليا و كليا، فالأمر هنا يتعلق بحالة حرمان أمومي. أين نلاحظ أولا مرحلة الرفض المصاحبة بالبكاء و التشبث بالراشد، ثم تأتي مرحلة اللامبالاة indifférence متسمة برفض الاتصال، بأرق شديد، بفقدان الشهية و بحساسية كبيرة للأمراضinfectieuse. كما يلاحظ أيضا على الطفل خلال هذه المرحلة توقف نسبي في النمو، وتتوقف هذه الاضطرابات إذا وجد الطفل ثانية الأم أو البديل الأمومي الكافي وهذا خلال الثلاثة أشهر. إما إذا استمر الانفصال أكثر من هذه المدة، تتدخل مرحلة ثالثة يلاحظ فيها: بكاء دون توقف، يظهر الطفل على هيئة جامدة غير مبالي بأحد، فقدان الوزن و التأخر الحركي الذي يظهر جليا. و بعد خمسة أشهر من الانفصال نلاحظ استجابة تدعى الاستشفاءhospitalisme، أين يبقى الطفل ممدا على ظهره، فاترpassif، ذو ملامح خالية من أي تعبير، و نسبة النمو في تناقص مستمر. و في بعض الأحيان حركات على شكل اختلاجات زائفةpseudo athétosique في الظهر، و أرجحة الرأس. إذا الاضطرابات تكون غير انعكاسية و ينتج عنها احتمال الموت.
2-1-2 قلق الانفصال التطوري حسب Bowlby:
يفرقBowlby بين الانفصال و الفقدان، حيث يرى أنه يمكن أن نتكلم عن الانفصال عندما يكزن الموضوع لا يمكن إدراكه حاليا. و الفقدان عندما يكزن غير ممكن إدراكه نهائيا. و هنا نهتم عامة بالوضعيات أو الموضوع الغير مدرك، إذ هو يمثل الانفصال أو فقدان الموضوع.
في بادئ الأمر يظهر الطفل ملاحظات خلال السنة الأولى و الرابعة و ذلك في وضعيات الانفصال عن الأم. وهذا الانفصال يستثار أولا بحزن وقلق يظهر على شكل نوبات des crises من البكاء و سلوكات تهدف في مجملها إلى الاتصال بالأم. ثم تليها انخفاض في نشاط الطفل و انخفاض في السيرورات الغذائية، و فترات النوم و التي يمكنها أن تستدعي الأعراض الاكتئابية. وهذه الأخيرة تستدعي المقارنة بين حالة الحداد و بين الأعراض السوداوية التي وصفها فرويد سنة 1917 في مقالته"الحداد و السوداوية"deuil et méloncolie و في الأخير نلاحظ مرحلة الانفصال.
إن صورة الارتباط مختلفة باختلاف البديل الأموميsubstitut maternel الذي يسمح بتخفيض آثار الانفصال.و مهما تكون العنايات من النوع الجيد إلا أنها تبقى غير كافية، فالرضيع يبقى في حاجة إلى الوجه الأمومي. كما أن الأم أيضا يصعب عليها معايشة الانفصال.
لقد استند Bowlby إلى بعض النظريات من أجل شرح القلق المرتبط بالانفصال، حيث صنف خمسة أنماط نظرية و التي تعارض ذلك بما أنها لا تعتبر الانفصال كسبب مباشر للقلق. و في وجهة النظر هذه، يوضح Bowlby أنه نستطيع أن نعارض فكرة أن الانفصال يثير الحزن. لكن يمكن للقلق أن يظهر كما لو أنه ذو أصل أكثر تعقيدا بنفس طريقة الحداد في الحالات العادية و السوداوية المرضية.
انطلاقا من نظرية فرويد و ميلاني كلاين، نجد أن الرغبة التي تستدعي الطفل أن يكون بالقرب من أمه هي التبعية التامة لها، و هي وحدها لا يمكنها أن تستجيب لهذه الرغبات. فالإشباع على أحسن وجه ممكن و كذا الأمن لا يكفي للإقصاء النهائي لردود الأفعال السلبية تجاه الانفصال عن الأم. هذا يعني أن الارتباط يلعب دور هام في هذه الحالة.
و من أجل شرح الارتباط و قلق الانفصال، استعاد Bowlby الرأي التطوري الدارويني(le de vue évolutionniste darwinien). و من أجل شرح المخاوف؛ كالخوف من الظلام و الحيوانات و الفوضى و الوحدة... فهذه الوضعيات ليس خطيرة في حد ذاتها لكنها مرتبطة بطريقة غير مباشرة بوضعيات خطر. ولهذا يظهر القلق إذا ترك الطفل وحيدا أو في الظلام أو عند رِِؤية الحيوانات... أي عند توقع الخطر، و ينتهي عند انتهاء هذه الحالة، إي عند انتهاء الخطر. فالأطفال يخافون من الظلام، الوحدة.. و حضور الأم أو مجرد الاتصال بها كاف لسيطرة كليا على هذه المخاوف. و هذا ما يوضح أن الخوف و القلق هنا مصدره الانفصال عن الأم.
|
|
|