عرض مشاركة واحدة
قديم 11-07-2010, 12:56 PM   #5
أ.ليلى الحمدان
اخصائية نفسية اكلينيكية


الصورة الرمزية أ.ليلى الحمدان
أ.ليلى الحمدان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28535
 تاريخ التسجيل :  08 2009
 أخر زيارة : 01-06-2016 (11:34 PM)
 المشاركات : 1,344 [ + ]
 التقييم :  79
لوني المفضل : Cadetblue


2-2-2-1 الدفاعات الهوسية والنرجسية تجاه قلق الانفصال وفقدان الموضوع:
إن مكانة قلق الانفصال وفقدان الموضوع في النظرية الكلاينية، عرضت من طرف Jean Michel Quinodoz في كتابه La solitude apprivoisée سنة 1991.حيث بين بالتحديد دور الدفاعات الهوسية التي تسمح بإنكار الواقع النفسي للألم الإكتئابي .
إن الموضوع يكون مراقب بطريقة جد قوية على نمط منتصر ومهان.بالطريقة التي لا يسبب فيها فقدان الموضوع المعاناة والإحساس بالذنب، مع الانطواء نحو الموضوع الداخلي المثالي في الوقت نفسه، والذي يستطيع أيضا أن يكون كدفاع ضد قلق الانفصال و فقدان الموضوع، كما تلعب النرجسية هي الأخرى دور مهم كدفاع ضد قلق الانفصال و ضد تطور الموضوع كمنفصل و مختلف، حيث أن العلاقات النرجسية مؤسسة نحو تقمص إسقاطي l’indentification projectif، فالأجزاء الجيدة و/أو السيئة لفرد تكون مسقطة في الموضوع الذي يمثل جزءا في الفرد، وهذا النمط من العلاقات يسمح بمراقبة الموضوع له سمات وسواسية.
و في الأخير فإن إدراك الموضوع ـ كونه مختلف و مجنسsexué ـ تختلف رغبة وغيرة للمشهد البدائي للأم، كونها تدرك كمنفصل و كثنائية مع الأب الذي يسمح الوضعية الاكتئابية.
2-2-3 مكانة قلق الانفصال و فقدان الموضوع في نظرية مارغريت ماهلار:
وصف مارغريت ماهلار عدة مراحل لنمو الطفل، بداية من المرحلة الإجترارية العادية la phase autistique normale، ففي بداية الحياة يتعلق الأمر بحالة ضمول مشغولة بصفة أساسية من طرف النوم، حيث يكون الرضيع في حالة اللاتمايزl’indifférenciation مع العالم الخارجي، و بعد ذلك تأتي المرحلة الرمزية العادية la phase smbiotique normale و التي تكون فيها الأم مندمجة داخل علاقة ثنائية قوية كموضوع جزئي مندمج، إلا أنه لا يوجد تميز حقيقي بين الذات و الموضوع، و في الأخير بعد أن تسمح نمو بعض وظائف الطفل باكتساب القدرة على التحرر، و الانجذاب نحو المواضيع الخارجية ذات العلاقة الرمزية، تصل إلى مرحلة سيرورة الانفصال التفردية séparation – individuation، و التي يمكن اعتبارها كولادة بسيكولوجية و هي طبعا مختلفة عن الولادة البيولوجية.
تمر الولادة البسيكولوجية بدورها عبر نمو الأحاسيس ذات الاستقبال الخارجي الذي يسمح باستثمار ليبيداوي للمحيط الخارجي. ثم عبر الانتقال و التعلم و التي تعتبر انفصالات عاطفية مع الأم، و تجارب الانفصال هذه تعاش بأسلوب ابتهاجي و متعلق في نفس الوقت. حيث تستثمر الأم تدريجيا كموضوع منفصل، و الطفل يصل إلى مرحلة الرمزية، ليصل بعدها إلى ديمومة الموضوع و اللغة عند نهاية سيرورة الانفصال ـ التفردية séparation – individuation.
هذه المراحل التطورية التي وصفتها ماهلار توافق قبل كل شيء الشروط النفس داخلية اللاسلوكية، و الانفصال هنا يوافق النمو خارج الاندماج المزيجي la fusion symbiotique، حيث يكون ذو قيمة نفس ـ داخلية تسمح بتمييزه عن الأم، و كذا إدراك الحدود بين الذات و الموضوع، و الابتعاد و الانفصال عنه.
إن التمثيلات النفس ـ داخلية للذات مختلفة عن التمثيلات الموضوعية مما يؤدي إلى تطور التفردية و هذا بفضل تطور الوظائف المستقلة، كالذاكرة، الإدراك و القدرات المعرفية. و لهذا فإن التفرد نية توافق الشعور بالهوية الشخصية و بخصائصها الفردية. إن سيرورة الانفصال التفرد نية séparation – individuation تستلزم الإحساس بأن نكون منفصلين و في نفس الوقت على علاقة مع إلام. أي أن نكون على استقلالية تامة، و هذه الاستقلالية تسمح بنمو الطفل من جهة و توفير حنان الأم من جهة أخرى. و تجدر الإشارة هنا إلى أن هذه السيرورة يمكن تشغيلها أم إعادة تشغيلها عبر كامل مراحل العمر، خاصة عند بداية كل مرحلة جديدة حتى أنه هناك العديد من الباحثين من اعتبر سيرورة الانفصال ـ التفردية الخيط الذي يقود إلى المراهقة أمثال: P.Blos- J.F.Materscon- F.Ladam PH.J.Cammet- إلا أن ماهلار تحذر من الخلط من استعمال هذا المصطلح، فالسيرورة التي وصفتها تسمح بهيكلة النفسية حتى في المراهقة هي عبارة عن هيكلة للنفسية.
2-2-5-4 انعكاسات قلق الانفصال و فقدان الموضوع في نظرية أنا فرويد:
رغم أن أنا فرويد كانت من أهم المحللين الأوائل الذين قاموا بملاحظة الطفل غي حالة الانفصال، إلا أن اهتمامها بهذا المشكل جاء متأخرا نوعا ما، ففي مؤلفاتها التي اهتمت بمعالجة القلق مثل: Le traitement psychanalytique des enfantنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة927
أو Le moi et les mécanismes de défense 1936
لم نجد أي إشارة لقلق الانفصال و فقدان الموضوع، كما أنه لم تورد أي تلميح لنظرية فرويد الأخيرة التي قدمها حول القلق 1926.
كان اهتمام أنا فرويد بهذا الموضوع خلال الحرب العالمية الثانية، أين بدأت ملاحظاتها المنفصلين عن أبائهم بسبب الحرب. و فيها قدمت ملاحظات دقيقة حول الاكتئاب الطفولي la détresse enfantile قامت بوصفه وصفا جيدا. إلا أنها لم تربطه بشكل آلي بالقلق بصفة عامة و لا بقلق الانفصال و فقدان الموضوع بصفة خاصة. و في سنة 1965 و بالضبط في كتاب le normal et pathologique chez L enfant أثارت أنا فرويد مشكلة قلق الانفصال و فقدان الموضوع عند الطفل على الصعيدين الإكلينيكي و النظري، و فيه قدمت الأشكال المتعددة التي يأخذها القلق خلال السنين الأولى؛ و من بين هذه الأشكال قلق الانفصال، و تقول أن كل شكل من أشكال القلق هو خاصية مرتبطة بمرحلة خاصة من نمو العلاقة الموضوعية. ويمكن تلخيص هذه المراحل على الشكل التالي:
* المرحلة الأولى: اعتبرتها أنا فرويد مزيجية* و هي مرحلة الولادة البيولوجية في الثنائية أم/طفل، و يشكل حالة نرجسية غير متمايزة. و لا يوجد خلالها أي موضوع.
* أما المرحلة الثانية فهي تظهر العلاقة مع الموضوع بإشباع الرغبات النفسية، و كذا العلاقة الاتكالية التي يوجد عليها الطفل.
* المرحلة الثالثة هي مرحلة العلاقات السادية ـ الشرجية، و فيها يسعى الطفل إلى السيطرة و مراقبة الموضوع.
* المرحلة الرابعة: و هي مرحلة ثبات الموضوع، فيها يحدث اكتساب نوع من الاستقرار الإيجابي للموضوع المستدخل، بعيدا عن حالات الإشباع و اللإشباع.
*المرحلة الخامسة هي المرحلة القضيبية: و فيها يكون اهتمام الطفل مركز حول الموضوع.
ومن خلال هذه المراحل نلاحظ أن الانفصال يعرف انعكاسات مختلفة تتبع المرحلة التي ظهرت فيها، فقلق الانفصال يظهر في المرحلة الأولى و ليتوافق مع قلق الانفصال الذي قدمه بولبي . و خلال المراحل القادمة، تظهر أشكال أخرى من قلق الانفصال؛ ففي المرحلة الثانية يظهر الاكتئاب الإتكالي كما قدمه سبتز سنة 1946. في حين مرحلة ثبات الموضوع، أي المرحلة الرابعة، يميزها قلق الخوف من فقدان حب الموضوع، و هذا ما ذهب إليه فرويد عندما تكلم عن أنواع مخاطر الحياة. وأخيرا، فإن التثبيت المستمر في المرحلة المزجية يؤدي لإلى قلق الانفصال بشذوذ قوي خلال السنوات القادمة.
من خلال عرضنا لهذا المقال و النظريات المفسرة لقلق الإنفصال اتضح لنا أن هذا الأخير يعتبر أصعب تجربة نفسية يمر عليها الطفل خلال مراحل طفولته، يمكن أن تؤدي به إلى اضطرابات عديدة تؤثر حتما في حياة المستقبلية....


من مكتبتي الخاصة
تحياتي


 

رد مع اقتباس