مساؤكِ سيدتي معربدٌ في محراب الحرف ..
مساؤكِ سيدتي نشوة تخترق إحساسكِ ..
مساؤكِ سيدتي خفقةٌ بين الصاد و الضاء ..
مساؤكِ يتجلى بثوبٍ محبوكٍ من خيوطٍ ترسلها الشمس ..
مساؤكِ غارقٌ في رائحة السنديان و الياسمين ..
مساؤكِ غافي بين أرواح تحتضن الطهر و النقاء !
رحلة ٌ لم تكتمل .. تضجّ بنا المسافة .. و يضيق بنا الطريق .. تطعننا أشواك ٌ .. و تلعننا ألسنةٌ .. و تأكلنا عيون ! فـ تمدّ لنا أغصان الليمون يمناها .. و يداعبنا نور الشمس .. تحملنا نسمات الوادي إلى العلاء .. و تقينا الظلالُ بأس القيظ .. أرأيتِ ؟! الطبيعة أكثر حنّية ً من البشر !!
هاتِ يدكِ .. و قومي معي .. هيا بنا نتفيأ الجنان .. و نعاشر الأغصان .. و نسامر القمر .. و تلفحنا الشمس .. اغمري رأسكِ بماءِ الوادي .. و استمعي إلى لثغاتهِ و دعيه يغمركِ .. لن يؤذكِ .. أنصتِ للأطيار .. و حفيف الأشجار .. و هديل الحمام .. و تساقط قطرات الندى في حضنِ الورد .. دعي عينيكِ تحلق في جوِّ السماء .. و تأملي تمايل أعناق الزهر عندما يقبّلها الهواء .. ألقي بجسدكِ على الأرض و ليتعفر بالتربة و ليتسرب همنا إلى أمّنـا الأرض !!
رحلة ٌ لم تكتمل .. لا أدري ما الذي ترونه في ثرثراتِ صبي ٍ على أعتاب الثامنة عشرة .. كلكم تمرون و تنثرون نفوسكم و تلقون أحمالكم .. ثم تمضون و حبلٌ في الذاكرةِ مشدودٌ إلى حيث أتوسدني !!