عرض مشاركة واحدة
قديم 01-01-2003, 02:01 AM   #26
shrani
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية shrani
shrani غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 727
 تاريخ التسجيل :  09 2001
 أخر زيارة : 22-06-2014 (09:55 AM)
 المشاركات : 3,190 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


يا كبرياء الجرح لو متنا لحاربت المقابر !!

رب يمين تقشعر منه الأبدان!!



بقلم : عبد الماجد عبد الحميد



في مقاله الشهري بمجلة (وجهات نظر) العدد الثالث والثلاثين أكتوبر 2001م سكب الأستاذ محمد حسنين هيكل مدادا معلوماتيا غزيرا فتح به أبواب المشهد العالمي على مصراعيه وهو يحلل تداعيات الأحداث بعد صواعق الثلاثاء الأمريكي واختار عنوانا جاذبا لمقاله (صواعق النار والدمار) والمقال جدير بالقراءة لأهميته في هذه المرحلة المفصلية من تاريخنا..



وأبرز ما أورده هيكل في مقاله هو أن تقريرا قد صدر من رئاسة أركان حرب القوات الأمريكية يحذر من الحرب غير المتوازية والتي قد يلجأ إليها أعداء أمريكا للالتفاف حول قوتها واستغلال نقاط ضعفها اعتمادا على وسائل تختلف بطريقة كاملة عن نوع العمليات التي يمكن توقعها حيث يشغل العدو طاقة الحرب النفسية وما يصاحبها من شحنات الصدمة والعجز لكي ينتزع في يده زمام المبادرة ويقول هيكل إن ما توقعه التقرير حدث بالضبط يوم 11 سبتمبر الماضي.



لكن هول الصدمة وعنصر المباغتة والمفاجأة جعل الرئيس الأمريكي يتصرف بطريقة غلب عليها عدم التصديق والارتباك حتى أنه ظل ولعشر ساعات كاملة (من العاشرة صباحا وحتى الثامنة مساء) بعيدا عن مكتبه ومركز قيادته راكبا طائرة هائما في الأجواء مترددا بين المطارات المدنية والعسكرية عاجزا عن حزم أمره ولم تبق أحواله في هذه الساعات سرا لأن طائرته كان عليها مجموعة من الصحفيين الذين انتشرت رواياتهم بالتفصيل عن هذه الساعات ومنها مما وصف به بوش الذي انتابته حالة من عدم التصديق تعثر معها لسانه وزاد اضطرابه عندما تلقى أنباء تقول أنه شخصيا مطلوب ومهدد وأن إحدى الطائرات تبحث عنه وتحول الرجل الذي يملك وحده مفتاح القوة النووية الأمريكية في ثانية من رئيس للعالم إلى أسير في عهدة حرسه الخاص فقد صمم الحرس ألا يعود الرئيس إلى واشنطن إلا بعد أن ينجلي الموقف وحينما اتصل ديك تشيني برئيسه المعلق بين السماء والأرض اعتذر بوش بأنه يريد المجيء بأقصى سرعة لكن الحرس يمنعونه خوفا على الولايات المتحدة كما قال! ويتصل بالرئيس كثيرون من أركان حكمه وقادة حزبه يزعجهم تأخيره وهو يتعلل بالخطر والحرس حتى كلّمته والدته السيدة (بربارا بوش) لتقول له (إن كل امرأة في أمريكا زوجة وأماً وأختا وبنتا يطمئنها أن تجد الرجل المسئول عن كل الرجال والنساء في الوطن يؤدي واجبه)… واستطاع حزم الأم أن يهزم حرس الرئيس وهكذا عاد بوش إلى مقر قيادته في البيت الأبيض وخلال الأربع وعشرين ساعة التالية نزلت دموعه أمام كل الناس وعلى شاشات التلفزيون خمس مرات!



أما النائب (ديك تشيني) فقد دخل مكتبه ليجد مسئول الأمن بالبيت الأبيض يطلب إليه النزول إلى خندق الطوارئ المبني تحت مقر الرئاسة الأمريكية والمجهز لمقاومة أي ضربة نووية.. وتردد تشيني لكن قائد الحرس هدد بحمله حملا حيث أمانه وروى تشيني نفسه أن ضباط الحرس حملوه بحيث لم تعد قدماه تلامسان الأرض!!



والإجراءات التأمينية والوقائية التي تلت الأحداث ساهمت بفاعلية في بث الرعب داخل المجتمع الأمريكي ودفعته للتصرف بطريقة هستيرية قذفت بكل ما تفاخر به الأمريكيون من حرص على حقوق الإنسان وحريته عرض الحائط حيث استهدفوا العرب والمسلمين في أمريكا وكادوا أن يفتكوا بهم لولا أن العقلاء منهم قد نبهوا إلى أن هذه الطريقة ستتجاوز بالجميع محطة تمثال الحرية!!



يعلق هيكل على هذه الإجراءات بقوله "ليس هناك شك في أن الولايات المتحدة سوف تتحول في الداخل كما في الخارج إلى ديكتاتورية عسكرية تتنازل بها من مقام أكثر من دول العالم الثالث تحكمها قوانين الطوارئ وأجهزتها وأدواتها"!!



ثم يختم هيكل مقاله التحليلي بخلاصة الضرائب السياسية والمادية والمعنوية لهذه الحرب الجديدة قائلا "تستطيع أمريكا بالقوة العسكرية أن تعيد أفغانستان إلى العصر الحجري لكنه كما يبدو من الوثائق الأمريكية فإن الولايات المتحدة على وشك أن تعيد نفسها إلى وضع قريب الشبه بأوضاع العالم الثالث أبوابه مغلقة ونوافذه مسدودة وكذلك يصل الحلم الأمريكي حتى يحبس نفسه في قفص من الخوف يحرسه وزير للأمن الداخلي في بلد يتباهى أصحابه ويسمونه الولايات المتحدة الأمريكية وليس الجمهوريات الاتحادية السوفيتية"



من أجمل ما قرأ ت أيضا ما خطه قلم الأستاذ محمد لطيف بصحيفة الرأي العام عدد الأربعاء 10 أكتوبر 2001م قوله نقلا عن المراقبين (إن قرار بوش تعيين وزير للأمن الداخلي يعتبر لطمة قاسية لكل منظومة الأمن الأمريكي وربما أقسى من لطمة 11 سبتمبر وقرار التعيين حمل في وجهه الآخر إدانة لكل الأجهزة العاملة هناك والإقرار بفشلها في حماية أمن المواطن الأمريكي).



ليس غريبا أن يحاول البيت الأمريكي الرد على أول تصريح للشيخ المجاهد أسامة بن لادن.. والذي ظهر على قناة الجزيرة وهو يشهد كل الدنيا على كلماته، ولأن الجميع قد شاهدوا ذلك فلا مبرر إذن للخوض في تفاصيله ولكن نقف هنيهة على المعاني التي بثتها تلك الكلمات في النفوس.



إن الاقتراب من معية الله عز وجل يورث الإنسان اطمئنانا وراحة وقوة تزداد.. وتزداد كلما أكثر المرء من درجات تقربه وسائل وأدوات..



وبقدر قرب الإنسان من الله عز وجل.. يبتعد عن دنيا العبيد وما تفرزه من تضخيم لزينتها وزخرفها لظل زائل لا يسوى عند الله جناح بعوضة.



والحديث القدسي ينبهنا إلى ثمرات هذا القرب الظاهرة والتي لا نرى ولا نحس (من آذى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه.. فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها.. وإذا سأني لأعطينه وإذا استغاثني لأغيثنه).



والله سبحانه وتعالى يعطي هذه القوة.. هذه الطاقة.. هذا السر الإلهي لبعض من عباده المخلصين.. ويهب الله سبحانه وتعالى الهيبة والوقار على بعض من عباده فتجد نفسك في مهابة لا تعرف سرها منهم.. وتجد نفسك منجذبا إليهم.. إنه النور الإلهي والسر الذي لا يعرف كنهه إلا رب العزة جل جلاله.



ومن حكمة الله الغالبة أنه يجعل سره في أضعف خلقه الذباب!! -العنكبوت!! -الطائر!! -النملة!! -الحجر!! وربما أصغر من ذلك فالله على كل شيء قدير.



ومن حكمة الله الغالبة أن يضع المهابة الحقيقية في وجدان أناس لا ينتبه إليهم العامة ولا يلقون إليهم بالا ولكنهم عند الله تعالى كهذا والذي نرى ونجد:



((رب أشعث أغبر ذو طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره)).



تأمل جيدا الجرس الداخلي والقوة الخفية في هذا النص من حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم.



وبقدر اقتراب المرء من الله جل جلاله يسهل عليه إدراك أن قوة الله.. قدرة الله.. أقوى وأكبر من كل قوة مهما عظمت.. مهما طغت.. مهما تجبرت وانتفشت.



بقدر اقتراب المرء من جناب الله عز وجل يدرك المعنى العميق لهتافنا الخالد (الله أكبر).. إنه هتاف يزلزل الأرض تحت أقدام الطغاة.. ويملأ جوانح المؤمنين يقينا لا يتزعزع وتوكلا لا يعرف التراجع.



عن الإيمان العميق بالله سبحانه وتعالى.. وتعهد هذا بطاعة دائمة ومستمرة وحفاظا على مدارج السالكين إلى رب العالمين.. هذا كله وغيره ينقل المؤمن إلى إدراك أن قوة الله فوق كل قوة.. وجبروته فوق كل متجبر.. وستطوته فوق كل متسلط..



إنه الله.. خالق السماوات والأرض وما بينهما



لقد استطاعت عقيدة الإيمان أن تواجه قوى الكفر الباطشة وأمواجه المتلاطمة فأحالتها إلى رماد..



بعقيدة الإيمان كانت بدر.. أحد.. تبوك وحتى الميل أربعين!



بعقيدة الإيمان تحولت الأرض المحتلة إلى جحيم تحت أقدام اليهود حفدة الخنازير وبني قريظة الجدد!



وبعقيدة الإيمان تحول الحجر الأصم إلى قوة عاتية وسهام عجزت عن ردها كل وسائل التكنولوجيا وتقنية الحرب من خلف الجدر!



كنا في أيام الجامعة لا نحبذ مطلقا الدخول مع الشيوعيين والماديين في جدلهم البيزنطي حول تأثير القوة الإيمانية في تحويل وتغيير معارك المسلمين مع أعدائهم.. إذ كيف يمكنك الوصول إلى أرضية مشتركة مع من ينكر وجود الله ابتداء لتدير معه حوارا حول أن الملائكة تقاتل مع المسلمين وأن المسلم الذي يقتل في معركة ضد أعدائه شهيد سيلقى في الجنة الحور العين ونعيم الله الذي لم تره عين ولم يخطر على قلب بشر.. مجرد خاطرة؟



وبذات المفهوم لا يجد المرء وقتا لمراجعة بعض المقالات المنهزمة في صحافة الخرطوم وهي تحاول أن تقلل من المد الإسلامي المؤازر للمسلمين في أفغانستان ذلك أن بعض كتابنا والعابرين على أعمدة الصحف قد دخلهم الرعب والخوف من الآلة الغربية والعلو الأمريكي الجديد بطائراته وبوارجه وسفنه المحشودة بالحقد والتآمر على الإسلام والمسلمين.



ينسى بعضنا أو يتناسون أن كل القوة المادية اليوم من طائرات..وبوارج..وسفن..وصواريخ عابرة للقارات وقاذفات..وقنابل نووية.. أن كل هذا في داخل ملك الله الذي بيده ملكوت كل شيء!



يتناسى بعضنا أو يتجاهلون أن القوة المادية اليوم من أجهزة مراقبة إلكترونية.. وستاليت.. وأجهزة مخابرات بمختلف المسميات.. ينسون كل هذا وأدق منه تحت عين الله لا تنام ورقابته التي تحيط بدبيب النملة في الصخرة الصماء في الليلة الظلماء!!



ولطالما هزنا نشيد المنشد:



ما ملكوا طائرات



ما ملكوا راجمات



بل ملكوا ملء صدورهم آيات الله ذخيرة



في أمسية الهجوم على أفغانستان أصيب الشارع المسلم من طنجة إلى جاكرتا بحالة من الإحباط يلفها العجز عن تقديم أي دعم لإخوة العقيدة والإيمان والذين أمطرتهم إمبراطورية الشر بحمم اللهب وقذائف الدمار!!



في تلك الأمسية كظم كل مؤمن غيظه وآخرون انكفأوا على دموعهم واحمرت أعينهم من البكاء والنحيب!



في تلك الأمسية ارتجف الكبار خوفا وفزعا وتوارى الهاربون من المجابهة العنيفة.



لكن أقدار الله ساقت الفتى إلى الشاشة البلورية ليخاطب كل الدنيا بحديث ملأه الإيمان وقوة اليقين بالله عز وجل.



من كان يظن أن أسامة الذي تحاصره أمريكا وتطارده أجهزة مخابراتها المحلية والعالمية.. المطلوب عندها حيا أو ميتا.. من كان يظن أن رجلا مثل هذا يطل على عدوه من أعلى المواقع ويقول أن المعركة ستستمر؟!



إن حالة الفزع واللا أمان التي يعيشها أعداء الله في كل مكان.. هذه الحالة.. وهذا القلق مرده إلى انهم قد حاربوا الله.. وعادوا دينه وأذوا أولياءه.. ولذلك فقد بدأت عليهم الحرب من كل حدب وصوب.. ومعركة المؤمنين مع أعداء الله لها ميقات معلوم وميدان معد يهيئ الله أسبابه ورجاله!



وأسامة بن لادن منهم



في تلك الأمسية أخبرني من لا أشك في صدقه أن جارا له معروفا عنه التقوى والصلاح قد أغمي عليه لما سمع أسامة بن لادن يقسم بجلال الخالق ((أقسم بالله العظيم الذي رفع السماء بلا عمد))!



يا الله!



يا الله!



يا الله! الذي رفع السماء بلا عمد.. يا لقوته.. وعظمته.. وجبروته!!



الذي رفع السماء بلا عمد.. وتحت هذه السماوات وفي آفاقها وبما سخره الله فيها تطير الطائرات الأمريكية وتمضي الصواريخ عابرة القارات يتحكم فيها شر ممن خلق الله يستعينون عليها بالريموت كنترول وكل ذلك تحت ملكوت الذي رفع السماء بلا عمد!



لن تنعم أمريكا بالأمن قبل أن تنعم به فلسطين.. ولن يهدأ لها بال قبل أن تكف عن عدوانها وغطرستها ولن ترتاح قبل أن تعي أن العداء للمسلمين لن يجلب لها إلا الشر ولن يمنعه عنها الجدر الحصينة ولا وزير الأمن مطلق الصلاحيات!!



وإن استطاعت أمريكا أن تمسح أفغانستان من خارطة الكرة الأمريكية فإنها لن تمسحها من وجدان المسلمين والمؤمنين!



وإن استشهد أسامة بن لادن اليوم قبل الغد لكفاه.. فقد أدى دوره في المواجهة والشهادة على الدنيا والناس وفتح بابا لن يغلق!



نعم لن يغلق.. و: يا كبرياء الجرح لو متنا لحاربت المقابر !!

*/*/*/*/
منقول


 

رد مع اقتباس