نفساني - عرض مشاركة واحدة

02-08-2010, 12:17 AM

اين أمضي بهمومي

وحيدة كالشمس
شاردة كالقمر
وحيدة أنا...
وحيدة هنا...
ليس لدي ازهار
ولا لون لدي
ومامن وجوه حولي
وما من عيون تحملني
في عيونها
جريحة أنا...
جريحة هنا...
في وطن الدموع
تنام في عيوني
حضارة الماء
وتستفيق فيها
لغة الشموع

وحيدة أنا...
في عاصمة الألم
فما من أوجه غيري
ومامن مطر تغتسل به
الارض سوى دمعاتي
وليس لدي عنوانُ
سوى أني هنا
وطنُ أخضر
تموج فيه السنابل
ترقص فوق احداقه
الف نجمةٍ جريحةٍ
والف كوكبٍ مماثل
فيأيها الحزن القادم
نحوي من بعيد
باردا دون صقيع
عاصفا دون رياح
قاسيا دون زهور وربيع
هل عشقت العيش
في لون عيوني
وتلذذت بدفء قلبي
فطاب لك المقام
ربما... أو ربما
صرت رفيقي
وصار عيشي بدونك حرام
وحيدة أنا..
وحبدة اسافر
ودائماً أعود وحدي
الريح تعبث بزجاج نافذتي المكسور
وترقص فوقه على وقع بكائي
والليل منكسرُ أرقه التياعي
والقمر الفضي
قرص رغيف مدور
محلى بالكثير من الحنظل
والنجوم حوله
عيونُ كحلها الألم

وحيدة أنا ...
ماذا أقول
وفي الحشى
من ذا الزمان
الف قصةٍ مريرة
والف إلف خريف
ماذا أقول ..
وأنا التي رسم الآسي قصتي
هكذا دون رحمةٍ
ودون إحساس
بطفولتي
فمضيت وحدي
مضيت
يشرب الحزن من دمعتي
وتعزف الأحزان
لحنها على قيثارتي
مضيت وحدي
أذوب .. أذوب
كما تذوب في الليل شمعتي
فأين أمضي بهمومي
أين ؟؟
والناس أغرابُ هنا
إذا ما تعارفوا
والصحب فارقني
لما رأى وفائي
إن الوفاء جريمةُ لديهم
وإن قلبي واللهِ سر شقائي
أين امضي بهمومي
والمدى البعيد مخضبُ بالحزن
والجمر في دمي
قد فاح شذاه
رغم صبري وانصياعي
أين امضي بهمومي
فكم من غصةٍ في القلب اكتمها
وكم من دمعةٍ في الجفن خبأتها
آواه من زمنٍ
غرز أصابع وجعه في عيني سمائي
فبدا صباحي لعيوني كمسائي
آواه من زمنٍ
كسر فرحتي
ولون بالخريف
كؤوس شعري وسمائي
آواه من ومنٍ
يرقص منتشياً على رجف غنائي
أيها الزمن الذي لم يكن لي
ولم يكن له قط انتمائي
بحر أحزاني فقط هو من
شاء إحتوائي
ليتني امتلك أفقا واسعاً
وإحساساً قاسياً
كدمعاتِ الشتاءِ
أذاً لتركت الكل خلفي
وتخلصت من القلب
الذي اضحى شقائي....

المصدر: نفساني