قرأت في كتاب الشيخ علي الطنطاوي " صور وخواطر " قصة المؤرخ الشيخ الخضري الذي أصيب في أواخرعمره بتوهم أن في أمعائه ثعباناً ، فراجع الأطباء وسأل الحكماء فكانوا يدارون الضحك حياءً منه ويخبرونه أن الأمعاء قد يسكنها الدود ، ولكن لا تقطنها الثعابين فلا يصدق حتى وصل إلى طبيب حاذق بالطب بصير بالنفسيات قد سمع بقصته فسقاه مسهّلاً وأدخله المستراح وكان وضع له ثعباناً فلما رآه أشرق وجهه ونشط جسمه وأحس بالعافية ونزل يقفز قفزاً وكان قد صعد متحاملاً على نفسه يلهث إعياء ، ويئن ويتوجع ولم يمرض بعد ذلك أبداً.
ثم قال الطنطاوي مُعلّقاً على القصة :
ما شفي الشيخ لأن ثعباناً كان في بطنه ونزل، بل لأن ثعباناً كان في رأسه وطار، لأنه أيقظ قوى نفسه التي كانت نائمة، وإن في النفس الإنسانية لقوى إذا عرفتم كيف تستفيدون منها صنعت لكم العجائب ".